«الائتلاف» يرفض محاربة «القاعدة» و«الأصدقاء» يبحثون التسليح
قلل الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، من إمكانية ان تتدخل الولايات المتحدة بشكل أوسع في الأزمة السورية، موضحا انه «مصر على التسوية السياسية للأزمة السورية وإنهاء الحرب، والحل الوحيد يكمن في مسار انتقالي في سوريا». وغداة قمة الثماني التي تجاهلت اي اشارة الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد، قال اوباما ان الاسد لا يمكنه اعادة اكتساب «الشرعية».
وفيما كررت موسكو مطالبتها الدول الغربية بالضغط على المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» من دون شروط مسبقة، برز أمس رفض «الائتلاف» المعارض، لمطلب قادة مجموعة الثماني بأنه على السلطة السورية والمعارضة القضاء على أتباع تنظيم «القاعدة»، معتبرا، في بيان، أن «نظام الأسد هو مصدر الإرهاب الوحيد في سوريا، ويجب أن تصب جهود الدول كافة لمحاربته وحده من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا».
وفي باريس، قال مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية إن وزراء خارجية الدول الـ11 التي تشكل مجموعة «أصدقاء سوريا» ستجتمع في الدوحة السبت المقبل لبحث تقديم مساعدة عسكرية ملموسة لـ«الجيش الحر» بعد المكاسب التي حققتها القوات السورية، بالإضافة إلى مؤتمر «جنيف 2». وأضاف «تنبغي الاستجابة لحاجة المعارضة لإعادة التوازن في القوى على الأرض». وتابع «الموقف على الارض ملح عقب استعادة القصير وبسبب التهديد الذي تواجهه حلب وايضا ضواحي دمشق والجزء الجنوبي من البلاد». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري سيبدأ غدا الجمعة جولة تشمل قطر والسعودية والكويت والأردن وإسرائيل والهند وسلطنة بروناي.
وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، «بعض التقارير التي ترددت علنا تجاوزت الحد في ما يتعلق بأن الولايات المتحدة تستعد بشكل ما للمشاركة في حرب أخرى. ما نريده هو إنهاء الحرب». وأضاف «لا يمكنني التعليق على تفاصيل برامجنا المرتبطة بالمعارضة السورية ولن أقوم بذلك». وكان أوباما وافق الأسبوع الماضي على تسليح المعارضة.
وأعلن أوباما أن «كــل دول مجـــموعة الثمـــاني، بما في ذلك روســيا، متفقة على الحاجة إلى تشــكيل حكومة انتقــــالية في ســوريا بسلــطات كاملة»، موضحا أنه «مصر على التــسوية السياســية للأزمــة السورية. نريــد سوريا بلدا موحــدا ديموقراطــيا يسود فيــه التـــسامح. نريد إنهاء الحــرب، والحـــل الوحــيد يكـــمن فــي مســار انتقـــالي في ســـــوريا».
وأضاف «ندعو لانتقال سياسي منذ بداية الأزمة أما الرئيس الأسد فقد اتخذ خيارا مغايرا وأتى بالفوضى وقتل شعبه»، مشدداً على أن «الأسد لا يمكن أن يعيد اكتساب الشرعية بعد أكثر من 100 ألف قتيل». وتابع «نحن متأكـــدون أن الحكــومة (السورية) استخدمت أسلحة كيميائية. الروس متشككون».
وقالت ميركل، من جهتها، إن «الأسد فقد شرعيته» لكنها أكدت موقف ألمانيا «التي تلتزم بقواعد قانونية واضحة تقضي بعدم إرسال أسلحة إلى بلد يشهد حربا أهلية». وأضافت «هذا لا يعني انه لا يمكننا أن نؤدي دورا بناء سياسيا أو إنسانيا وان نجد الطريقة الصحيحة لمساعدة المعارضة المعتدلة وشعب سوريا».
إلى ذلك، نقلت شبكة «بلومبرغ» عن مسؤولين أميركيين، حضروا اجتماعا في البيت الأبيض الأسبوع الماضي تم خلاله بحث قضية تسليح المعارضة السورية، قولهم، إن كيري طالب بشن غارات جوية على المطارات السورية التي لا تزال تحت سيطرة النظام، خصوصا المناطق التي استخدمتها القوات السورية كمنصة لإطلاق أسلحة كيميائية ضد المسلحين.
وأوضح المسؤولون أن رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي رفض هذا الأمر، مطالبا بمعرفة ما هي الخطة التي وضعتها وزارة الخارجية لما بعد الضربة الجوية. وقال «لا يمكن للقوات الجوية الأميركية إلقاء بضع قذائف أو صواريخ على أهداف داخل سوريا. من اجل سلامة الطيارين فان على الولايات المتحدة العمل على تحييد نظام الدفاع الجوي السوري، وهي عملية تتطلب 700 غارة أو أكثر». وأضاف إن «طلـــب وزارة الخارجــــية المتهــور للتدخــل في حرب أهلية أمر غير مرحب به».
ودافع مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف، في بيان، عن تسليح موسكو لدمشق. وقال «ليست لدي أي معلومات عن صفقات جديدة، لكن رئيسنا أكد مرارا أن الصفقات (الموجودة حاليا) تم عقدها على أساس قانوني مع الحكومة السورية الشرعية».
وعن التحضير لمؤتمر «جنيف-2»، أشار اوشاكوف إلى أن «البيان الختامي الصادر عن قمة الثماني يتضمن التأكيد على ضرورة عقد المؤتمر بأسرع ما يمكن، ولكن من الصعب الحديث عن أي مواعيد محددة».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في مقابلة مع وكالة «ايتار تاس»، إنه «يجب على الشركاء الغربيين لروسيا أن يرغموا المعارضة السورية على الانخراط في مفاوضات السلام». وأضاف أن موسكو «تعمل على إقناع السلطات السورية بضرورة تبني موقف جدي من المشاركة في جنيف 2، لكننا لا ننوي إرغام الحكومة السورية على الانخراط في أية مفاوضات، إذا كانت نتائج هذا الحوار محددة مسبقا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد