أقطاب المعارضة اللبنانية يسخرون من تهديدات جنبلاط العسكرية
صدرت، امس، ردود فعل منددة بالتصريحات الاخيرة لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، ورأت انها تستحضر الحرب الاهلية وتذكر بمآثره اثناء الحرب.
وأسف رئيس «تيار التوحيد اللبناني» وئام وهاب في مؤتمر صحافي، «أن يتخذ البعض من ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مناسبة للتهيئة لحرب جديدة في لبنان على يد بقايا الميليشيات السابقة وبعض الذين يرغبون في الانضمام الى هذه الميليشيات ويقومون بإنشاء ميليشيا جديدة. وبدل أن تكون هذه المناسبة جامعة لكل اللبنانيين ويشارك فيها الجميع، تستعمل لاستفتاء على الحرب الاهلية، لذلك اتوجه الى كل اللبنانيين المؤمنين بالسلام والرافضين للحرب والقتل ولكل العمليات الحربية. فمن يحب رفيق الحريري فليرفع صورته على شرفة منزله، ولكن البعض يريدها استفتاء للحرب الاهلية وعلى اللبنانيين عدم التجاوب مع هذا الاستفتاء. وهؤلاء الناس اذا شعروا بأن هناك تجاوبا مع استفتائهم قد يذهبون في اتجاه الحرب الاهلية».
وطالب المعارضة باتخاذ موقف جدي من موضوع «الضباط الأسرى ونعرف أين هم موجودون ومن خطفهم، ويجب اتخاذ موقف من الامر ولا يجوز احتجاز حرية الناس بهذه الطريقة. واذا لم يكن هناك اي شيء قضائي ضدهم فليتم الافراج عنهم. ولكن على المعارضة اتخاذ موقف جدي وعملي».
وأضاف: «سنمنع جنبلاط من شن الحرب الاهلية، ولدينا الامكانات الكبيرة لمنعه. واشار الى ما اسماه الزعران الذين يدورون في شوارع بيروت وقال ان هؤلاء كانوا مع ابو عمار والمخابرات السورية واليوم يقبضون من الحريري... صحتين على قلبن، لكن هؤلاء لا يحاربون عندما تحصل الحرب.
وسأل وهاب جنبلاط: «أين ثقافة الحياة؟ منذ أسبوع كنت تدعو الى الافراج عن المعتقلين في إحدى الدول العربية، والآن تدعو الى قتل المعتقلين في السجون اللبنانية. ما دمت متشوقا الى الحرية والديموقراطية فلماذا لا تفتح مناطق الجبل امام العمل السياسي، وحتى امام حلفائك في القوات اللبنانية؟ واذا كنت تريد الديموقراطية فلماذا هذا الكم من نشر عناصرك الامنية في الجبل؟».
وتوجه وهاب إلى جنبلاط متسائلا عما إذا كان «وحشا أم إنسانا حتى يخاطب أهالي الضباط بهذا الشكل» مؤكدا أنه يشك في أن يكون لدى جنبلاط ضمير.
واستنكر وهاب أن يأتي جنبلاط ليتحدث عن العدالة، مشيرا إلى أن «العدالة لو كانت مطبقة في هذا البلد لكان جنبلاط أول من أِعدم وهو قاتل خمسة آلاف شخص في الجبل لأنهم عارضوه». وقال إنه (جنبلاط) «أعجز من أن يقوم بحرب أهلية»، موضحا أنه «لا انشغال بالتفاصيل في حال وقوع الحرب بل ستصل الصواريخ إلى غرفة نوم جنبلاط ويكون هو من يدفع الثمن».
واتهم وئام وهاب السعودية بالسعي لإشعال الحرب في لبنان. واعتبر أن «هناك قرارا سعوديا بالحرب في لبنان» منبها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن «هذه الحرب ستحرق ذقنه فيما لو حصلت ولن يكون بأي شكل من الأشكال بمنأى عنها».
وعقد رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا تناول فيه مواقف جنبلاط وقال اننا لن نسمح له بزج الطائفة الدرزية بحروب جديدة، ولن نسمح بقيام مشروع اسرائيل في لبنان على دم الدروز.
واضاف ارسلان: نقول لجنبلاط ان الدم الدرزي ثقيل ولا يستطيع أحد ان يحمله، ويجب ان يفهم وليد جنبلاط اننا لسنا في اجواء 1982 ولن نسمح بطعن المقاومة في ظهرها.
وحول زيارة سعد الحريري للشمال راى ارسلان انه من المعيب ان توزع الاموال بهذه الطريقة، وليتهم وزعوها عند استشهاد الرئيس الحريري وليس على قاعدة الحشد من اجل الطعن بالمقاومة.
وقال عميد الأسرى في سجون الاحتلال سمير القنطار في رسالة:
«طالعنا وليد جنبلاط بالمواقف الموتورة المعبرة عن حالة الرعب التي يعيشها وهو يقامر مع حلفائه بالبلد خدمة لأسيادهم في واشنطن وتل أبيب. لقد سمعنا هذا الموتور يتحدث عن تبادل الأسرى وهو الذي وافق قبل حرب تموز 2006 بأسابيع أن نبقى أسرى سجون الاحتلال مدى الحياة. ولا بد من تذكيره أننا نرفض أن تكون حريتنا من خلاله هو وحلفائه حتى لو أدى بنا الأمر أن نمضي بقية حياتنا خلف القضبان، وعليه أن يترك هذا الملف للرجال الرجال ولقائد مسيرة التحرير سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذين اثبتوا دائماً أنهم على مستوى المسؤولية الوطنية في تحرير الأرض والأسرى.
ورأى حزب «الاتحاد» «ان المواقف التصعيدية المجنونة المترافقة مع الاعتداءات والمظاهر المسلحة لفريق السلطة، تدل صراحة على ان ذلك الفريق اتخذ قرارا بالحرب على الوطن، وبات يراهن على مصير البلد، وهو يحاول دفع اللبنانيين نحو حرب أهلية بغيضة».
ولفت الى ان «هذه التصريحات المتشنجة ولغة الحرب لن تدفع المقاومة والمعارضة الى الانجرار لساحات الفتن والاقتتال الداخلي».
واعتبر إمام «مسجد القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود انه «إذا أجرينا مقارنة سريعة بين اللقاء الثنائي الذي ضم العماد ميشال عون والسيد حسن نصر الله من جهة وبين خطاب الموالاة بشكل عام سيما النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وسمير جعجع من جهة أخرى، نجد بكل بساطة أن لقاء عون ـ نصر الله يوحي بالثقة والأمل وينبئ أن هنالك من يعمل على بناء وطن على أسس سليمة. فيما في المقابل تصاريح وخطابات الموالاة فيها تشنج وشتائم وردات فعل غير مدروسة وانزلاق إلى الميليشياوية بشكل بشع».
واعرب رئيس «جبهة العمل الاسلامي» الداعية فتحي يكن، عن ذهوله من «قرع طبول الحرب الأهلية، وتسعير نار الفتن الداخلية بين اللبنانيين، والتهديد باحراق الأخضر واليابس، في حين تجمع قوى المعارضة على الدعوة الى لغة الحوار والتفاهم والتوافق كخيار وحيد وأساس للخروج من النفق المظلم».
ودعا رئيس «المجلس العام الماروني» وديع الخازن قائد الجيش العماد ميشال سليمان إلى إعلان حال الطوارىء منذ اليوم ومنع التجول ليلا حتى الإنتهاء من مناسبة 14 شباط».
واعتبرت «حركة النضال اللبناني العربي» برئاسة فيصل الداوود، ان جنبلاط «قد فقد عقله بخطابه غير المسؤول والمتوتر». ودعت ابناء الطائفة الدرزية الى اتخاذ وقفة شجاعة من السلوك الذي يسلكه جنبلاط.
وأمل عضو «الاتحاد البيروتي» عدنان عرقجي، ان تكون مناسبة استشهاد الرئيس رفيق الحريري الاليمة «مناسبة لتوحيد اللبنانيين، لا مناسبة لسفك الدماء وإحراق الاخضر واليابس».
واعتبر رئيس «التجمع الشعبي العكاري» وجيه البعريني، «أن الذين يريدون حرق البلد ستحترق أيديهم قبل أن يحرقوا الأخضر واليابس». وقال: «لقد كشف هؤلاء عن أنيابهم وظهروا على حقيقتهم بأنهم لا يستطيعون العيش إلا على الدماء».
ووصف رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا تصعيد قوى الموالاة في ذكرى استشهاد الحريري بأنه إساءة لهذه الذكرى، مشددا «على أن الإخلاص للراحل الكبير برفض كل أنواع التدويل والوصاية الخارجية والتمسك بدستور الطائف والمبادرة العربية».
وشجبت «هيئة علماء جبل لبنان» تصريحات جنبلاط وحملته «مسؤولية كل قطرة دم تستباح في الجبل، فاولاد اقليم الخروب لن يقبلوا ان تحارب بهم بعد اليوم لتحقيق المصالح الخاصة المتلونة».
ورأت القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال، ان هذه التصريحات المتشنجة والمتوترة إفلاس أخلاقي وانتحار سياسي، يكشف حالة الضياع التي يعيشها فريق 14 شباط.
- من جهته أعلن رئيس تكتل التغيير و الاصلاح النائب العماد ميشال عون «اننا نعرف طاقة النائب وليد جنبلاط العسكرية، وعليه الا يطلق كلاما من فوق السطوح»، وتمنى «في ظلّ هذا الخطاب التحريضي الا يكون الناس في 14 شباط مثل القطعان التي تساق. وهذا الجو بإمكانه بأي لحظة أن يؤدّي إلى اشتباكات ويصبح الوضع خارجا عن إرادة المسؤولين ولا يعود بإمكانهم السيطرة عليه». وقال: لا يحلمن أحد في لبنان بتأليف حكومة ليس فيها تأثير للمعارضة في قرارها.
كلام عون جاء اثر اجتماع تكتل التغيير والاصلاح في الرابية امس، فاستهل بالحديث عن المبادرة العربية ذات الثلاثة بنود وقال ان قوى الموالاة تريد تجزئة القرارات، أي نحن متفقون على رئيس للجمهورية فلننتخب الرئيس. هذا هو الفكر البدائي في السياسة وفي شرح القانون. الاتفاق يكون شاملاً وإن كان هناك تدرّج في التنفيذ. هناك يتمّ التوافق في الاتفاق على التواريخ أو فورًا أو بعد ستة أشهر أو بعد سنة. ولكن لا ننفذ بندًا واحدًا من أصل ثلاثة ومن ثمّ نختلف على البنود الأخرى.
اضاف: نحن مختلفون على تأليف الحكومة منذ سنة ونصف السنة، وكل الخلاف يدور على رقم واحد وهو الرقم «11». كأنّ الموالاة تعلّمت أن تعدّ للمعارضة من 1 إلى .10 وإذا وصلوا إلى الرقم «11» يتخربط الكومبيوتر عندهم ولا يعرفون التفكير. لماذا؟
لأنّ الغاية واضحة وصريحة. ممنوع أن تكون هناك مشاركة في القرار في الدولة. والمعارضة من دون أن يكون لها التأثير في قرار الحكومة من خلال عديدها الموجود في الوزارة لن تسلّم بهذا الأمر.
إذًا لا يحلمن أحد في لبنان بتأليف حكومة ليس فيها تأثير للمعارضة في قرارها.
أحدهم قال لي، وبالضبط الشيخ أمين الجميّل «جنرال انتم تريدون الدخول إلى الحكومة لتعطيلها». هذا يعني أنه افترض في حقنا النية السيئة. وهذا ما أخذ جدلاً في الموضوع ونقل إلى الإعلام في شكل إسفاف. وقد أجبته: «الحكومة معطّلة وكل شيء معطل، لماذا سندخل نحن. فمن دون جميلنا، كل شيء معطّل، لماذا سندخل ونتحمّل مسؤوليّة التعطيل؟». فأجابني: «أنتم من عطلتموها وانتم تتحملون مسؤوليّة التعطيل وعطلتم مجلس النواب وعطلتم البلد كلّه».
فأجبته: «مهلاً يا شيخ أمين، أوّلاً أنتم عطّلتم رئاسة الجمهوريّة. ألستم أنتم من همّش رئاسة الجمهوريّة؟ ألستم أنتم من عطل المجلس الدستوري؟ وعلى رغم ذلك بقينا مثابرين في المجلس النيابي. ثمّ ألستم أنتم من أفقد الحكومة ميثاقيّتها وكسرتم المادّة 95 ببقائها في الحكم؟ ومن ثم نقضتم الفقرة ياء من مقدمة الدستور؟». أما الصياغة في الصحف فأتت أنّ «عون هو الذي كان مسرورًا أنه يعطل الحكومة». عيب أن نصل إلى مرحلة من صياغة الأخبار ونشرها في وسائل الإعلام في شكل كاذب.
