«الكشك الشمسي»: متجر للتسوق وبيع الكهرباء
تصل الكهرباء إلى غالبية سكان العالم بيسر وسهولة، إلا أنّ الأمر يختلف في بعض مناطق أفريقيا، حيث يفتقر كثير من سكان القارة إلى خدمات الكهرباء، ما دفع بالبعض إلى إطلاق مشروع «أكشاك شمسية» تولد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتبيعها للناس.
تفتقر قرية نغزواني، التي تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة الكينية نيروبي، إلى خدمات الكهرباء، ما دفع بشركة طاقة عالمية إلى إيجاد حلّ بديل يهدف إلى إنتاج الطاقة عبر إقامة أكشاك تستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في المناطق الريفية. وتقدم هذه الأكشاك خدمات شحن الهواتف المحمولة إلى جانب إمكانية مشاهدة التلفاز، بينما يأتي آخرون للاستفادة من خدمة تبريد الأطعمة والأدوية بواسطة الثلاجات الموجودة في الأكشاك.
كما تتيح الأكشاك إمكانية شراء مصابيح الإضاءة الشمسية والبطاريات، فضلا عن بيع بعض المواد التموينية كالأرز والصابون مثلا، الأمر الذي جعل من «الأكشاك الشمسية» مركز لقاء اجتماعي لسكان القرية، بحسب ما تؤكد راشنا باتيل، وهي الشريكة المحلية في مشروع «الأكشاك الشمسية» في نيروبي. وترى باتيل أن هذا المشروع مهم جدا، فهو يخدم سكان القرية مباشرة فضلا عن استخدام إمكانيات الطاقة المتجددة.
وتأمل الشركة بناء المزيد من «الأكشاك الشمسية»، لذا تبحث راشنا بمساعدة فريق عمل مؤلف من ثمانية أشخاص عن مناطق ريفية مناسبة، إذ لا بد من توفر معايير معينة في المناطق التي سيتم فيها بناء هذه الأكشاك. و«يجب أن تكون المناطق خالية تماما من إمدادت الطاقة وأن يكون عدد الأسر التي تسكن في هذه المنطقة ثلاثمئة أسرة على الأقل»، بحسب مسؤول في الشركة. وتسعى المنظمة المحلية الشريكة إلى إيجاد موظف من سكان القرية للعمل داخل «الكشك الشمسي»، يتم تمليكه حق امتياز مشروع الشركة ويعمل على تفسير مهمة الأكشاك لسكان القرية.
أما الشروط الأساسية لاستلام هذه المهمة فهي القدرة على الكتابة والقراءة، إلى جانب الإلمام بالقواعد الأساسية للحساب والقدرة على التحدث باللغة الانكليزية. وغالبا ما يتم اختيار السيدات أو الشباب لأداء هذه المهمة. ويعمل في كل كشك حوالي خمسة موظفين، ما يوفر فرص عمل كثيرة لسكان القرية أيضا. وتهدف شركة «الأكشاك الشمسية» إلى تطوير مشروعها بالتوجه إلى دولة بوتسوانا لبناء المزيد من الأكشاك، بعدما نجحت في بناء خمسة نماذج في كينيا وسبعة في إثيوبيا. ويصل عدد الأشخاص الذين يعيشون من دون خدمات الكهرباء في أفريقيا إلى نحو 800 مليون شخص. وبرغم صعوبة توفير الكهرباء في المناطق الريفية بسبب ارتفاع التكاليف، إلا أن القائمين على مشروع الأكشاك الشمسية يرون أن هذا المشروع هو طريقة جيدة تساعد الحكومة على تحقيق أهدافها في توفير خدمات الكهرباء في المناطق الريفية من دون زيادة في انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة.
(عن «دويتشه فيلله»)
إضافة تعليق جديد