«التمساية» قد تصل كلفتها إلى 300 ألف ل.س
قبل عدة أعوام عرضت لوحة كوميدية في مسلسل سوري كوميدي حول تحول التعزية أو الأخذ بخاطر أهل المتوفى كما يقال في اللهجة العامية إلى تعزية إلكترونية تتم عبر شاشات الكمبيوتر والتواصل الإلكتروني وكم بدا هذا الأمر خارجا عن نطاق المألوف لكنه اليوم تحول إلى حقيقة ولو بشكل أبسط من ذلك ولكن ربما هي بداية.
إعلانات ورقية صغيرة في شوارع دمشق وحول مبنى الجامعة في البرامكة عن موقع الكتروني جديد مختص بإشهار الوفيات يقول إنه الموقع السوري الأول لإشهار الوفيات كانت كافية للفت الانتباه إليه.
الموقع الذي يتقبل التعازي الإلكترونية وينشرها على صفحاته بدأ في بداية عمله بنشر تعاز ودعوات ونداءات من مختلف البلدان العربية وخاصة سورية حول المجازر في غزة مع صورة كبيرة مؤلمة لشهداء وجرحى من غزة.
ويبدو أن الموقع الذي يرتدي اللون الأسود حديث العهد على الشبكة الإالكترونية فلم تنشر فيه حتى الآن أي تعزية وحتى العناوين الفرعية للصفحات فيه غير مفعلة بعد ولا حتى خانات البحث في أرشيف الوفيات.
كما يمكن لمتصفحي الموقع أن يقوموا بالتعزية الكترونيا عبر صفحة خاصة يكتب فيها المعزي اسمه وبريده الالكتروني ونص التعزية واشترطت إدارة الموقع أن مراجعة التعزية الإلكترونية من قبلها ونشرها بعد الموافقة عليها.
أما وسيلة الاتصال الوحيدة بالموقع هاتفياً عبر رقم خلوي كانت غير متوافرة لعدة أيام فالرقم مغلق أو خارج نطاق التغطية.
لا منافسة مع الورقية
هذا التطور الجديد لن يشكل منافسة مع النعيات الورقية على ما يبدو فلكل إعلان قوته وفق ما يؤكد صاحب مطبعة الأماني أبو سامر الزعبي الذي يرى أن هناك وسائل كثيرة لنشر النعيات ومنها الصحف أو حتى الرسائل النصية على أجهزة الهاتف الخلوي ورغم ذلك ما زالت النعيات وستبقى الطريقة الأوسع والأسرع انتشاراً وأما المواقع الإلكترونية فهي ستكون مفيدة أكثر للمغتربين أو المقيمين خارج البلاد.
وكشف أبو سامر وهو صاحب إحدى المطابع ومكاتب تقديم خدمات التعازي المشهورة في دمشق والمتخصصة في الخدمات المقدمة في بيوت العزاء من القهوة العربية وفرق الإنشاد أن الخدمات المقدمة في «التمساية» سبقت النعيات المطبوعة حيث كانت المكاتب تقدم الخدمات منذ زمن طويل في حين بدأت النعيات المطبوعة بالظهور منذ نحو 65 عاماً فقط ورد سبب ظهورها إلى اتساع المدن وزيادة عدد السكان وبعد المسافات بين الأقارب وندرة وسائل الاتصال ومن ثم تكون النعية وسيلة لإخبار الأقارب والمعارف بأن شخصاً ما انتقل إلى رحمة الله.
اختلاف بين مدينة وأخرى
ويبدو أن أهم فرق بين النعيات هو عدد أسماء عائلات المتوفى المنشورة في النعوة حيث تنشر عدة أسماء لعائلات أقارب المتوفى لكن في الريف يكتفى باسمين لأن عدد العائلات في القرى أقل وهو ما يمكن تطبيقه على محافظة دمشق وريفها.
ويبدو الأمر مختلفا في مدينة كدير الزور حيث تذكر نعية الوفاة اسم العشيرة أو القبيلة التي ينتمي لها المتوفى إضافة إلى اسم عائلته في حين بدأت تدخل فكرة جديدة إلى النعيات مستوحاة من النعيات في دمشق وهي ذكر أسماء إخوة وأقرباء المتوفى الذكور من جهة صلة القربى الذكور والإناث.
أسعار وخدمات سياحية لخدمات العزاء
أسعار طباعة النعوات حافظت على ثباتها منذ عام 2003 وجاء التطور التكنولوجي واستخدام الكمبيوتر والطابعات الحديثة ليزيد من أسعار طباعة النعوات بعد أن كانت تطبع قديما بطريقة صف الحروف وتسعيرة طباعة 100 نسخة من النعوات 500 ليرة سورية يضاف إليها العمل الليلي أو العمل في أيام العطل لتزيد بنسبة 25% لأن العمال في المطابع ومكاتب الدفن يداومون دون أي عطل في الأعياد ومن أيام الجمعة بحيث تعمل المطبعة على مدار الـــ24 ساعة وفق ما ذكر أبو سامر. وتختلف تكلفة «التمساية» من عزاء لآخر دون أن توجد تسعيرة ثابتة للخدمات المقدمة والتي تختلف صعودا ونزولا حسب العدة المستخدمة في تقديم الخدمة من عدة القهوجية وعددهم والمضيفين سواء أكانوا سياحيين أي يرتدون لباسا رسمياً أو مضيفاً عادياً يرتدي ثياباً عادية وحتى مصبات القهوة العربية لها علاقة بالتكلفة بين أن تكون مذهبة أو عادية بل ويصل الأمر إلى نوع «الصواني» التي يقدم عليها القهوة أو أكواب المياه.
التمساية خمسة نجوم وفق ما ذكر أحد أصحاب مكاتب خدمات الدفن تكلف الكثير فبعض المقرئين يتقاضون أجرا يصل إلى 150 ألف ليرة سورية لقراءة القرآن الكريم في «التمساية» في حين يعتبر مبلغ 8 آلاف ليرة سورية هو المبلغ الأقل «لتمساية» بسيطة دون أجر الصالة التي تقام فيها. أجر الصالة التي تقام فيها «التمساية» يختلف أيضاً حسب مكانها ومساحتها وطبيعة ما يقدم فيها ليكون أقل مبلغ لاستئجارها هو 20 ألف ليرة سورية في حين يتعدى السقف الأعلى للمبلغ 150 ألف ليرة حسب ما يرغب صاحب «التمساية». ويشتكي أصحاب المكاتب المتخصصة في هذه الخدمات ممن يسمونهم (الشقيعة) أو المتطفلين على المصلحة ممن يحتالون على الزبائن من حيث عرض إقامة «التمساية» بمبلغ أقل لا يزيد على 5 آلاف ليرة سورية ليكتشف الزبون أنه خدع حيث يغير ( الشقيع) أقواله وعرضه بحيث يصبح المبلغ يوميا وليس لكامل أيام «التمساية».
فادي مطلق
المصدر: الوطن السورية
التعليقات
الله يرحمو
إضافة تعليق جديد