أطفالنا ومخاطر الإعلام
الجمل- علي الطالقاني: يتفق الرأي العام تقريبا على تعريف الطفل بأنه كل شخص دون الثامنة عشرة. وقد عرفت "اتفاقية حقوق الطفل" بأنه كل شخص دون الثامنة عشرة ** ما لم يكن سن القانون الوطني لكل دولة يحدد سناً آخر لبلوغ مرحلة الرشد.
غدا من البديهي والطبيعي ان يوجد في المنازل جهاز تلفاز إضافة لجهاز الحاسوب و جهاز فيديو و غيرها من الأجهزة، ويولد الطفل حيث يجد نفسه بين طيات تلك الأجهزة. ومما لاشك فيه أن لتلك الوسائل الإعلامية دور كبير لما يتلقاه الطفل من تراكمات مرحلة الطفولة والتي ابتنى جذوره الشخصية عليها، وبما لها الدور البارز في المشاركة بتعليم الأطفال وتثقيفهم من قيم وسلوكات، من خلال انتقال الثقافات التي شاهدها واطلع عليها مسبقا.
ويراود أرباب الأسر كوابيس وقلق نتيجة لما يتعرض له الأطفال من الإفراط في مشاهدة التلفاز وما يتخلل تلك الأوقات من برامج مثيرة تحمل بين طياتها العنف والإرهاب والجريمة وما تتبناه من سيناريوهات مرعبة..
وينقل مركز المعلومات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عن الباحث "كارل اريك لاندهيس" من كلية طب دونيدين بجامعة اوتاجو والمشرف على دراسة اعدت عن مخاطر الإفراط في مشاهدة التلفاز من قبل الأطفال، قوله: أن أكثر من ساعتين يوميا تزيد لدى الأطفال احتمالات مواجهة مشاكل في الانتباه في مرحلة المراهقة. كما أشار لاندهيس إلى انه بينما يوجد اعتقاد كبير بأن التلفزيون يمكن أن يساهم في مشاكل الانتباه فلا توجد معلومات تذكر بشأن هذه المسألة. وللتحقق من ذلك درس هو وزملاؤه 1037 صبيا وفتاة ولدوا في عامي 1972 و1973 وتابعوهم في الفترة العمرية من 5 الى 15 عاما.
وفي المتوسط شاهد الأطفال التلفزيون نحو ساعتين يوميا في فترتهم العمرية من 5 الى 11 عاما لكنهم شاهدوا التلفزيون بمعدل 3.13 ساعة على مدار ايام الاسبوع من عمر 13 الى 15.
ووجد الباحثون ان المشاركين في الدراسة الذين شاهدوا التلفزيون أكثر من ساعتين في مرحلة الطفولة المبكرة كانوا أكثر عرضة لمشاكل الانتباه عندما يكونوا مراهقين صغار. وهؤلاء الذين شاهدوا التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات عرضة لمخاطر اكبر.
ويضيف لاندهيس أن الأطفال الذين اعتادوا على مشاهدة برامج تلفزيونية كثيرة جاذبة للانتباه ربما يجدون مواقف معتادة في الحياة مثل الذهاب إلى المدرسة امرأ مملا.
وأضافوا إن زيادة مشاهدة التلفزيون ربما يؤدي إلى ضغط الوقت الذي يقضيه الأطفال في القيام بأنشطة أخرى من شأنها العمل على تعزيز مهارات الانتباه والتركيز مثل القراءة او لعب مباريات.
وقد تختلف المخاطر من طفل لآخر و يختلف تأثير كلٍ منها و الطفل يتعلم أحياناً مما يشاهده أكثر بكثير مما يتلقاه على شكل نصائح كلامية ومن هذه المخاطر:
1. أحلام مزعجة.
2. تبول غير إرادي.
3. المسير ليلا أثناء النوم.
4. اليقظة مبكرا.
5. قلق يصحبه تشنج وانفعالات عصبية.
6. ظهور حالة العدوانية لدى الطفل.
7. مشاهدة مناظر العنف مما تسبب خوف و فزع و ذعر في الليلي أو أن يقوم الطفل بتقليد ذلك فيما بعد و ممارسة العنف تجاه رفاقه ظناً منه أن هذا يعبر عن المرح أو البطولة.