وتناول الاتصالات التي قيل انه اجراها خلال اللقاء وقال: «السيد» سعد الدين الحريري خرج حوالى خمس مرّات وأجرى اتصالات في الخارج لكن لا أدري بأي عاصمة. أنا على الأقلّ أجريت اتصالاً وعلم المجتمعون بمن أجريته وما هو السبب لهذا الاتصال. كان للاستفسار عن موضوع ورد في تقرير عمرو موسى على لسان أحد المعارضين الكبار. فأردت أن أستفسر. انا فخور جدًا بأني أحترم قواعد التفاهم مع الذين أقيم تفاهمًا معهم. لا أريد أن أقوم بما يقوم به الآخرون أي بيع الأشخاص عند الفرصة الأولى. على العكس نحن سنظلّ متفاهمين حتى آخر لحظة.
إذًا السبب الحقيقي لهذه المشكلة ليس الأرقام بل هي أزمة ثقة. إلى أين يريدون التوصل في أسلوبهم الذين يريدون فرضه لحلّ الأزمة؟
ماذا سيفعل رئيس الجمهورية، إذا أخذ طرفًا مع الأكثريّة نصبح خارج الحكم، أو إذا أخذ طرفًا مع المعارضة، لا يستطيع أن يحكم، والوضع لن يحلّ. نريد أن نمشي على طريق واضح، مرئي ويكون التفاهم شفافا. إذا شاءوا فنحن لا نزال حاضرين. لا تدخلوا سوريا ولا إيران ولا أحد.
أشكر الله انني أنا المفاوض واعرف كل الأمور. فكل الدعايات التي تقال هي غير صحيحة. فنحن نمارس مسؤولياتنا كاملة في قضية انتخاب رئيس للبنان، وهي مسؤولية لبنانية بالكامل، ولا احد يستطيع ان يفرض علينا شروطًا، كي يهمشونا ولا نحن نريد فرض شروط على الآخرين لتهميشهم. نحن نمثل 45 في المئة من المجلس نصبح محذوفين من مجلس الوزراء بسبب ضغوط دولية وبسبب معادلة رقمية. لا نعرف اليوم من بين الوزراء الذين سيكونون في الحكم، من ضعط عليهم رستم غزالة لينتخبوا بالقوة إميل لحود. هل أستطيع الاتكال على هؤلاء الوزراء؟ مثلاً الوزراء الذين أتوا على اساس حصة الرئيس لحود ولا اعرف كيف أصبحت اتجاهاتهم، هل استطيع ان اتكل على امثالهم في تأليف الحكومة؟
أما الموضوع الثاني فقد لفتت نظري وأنا في طريقي إلى المجلس النيابي لوحات إعلانيّة، فيها ملكيّة حصرية للشهادة. لم يتركوا أي شهيد لنا لنبكي عليه أو ذرفنا عليه أكثر من دمعة ونسترجعه في فكرنا أكثر من مرّة. حتى الشهداء استملكوهم. استملكوا الساحات باسمهم وبغير اسمهم. استملكوا لبنان، حين يذيلون هذه اللوحات بكلمة لبناننا. من المؤسف ان نصل الى هذه المرحلة من استملاك هؤلاء. لقد نسوا الـ 170 شهيدًا في مخيم نهر البارد، ونسوا الـ 1200 شهيد في حرب تموز، فضلاً عن الكثيرين من الشهداء الذين نتذكرهم. وهذه الذكرى هي ذكرى اغتيال الرئيس الحريري ولها معانيها. فنتذكر كل الشهداء وهل نعطي فقط معاني سياسية للبعض وننحرف بالمناسبة عن معنى الشهادة وشموليتها لكل الوطن؟ هذا مؤسف.
وسأل عون: هل 14 شباط هو دعوة إلى المواجهة؟ دعوة إلى الحرب؟ واحد يريد أن يكسر الصعاليك وآخر يريد أن يحرق الأخضر واليابس؟ هل هذا هو خطاب أحب الحياة؟ مع من يريد أين يعيش؟
هناك 3 أمور أردت أن ألفت النظر اليها، ظاهريًا لا ترتبط بعضها ببعض ولا بأي مكان، لكن ذاكرتي جمعتها معا.
ـ مدير «السي آي أيه» قال قبل أيام إنه يخاف من تنامي القاعدة في لبنان وفي شرق افريقيا؟ وهنا أسأل تنامي القاعدة أين؟ في أي مجتمع؟ وفي أي بيئة سياسية؟ ومن هو المشجع لها؟
ـ كتبت جريدة «هآرتس» بالأمس (الاول) نقلاً عن ضباط في الجيش الإسرائيلي، أن حزب الله نقل صواريخ الى جنوب الليطاني. هل هي زلة لسان من وليد جنبلاط حين قال إنه يريد نزع صواريخ حزب الله؟ هل زلة اللسان هي معرفة بشيء ما يتكرر دائمًا في لبنان وهو ان اسرائيل تريد أن تشن حربا على لبنان، وهل لجنبلاط دور فعّال في تشليح الصواريخ؟ أحد الظرفاء، الوزير السابق وئام وهاب قال له إذا كنت تريد الصواريخ نرسلها إليك فلا تتعذب في الذهاب. نحن لا نريد ان نصل الى هذه المرحلة من الاحاديث. نحن نعرف طاقة وليد جنبلاط العسكرية، ونعرف انه لا يستطيع تشليح صاروخ واحد، فلماذا هذه الرمايات من فوق السطوح، وهذا الاحتقان الذي يخلقونه؟
من هنا لم أعد أعرف هل يدعون الناس في 14 شباط الى مواجهة أم الى احياء ذكرى الرئيس الحريري؟ الموضوع خطر ويتحمل مسؤوليته اركان المولاة.
يتكلمون على مربعات أمنية، هل بقيت مربعات أمنية في الضاحية؟ جميعكم صحافيون، قولوا لي أين لا تستطيعون الدخول؟ أين المربعات الأمنية؟ في الجنوب أي نقطة محرمة عليكم؟ أنتم تشاهدون الناس أكثر مني، قد أكون أنا لا أعرف. قولوا لي.
مثلاً ما حدث في مار مخايل، بعد التدقيق، تبين لي أن أهالي عين الرمانة اقتنعوا بأنه ما من شيء حدث، لكن أبناء كسروان والجبل والبترون يجب إقناعهم بأن لا أحد دخل عين الرمانة.
وردا على سؤال قال: سؤالك خطأ في الأساس، فالأمور لم تفلت في مار مخايل. الإصابات من طرف واحد والنار اتت من جهة واحدة والتحقيق جار. لا يمكن القول عن تظاهرة انها «فِلْتِتْ»، أرجو منكم عند طرح الأسئلة الا تحرّفوا الكلام. تطرحون السؤال كما هي الواقعة وأنا مستعد أن أجيب بالتفصيل.كيف «فِلْتِتْ» الأمور ولم تطلق رصاصة واحدة، لو «فِلْتِتْ» كان «العوض بسلامتك». كان قام خط تماس بين الطيونة ومار مخايل ولا أعرف الى أين كان امتدّ.
وردا على سؤال آخر قال: ما حصل بالأمس خارج عن اطار المخالفة المألوفة. صارت مخالفة سياسية يتحّمل مسؤوليتها زعماء الموالاة. عندما يحصل الانفلات في طرابلس وكل المدينة، في هذه المشاكل صارت هناك مسؤولية سياسية. قوى الأمن موجودة حتى تكافح الشغب المحدود، لكن عندما يصبح الأمر أن يوضع لكل مواطن عسكري حتى يوقفه وبهذه الاحجام التي صارت وهذا الفلتان، فهذه المسؤولية تقع على وليد جنبلاط وسمير جعجع وأمين الجميّل وسعد الدين الحريري، فهم يهيّجون المجتمع. الجيش لا يمكنه مهاجمة كل المواطنين إذا «فلتوا وصاروا يقوصوا». الجيش وقوى الأمن تقمع مخالفات محدودة لكن ليس عندما تكون بهذه الحالة الواسعة. هذه مسؤولية سياسية.
اضاف: أنا أعتبر ان ما صدر بالأمس (الاول) عنهم هو فقدان للثقة بالنفس والركض في اتجاه العنف هو تعويض عن شيء ما، عن الشعور بالخسارة.
وردا على سؤال حول المحكمة الدولية قال: إذا كانت المحكمة الدولية على شاكلة هذا الكلام فلا تقلّع، إذا كانت المحكمة الدولية بالفعل تريد فرض العدالة في لبنان فأهلاً وسهلاً بها، لكن الأكيد أنها لن تكون على شاكلة هذا الكلام ولا على شاكلة من أصدر هذا الكلام. لأنني أعتقد أننا إذا أردنا قتح الملفات اللبنانية نصل عندها الى جرائم ضد الإنسانية التي أصحابها يهددون الناس الآن. أعتقد أن لا مصلحة لديهم في الحديث في هذا الموضوع لأننا لم نفتح المقابر الجماعية بعد، سنفتحها في ما بعد.
وكان عون قد استقبل وفدا من «الرابطات والمجالس المسيحية» وعرض معه شؤون الساعة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد