إيران تدرس الرد على دول «تحيك المؤامرات»: الأحداث شأن داخلي
أعلنت طهران امس، انها تبحث في اتخاذ إجراءات ضد دول «تحيك المؤامرات» ضدها و«تتدخل» في شؤونها الداخلية على خلفية الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية، في وقت اعلنت لندن سحب عائلات الموظفين في سفارتها في إيران، بينما أملت أنقرة بأن تحل التطورات من خلال «آلية داخلية»، معتبرة ان «الاستقرار في ايران مهم للاستقرار في المنطقة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي، ان مجلس الشورى ووزارة الخارجية يدرسان رد طهران على «دور» بعض الدول الغربية في الأحداث التي تلت الانتخابات، لافتا الى ان «الأيادي الصهيونية والأجنبية واضحة في حياكة المؤامرات ضد الوحدة الوطنية الايرانية». وعندما سئل عما إذا كان طرد سفراء أجانب هو خيار مطروح، قال إنه لن يؤكد أو ينفي هذا الأمر.
وأشار المتحدث الى «وجود وثائق بشأن تدخل الإعلام الغربي في الشؤون الداخلية لايران»، منتقدا بشكل خاص قناتي «سي ان ان» الاميركية و«بي بي سي» البريطانية «اللتين تطلقان برامج لتعليم كيفية تدمير مواقع الانترنت التابعة للحكومة». وأكد ان «مقر الحرب النفسية في سي ان ان، وبي بي سي، ينشط حاليا.. هاتان الشبكتان تهدفان الى إضعاف الانسجام الوطني وتجزئة ايران».
ورأى قشقاوي ان «الأوضاع الحاصلة في البلاد بمثابة شأن داخلي بين أفراد العائلة الواحدة.. وهذه الأوضاع سيتم تسويتها عبر الآليات الديموقراطية»، واصفا «مشاركة الشعب الايراني الواسعة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة بالجوهرة الجميلة.. وايران لن تسمح لبعض الدول الغربية بتحويل هذه الجوهرة الى حجر تضعه في أيدي ثلة من الانتهازيين ليحطموا به زجاج منازلهم».
في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، أن حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد «مستمرة في سياسة توطيد علاقات الصداقة وتنمية التعامل البناء مع دول الجوار». وقال لنظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي ان «مشاركة الشعب الايراني في ملحمة الانتخابات الرئاسية تتيح إمكانيات جديدة للتواجد الفاعل والبناء لايران على الصعيدين الإقليمي والدولي». وقد رأى الشيخ عبد الله ان «التدخل من أي طرف في إيران غير مقبول».
في مقابل ذلك، واصل الغرب انتقاده للتعامل الايراني مع الأحداث التي تلت الانتخابات. وبينما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان، السلطات الإيرانية «بإعادة فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والإحجام عن استخدام العنف»، نصحت بريطانيا وايطاليا رعاياهما بعدم السفر الى ايران الا في الحالات الضرورية، بينما اعلنت لندن سحب أسر العاملين في سفارتها في إيران. كما قال وزير الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني أن بلاده لن تتخلى عن «دورها» في إسعاف جرحى التظاهرات في إيران، ودعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي، دول الاتحاد الى استدعاء السفراء الايرانيين لديها للاحتجاج على ما يجري، معتبرة ان الاتهامات التي صدرت عن «بعض السلطات الايرانية» الى دول اوروبية بالتدخل في الانتخابات الايرانية «غير مقبولة ولا اساس لها».
غير ان وزير الخارجية التركية أحمد داوود اوغلو، اعتبر ان «الاستقرار في ايران مهم للاستقرار في المنطقة». وقال اثر محادثات أجراها مع نظيره الإماراتي، ان بلاده تأمل بان «تحل التطورات في ايران بأحسن طريقة ومن خلال آلية داخلية»، مضيفا «نأمل أيضا في ألا يتم حجب الانتخابات الأخيرة في هذا البلد والتي جرت في جو ديناميكي بنسب مشاركة عالية». كما دعت روسيا السلطات الايرانية الى تسوية «الخلافات بما يتفق مع الدستور».
أميركيا، دعا نائب وزير الدفاع الأميركي السابق بول ولفوفيتز، الرئيس باراك اوباما الى فتح قنوات اتصال مع المرشح الخاسر في ايران مير حسين موسوي. وقال «أستطيع بالتأكيد معرفة ما إذا كان موسوي يريد الحوار، إذا لم يكن يريد ذلك فلن أدفعه إلى ذلك بالتأكيد، ولكني سأوضح ان الهاتف هو خط مفتوح».
الى ذلك، رأت دراسة أجراها معهد «شاتهام هاوس»، ان أرقام وزارة الداخلية الايرانية تشير الى تبدل في المزاج لصالح الرئيس محمود احمدي نجاد طاول 50,9 في المئة من الناخبين، كما توحي بفوزه بـ47,5 في المئة من اصوات الناخبين الذين أيدوا مرشحين إصلاحيين في انتخابات العام 2005. ورأت الدراسة ان «هذا تحديدا اكثر من اي نتيجة اخرى، غير قابل للتصديق».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد