تحـذيـر كـردي مـن تقسيـم تركيـا خـلال عشـر سنـوات
حدد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان موعداً أقصاه العام 2023 لتكون تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي على أساس أنه لا يمكن لأوروبا أن تتلاعب بتركيا حتى ذلك التاريخ.
وفي كلمة خلال اختتام ندوة عقدت في برلين أمس، حمّل أردوغان الأوروبيين المسؤولية الكاملة عن عدم دخول تركيا الاتحاد الأوروبي، نافياً أن تكون أنقرة تخلّت عن هدف الانضمام إليه.
وقال ان «تركيا لن تكون عبئاً على الاتحاد الأوروبي بل ستخلصه من أعبائه. لكنهم لم يفهمونا، ولم يريدوا أن يفهمونا، ولا يزالون لا يفهموننا»، موضحاً أنه «منذ خمسين عاماً وتركيا تنتظر عند باب الاتحاد الأوروبي».
وأضاف ان «نصف دول الاتحاد الـ27 متخلفة عن تركيا وتشكل عبئاً عليه، بينما ستشكل انجازات تركيا الاقتصادية إضافة له. وإذا دخلنا فسنختار الليرة التركية وليس اليورو. وفي جميع الأحوال نحن دخلنا الاتحاد بستة ملايين تركي في أوروبا من بينهم ثلاثة ملايين في ألمانيا»، ليعود ويؤكد أن «أوروبا لا يمكن أن تواصل التلاعب بنا حتى العام 2023، لقد وضعنا هدفاً لنا في العام 2023 بل العام 2071 وذلك من أجل أولادنا».
وانتقد أردوغان رئاسة قبرص الجنوبية للدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن «المفاوضات مع الاتحاد متوقفة لأننا لا نعترف برئاسة قبرص الجنوبية للدورة الحالية، والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) نفسها قالت ان الاتحاد ارتكب خطأ بضم قبرص اليونانية لكن هناك إصرارا على مواصلة هذا الخطأ».
وتساءل أردوغان عن السبب في عدم دعوة تركيا إلى اجتماعات الزعماء الأوروبيين كما كان يحصل قبل البدء في المفاوضات، محذراً من أن «الاتحاد الأوروبي ليس سياسياً بل متعدد الجوانب، وإذا حاول الأوروبيون تحويله إلى اتحاد أيديولوجي فسيخسرون، وستبقى تركيا أقوى من قبل».
أما في الشأن السوري، فأكد أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل أنه لا يمكن إنشاء منطقة عازلة في سوريا من دون قرار دولي، مشدداً في المقابل على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف اليدين إزاء الأزمة السورية. وأشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا وصل إلى 105 آلاف لاجئ.
على صعيد آخر، يدخل إضراب المعتقلين الأكراد الـ700 يومه الخمسين وسط تحذيرات من حدوث وفيات تثير تصعيداً عرقياً. وقد حذّر رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش من طريقة تعاطي الحكومة مع المسألة على قاعدة عدم الحل بل الدفع بهم إلى الموت. وقال انه على الحكومة أن تطلق سراح زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، متهماً أردوغان بأن سياسته لا تحمل للأكراد سوى الموت والدموع والحروب.
وفي حوار مع صحيفة «ميللييت»، أطلق النائب الكردي في البرلمان شرف الدين ألتشي، صرخة من على فراش المرض بأن تركيا يمكن أن تتقسم خلال عشر سنوات في حال استمر أردوغان بالتعاطي بهذه الذهنية مع المسألة الكردية.
وقال ألتشي الذي يوصف بأكثر الأكراد اعتدالاً ان «أردوغان يتصرف في البلاد مثل ديكتاتور»، موضحاً أن «حل مشكلة المضربين بيده، وهو قادر على أن يعطيهم على الأقل حق الدفاع عن أنفسهم باللغة الكردية، وأن يخفف من قيود التواصل مع أوجلان المعزول منذ سنتين». وأضاف ان الأخير هو «زعيم الأكراد وافق أردوغان على ذلك أم لا. ولا يفيد إنكار هذه الحقيقة»، لافتاً إلى أنه في ظل تطورات الأزمة السورية بات «العمال الكردستاني أكثر راديكالية».
وبحسب ألتشي فإن «الجيل الحالي من الأكراد هو آخر جيل يمكن أن يؤمن بحل سلمي للمشكلة الكردية، لذلك على رئيس الحكومة أن يسارع إلى التحرك». وتابع «لنكن واقعيين، الحل ليس سهلاً، الأكراد يرضون بحل مشرّف لهم لكنهم لن يقبلوا أبدا بحل غير مشرّف يعني استسلامهم، فهم لا يريدون أن يكونوا جزءاً من شعب بل أن يكونوا شعباً متساوياً في كل شيء مع الشعب التركي».
أما خطأ أردوغان بالنسبة إلى ألتشي، فهو أنه «يقيس الأمور كما في التسعينيات، لكن الظروف الآن تغيرت، والشعب الكردي ليس هو نفسه الذي كان آنذاك، فلو أعطي الأكراد حينها اللغة الكردية درساً اختيارياً في المدارس لكانوا في عيد لا يوصف. لكن إقرار ذلك اليوم لا معنى له البتة».
أما في ما يتعلق بمحاولة منع العلمانيين في عيد الجمهورية منذ يومين من التظاهر أمام ضريح الزعيم التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك، اعتبر محمد علي بيراند من صحيفة «بوسطه»، «أن حزب العدالة والتنمية هو حزب الممنوعات، ويضاعف القناعة بأنه معاد لأتاتورك»، مضيفاً «لقد زاد المنع من التوتر والشرخ داخل المجتمع. وكم كانت معبّرة العبارات التي قالها المتظاهرون: اننا نحمي الجمهورية التي يتوجب عليكم أن تحموها».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد