أمريكا تحذِّر روسيا من نشر قاذفات في كوبا

حذر جنرال أمريكي رفيع المستوى أمس (الثلاثاء) روسيا من أن قيامها بنشر قاذفات استراتيجية في كوبا الفناء الخلفي للولايات المتحدة سيشكل انتهاكا “لخط أحمر أمريكي”، وطلب البيت الابيض من الحكومة الروسية عدم اعتبار نشر عناصر من درعها الصاروخية في اوروبا، تهديدا لها وجدد عرض التعاون الامريكي مع موسكو.

 وقال الجنرال نورتون شوارتز الذي اختير لرئاسة أركان السلاح الجوي الأمريكي في اشارة الى عزم روسيا نشر قاذفات استراتيجية في كوبا ردا على الدرع الصاروخية  الامريكية في شرق اوروبا: “اذا فعلوا ذلك فسيكون علينا كما اعتقد إبداء الحزم وايضاح ان ذلك سيكون بمثابة تجاوز للحد، وانتهاك لخط احمر بالنسبة للولايات المتحدة.

بيد ان المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو أشارت الى ان هذه المعلومات لم تكن موضع تعليق رسمي روسي وقالت “لذلك فإني لن ادل برأيي في هذا الامر”. غير انها قالت ان الرئيس الامريكي جورج بوش كرر في مباحثاته مع نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف في بداية الشهر الحالي لمناسبة قمة مجموعة الثماني في اليابان “انه لا ينبغي اعتبار نظامنا الدفاعي المضاد للصواريخ تهديدا لروسيا. وفي الواقع فإننا نرغب في التعاون مع الروس لتصور نظام تعمل فيه روسيا واوروبا والولايات المتحدة كشركاء متساوين” واضافت ان بوش قال “مرارا للمسؤولين الروس اننا نريد تعاونا استراتيجيا مع الروس. نريد التعاون معهم لمنع صواريخ قادمة من دول مارقة مثل ايران من تهديد اصدقائنا وحلفائنا”.

ويشكل المشروع الامريكي بتوسيع الدرع الصاروخية الى اوروبا ونصب صواريخ اعتراضية في بولندا ورادار فائق التطور في تشيكيا، أحد أبرز عوامل التوتر في الأشهر الأخيرة بين موسكو وواشنطن. وترى موسكو في هذه الدرع تهديدا مباشرا واعلنت مرارا انها ستتخذ اجراءات عسكرية مضادة.

ونقلت “انترفاكس” الاثنين عن مصدر عسكري دبلوماسي ان القاذفات الروسية الاستراتيجية يمكن ان تتوقف في كوبا للتزود بالوقود اثناء دورياتها وان خبراء روسا نفذوا مهمة استطلاع للغرض. وفي اليوم ذاته كتبت صحيفة “ازفستيا” المقربة من الكرملين ان روسيا قد ترسل قاذفات الى كوبا.

وتذكر هذه التصريحات بأزمة 1962 الشهيرة بازمة “خليج الخنازير” حين بدت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي حينها على حافة حرب نووية بعد نشر صواريخ نووية سوفييتية في اراضي الحليف الكوبي. وقد انتهى الامر بموسكو الى سحب هذه الصواريخ.

المصدر: أ ف ب