8. الإفراط في مشاهدة الإعلانات و لما من ذلك من تأثير سلبي على الطفل بحيث يصبح كل ما هو في الإعلان مثل أعلى و الطفل تحت إل 6 سنوات أو 8 سنوات لا يدرك أن هدف الإعلان هو الترويج و الربح و على المسؤولين مناقشة الطفل عندما تشعر انه تأثر بشدة في الإعلان حول فائدة هذه المادة المعلن عنها.
9. تعلم العادات السيئة مثل التدخين و تعاطي المخدرات و الكحول.
10.البدانة : بسبب كثرة الجلوس أمام التلفزيون و تناول المقبلات خلال ذلك خاصة عندما يجلس الطفل لأكثر من 4 ساعات في اليوم
11.انشغال الطفل عن تحصيله العلمي و علاقاته الاجتماعية.
12 .احتمال تعرضه لمشاهد أو محطات إباحية : فقد أثبتت الدراسات أن المراهقين الذين يشاهدون الكثير من المشاهد و الأفلام الإباحية يقومون بإقامة علاقات جنسية مبكرة أكثر من هؤلاء الذين لا يشاهدون مثل هذه المشاهد. ففي أمريكا يشاهد الطفل 200000 مشهد عنف حتى سن 18 سنة من عمره.
مقترحات
أن الأطفال اليوم بحاجة إلى استقرار نفسي أكثر مما كانت عليه في العصور الماضية بسبب تزايد حالات انتشار العنف والإرهاب في العالم وبسبب السياسات الخاطئة التي تتبعها الدول.
ولكي ينمو الطفل نموا صحيحا من الناحية الجسمانية والنفسية فالدور الأكبر يقع على كاهل الوالدين في مهمة مساعدة الطفل للخروج من حالة الاضطرابات إلى حالة السكينة والطمأنينة ويتم ذلك عبر التالي:
• يمكن تعليم الطفل أحرف الهجاء و النطق، في فترة ما قبل المدرسة.
• يمكن للطفل في سن المدرسة أن يتعرف على عوالم مختلفة عن البيئة التي يعيش فيها كالغابات و البحار.
• يمكن للمراهقين التعلم من الكومبيوتر والانترنت والحصول على معلومات متعددة ومشاهدة آخر الأبحاث و التطورات العلمية.
• إنشاء مكتبة تحتوي على الكتب و المجلات، كذلك وضع ألعاب للطفل في الغرفة.
• إبعاد التلفاز من غرف النوم.
• الابتعاد من مشاهدة التلفاز إثناء وجبات الأكل.
• عدم السماح للطفل من مشاهدة التلفاز أثناء الدراسة وتأدية الواجبات. على أن نعطيه فرصة للمشاهدة بعد تأدية الواجب.
• وضع برنامج ترفيهي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
• تماشيا مع الطفل أن نفهمه مشاهدة البرامج التثقيفية من خلال متابعتها معا.
• وضع برنامج للحوار مع الطفل لما يشاهده الآباء مع الأبناء.
• إبعاد جهاز التحكم من يد الطفل حتى لا يطمع بالمزيد من المشاهدات.
• عدم الإفراط في مشاهدة الأفلام التعليمية مع ترك فرصة للطفل بالترفيه المدروس والمراقب.
• عدم الإفراط في شراء أفلام الفيديو و الأفضل استئجارها.
• يفضل مشاهدة القنوات الحكومية بدلا عن المحطات الخاصة.
• معرفة محتوى البرامج التي يشاهدها الأطفال.
• تشفير المحطات المشبوهة.
• أعطاء الطفل أكبر جرعة من الحنان والتفهم.
• التعامل معه بطريقة مبسطة يستوعب من خلالها مانريد وكذلك أن لانثير الخوف في نفسه.
• تبيين مواطن الخير والشر وان نفهمه أن الأول ينتصر على الثاني كي نغرس المفاهيم الصحيحة ونجنبه المفاهيم الخاطئة.
• حسن الإصغاء إلى أسئلته والإجابة عليها باهتمام.
• أبعاده عن مشاهد العنف والإرهاب.
• لا ينصح أن يشاهد الأطفال التلفاز ممن هم دون السنتين من العمر وسبب ذلك أن هذه الفترة هي أهم فترة في نمو دماغ الطفل و فيها يبدأ الطفل بتمييز كل شيء و يبدأ عنده حس الإدراك و التمييز الجسدي و العاطفي و الاجتماعي.
• ينصح بأن يشاهد الطفل التلفاز اكثر شيء من ساعة إلى ساعتين يوميا.
الجمل
إضافة تعليق جديد