الحرب الفرنسية في مالي تنتقل إلى الميدان البري
في حرب أكدوا أنها ستكون طويلة، نقل الفرنسيون أمس المعركة إلى الساحة الميدانية البرية لمواكبة الغارات الجوية التي يبدو أنها لم تنجح حتى الآن في وقف تقدم الإسلاميين. وأول خطوة ميدانية تمثلت في مواجهات مباشرة مع المسلحين الإسلاميين في بلدة ديابالي في وسط البلاد التي سيطر عليها الإسلاميون منذ يومين. ويبدو أن هؤلاء لا يزالون يبرزون قوتهم في الوسط، حيث أعلنوا أمس أنهم يسيطرون على بلدة كونا التي كان التقدم نحوها شرارة لبدايات الغزو الفرنسي للبلاد.
وتقدم الجنود الفرنسيون في المعارك الميدانية باتجاه شمال البلاد. وأكد مصدر أمني مالي أن «القوات الخاصة الفرنسية وصلت إلى ديابالي، واشتبكت مع الإسلاميين وجهاً لوجه»، مضيفاً أن «الجيش المالي يشترك كذلك في المعركة».
وغادر مئات الجنود الماليين والفرنسيين أمس الأول مدينة نيونو (وسط) متوجهين إلى ديابالي. وكانت مصادر عسكرية قد قالت إن قوات برية فرنسية وقوات من جيش مالي طوّقت المقاتلين في البلدة.
وذكرت مصادر عسكرية مالية أن قوات برية فرنسية انتشرت حول نيونو بعدما حركت طابوراً من المركبات المدرعة باتجاه المدينة. وقال مصدر «قامت القوات الفرنسية بتأمين نيونو لوقف تقدم الإسلاميين إلى سيغو، في حين يؤمن جيش مالي منطقة الحدود مع موريتانيا».
كذلك، أشار مصدر عسكري فرنسي إلى أن مقاتلين إسلاميين موجودون على مسافة 80 كيلومتراً شمال بلدة مركالا القريبة من سيغو. ووصل إلى مركالا مئة جندي فرنسي على متن 20 آلية. إلى ذلك، عملت القوات الفرنسية على «ضمان أمن» جسر استراتيجي على نهر النيجر في مركالا، يؤدي نحو الجنوب والعاصمة باماكو لمنع المسلحين من عبوره.
وقصفت المقاتلات الفرنسية مقراً للشرطة الإسلامية في نيافونكي قرب مدينة تمبكتو التراثية، بحسب شهود من السكان.
ولكن في المقابل، أكد المتحدث باسم جماعة «أنصار الدين» أبو الحبيب سيدي محمد أن المقاتلين الاسلاميين ما زالوا يسيطرون على مدينة كونا في وسط مالي، والتي استولوا عليها في العاشر من كانون الثاني الماضي. وفي شريط فيديو، قال سيدي محمد، الذي كان يتحدث من أمام مركبة مدرعة مغطاة بعلم الجهاديين، «نحن حاليا في كونا، ما ترونه هو مركبة مصفحة للجيش المالي».
كذلك، أكد المتحدث باسم «أنصار الدين» أن جماعته سيطرت على بلدة كالا في الوسط، بحسب ما نقلت محطة «سكاي نيوز» ووكالة الأخبار الموريتانية.
من جهته، كرر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان تأكيده أن الحرب ستكون طويلة، مضيفاً في حديث إلى إذاعة «إر.تيه.إل» «نحن في موقف أفضل مما كنا عليه الأسبوع الماضي ولكن المعركة مستمرة». وصرح «نشرنا بعض القوات البرية في باماكو أولا لضمان أمن مواطنينا والمواطنين الأوروبيين ومدينة باماكو... أما الآن فإن القوات الفرنسية تتقدم نحو الشمال».
وأعاد ما كان صرح به سابقاً أن العملية العسكرية «تسير جيدا» في القطاع الشرقي، إلا أن «الوضع صعب نوعا ما في الغرب حيث لدينا المجموعات الأكثر قوة وتعصبا وتنظيما وتصميما وتسلحا». وأكد الوزير «كنا من البداية ندرك جيدا أنها عملية شديدة الصعوبة، إننا أمام أكثر من ألف، ما بين 1200 و1300، من الإرهابيين في المنطقة وقد تنضم إليهم تعزيزات لاحقا»، مضيفاً «لهذا السبب تقصف القوات الفرنسية قواعدهم الخلفية وخصوصا غاو حيث نجحت العملية تماما».
وردا على سؤال في حديث لإذاعة «اوروبا1»، قال رئيس الأركان الفرنسي الأميرال ادوار غييو إن القوات الفرنسية تواجه «نزاعا من نوع حرب العصابات» وهي معتادة على هذا النوع من القتال، مضيفاً «دمرنا نوعين من الأهداف، أهداف ثابتة، أي معسكرات تدريب ومستودعات لوجستية، ومراكز قيادة مثلا في دونتزا وغاو». وأشار إلى أن «المجموعات الإرهابية استحوذت على مدرعات من الجيش المالي»، ولكن الغارات الفرنسية دمرت بعضها مساء أمس الأول.
وبحسب رئيس أركان الجيش المالي إبراهيم ديمبيلي، فإنه من المتوقع أن تصل القوات الأفريقية إلى مالي خلال 48 ساعة، مشيراً في حديث على هامش لقاء رؤساء أركان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في باكامو إلى أن المشكلة لوجستية، كما لم يتم تحديد مواقع للقواعد العسكرية. وأضاف أنهم سينتشرون في البداية في مناطق ترانزيت قبل التدخل على الأرض.
وقال رؤساء أركان «إيكواس» إن الهدف هو إرسال أول سرية من 2000 عنصر اليوم الخميس. وبحسب الممثل الخاص لـ«إيكواس» عبودو توري شيكا فإن «نيجيريا جاهزة ولدى النيجر قوات تنتظر على الحدود، وهم بانتظار الضوء الأخضر».
من جهته، أعلنت كل من ألمانيا وإيطاليا عزمها تقديم المساعدات اللوجستية إلى القوات الفرنسية. وستوفر برلين طائرتي نقل من طراز «ترانسال» لنقل قوات من الدول الأفريقية إلى باماكو.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد