«إيقاع الحياة» يرسم جدارية «إسمنت ولون» في دمشق
حوّل فنانون موهوبون في دمشق أحد الجدران المهمشة بصرياً إلى لوحة فنية ضمن مشروع «إسمنت ولون». استخدم «فريق إيقاع» تقنية جديدة من النحت في فن الشارع هي «الروليف» المستخدمة عادة في نحت الآثار لصعوبة العمل عليها.
بدأ الفريق العمل منذ ثلاثة أشهر على جدار يمتد على 300 متر، ويشكل الواجهة الأمامية لمتحف العلوم المدرسي في منطقة القصور في دمشق. اعتمد «فريق إيقاع» أساساً على مادّة الإسمنت بالإضافة إلى تدوير المخلفات البيئية والصناعية.
أطلق الفنان التشكيلي موفق مخول الفكرة في محاولة لربط العلوم بالفنون والثقافة، وأوضح: «يقع الجدار بجانب متحف العلوم، الذي يحتوي على مجموعة ثمينة من مئات الحيوانات المحنّطة من مجاهل أفريقيا والهند بالإضافة إلى وثائق أثرية، ومن الجهة المقابلة للجدارية تقع مكتبة ضخمة تحوي آلاف الكتب القديمة، لذلك من خلال إنجاز مشروع إسمنت ولون يمكن أن نجمع الثقافة بالفن والعلم في مكان واحد، من ثم تشكيل مجمع ثقافي فريد من نوعه في العاصمة دمشق».
يوضح الفنان التشكيلي أن هذه المادّة الصلبة القاسية غير المحببة إلى الناس يمكن أن تكون تفاعلية فنية. «حاولنا العمل على أسلوب جديد، ليس من الضروري أن ننحت على الرخام كما هو متعارف عليه، من الممكن النحت على أي مادّة أخرى، والمفارقة في هذه الجدارية هو تشكيل لوحة بصرية مما هو متوفر من نفايات».
من جهتها تقول الفنانة التشكيلية المشاركة في المشروع صفاء وبي: «بدلاً من أن يبقى الجدار جافّاً وباللون القاتم أردنا تقديمه بطريقة أجمل، باستخدام المادّة الإسمنتية للجدار لكن بتشكيلات فنية وبروزات نحتية تعطي قيمة لمادّة الإسمنت». الرموز المستخدمة تتلاءم مع موقع الجدار. «نفذنا تشكيلات مستوحاة من الحيوانات، وأضفنا لمسات فنية وزخرفيه، أتممنا المشروع بوضع مقاعد قريبة للأطفال، على اعتبار أن الجدار يعود للمدرسة والمتحف، حيث يمكن للزائر أن يستريح أو يلتقط الصور».
عمل على المشروع فريق يتألف من الفنانين التشكيليين صفاء ورجاء وهبي، وعلي سليمان، وناصر نبعة، والمساعدين عدنان عبد الله، والياس كسواني. أنجز هؤلاء الجدارية تطوعاً وبالاعتماد على ما توفر في محافظة دمشق من الإسمنت. «اعتمدنا على مبدأ التدوير واستخدمنا المخلفات البيئية والصناعية، من بقايا الزجاج المكسر والسيراميك التالف والحجارة التي حصلنا على بعضها من المكبات والمعامل».
يشرح الفنان التشكيلي علي سليمان أن الفريق وضع في أعلى اللوحة تشكيلات مثل الحمام والطيور، وطعّمها باللون الأزرق لإضفاء طابع الهدوء على العمل. «من يرَ العمل فلا بدّ أن يتأثر به، لأنه رسالة تعرّف العالم بحقيقة الشعب السوري الحضاري وقدرته على تقديم الفن والجمال في أصعب الظروف، هدفنا نشر ثقافة فن الشارع في كل سوريا، وحمل رسالة السلام إلى العالم».
حسانة سقباني
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد