إيران تعتبر احتمال مهاجمة “إسرائيل” لمنشآتها مستحيلاً
اعتبرت إيران أمس أن احتمال شن هجوم “اسرائيلي” على منشآتها النووية “مستحيلاً”، وجددت رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، مؤكدة انها لن تناقش هذا الأمر مع الدول الغربية، في وقت اعتبر المدير العام لوكالة الدولية الطاقة الذرية محمد البرادعي أن توجيه ضربة عسكرية إلى ايران سيحول المنطقة الى “كرة من اللهيب”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي ردا على ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول التدريبات العسكرية “الإسرائيلية” لضرب المنشآت النووية الايرانية “ان مثل هذه الوقاحة والجسارة لشن اعتداء على مصالحنا وسلامة أراضينا امر مستحيل”. ووصف “اسرائيل” بأنها “نظام دمية لا يمكنه تجنب ازمة الشرعية عبر الاعتداء على دول أخرى”. وقال “ان هذه التصريحات تؤكد ان الكيان الصهيوني يمثل خطرا يهدد الأمن والسلام العالميين”، مشيرا الى أن الجميع يدركون بأن وجود هذا الكيان يقترن بالتهديد والدمار والاغتيالات”. وكان قائد الحرس الثوري الايراني قد اكد خلال تفقده قطع بحرية في الخليج ان القوات الايرانية جاهزة لمواجهة أي عدوان.
واكد الهام ان ايران سترد على رزمة المقترحات الأخيرة للدول الست الكبرى حسب البرنامج الموضوع للمحادثات ولدراسة المقترحات، لافتا الى ان ايران تنتظر أيضا رد تلك الدول على مقترحاتها. وقال “وكما أعلنا سابقا فإن قضية تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم ليست منطقية وغير مقبولة”. وشدد على ان استمرار المحادثات مع الغرب ودول مجموعة (5+1) لن يكون على أساس قضية تعليق التخصيب.
من جانبه، اكد سعيد جليلي سكرتير المجلس الاعلى للأمن القومي ان الهدف الايراني من وراء طرح رزمة المقترحات لتسوية مشاكل العالم هو تحقيق التعادل والتعاون ازاء رزمة المقترحات الاوروبية (5+1) التي قدمت لطهران وقال في حوار مع النخب الالمانية ان موافقة ايران على اجراء مباحثات مع مجموعة (5 +1) تشكل فرصة ذهبية لاحلال السلام والأمن في العالم. وشدد على ان ايران تعمل وفق مقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبدوره، قال سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان ايران ستواصل تخصيب اليورانيوم “دون توقف”. واضاف للتلفزيون الايراني من بلغراد حيث كان موجودا ان “جمهورية ايران الاسلامية ستستمر في تخصيب اليورانيوم دون توقف لأن هذا البرنامج يخضع لمراقبة كاميرات (الوكالة الذرية) على مدار الساعة”. واوضح ان “طلب تعليق التخصيب مسألة قديمة ولا أساس تقنياً او قانونياً لها”.
واعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مقابلة مع محطة “العربية” التلفزيونية الليلة قبل الماضية ان توجيه ضربة عسكرية الى ايران سيحول المنطقة الى “كرة من اللهيب”. وقال في المقابلة التي اعيد بثها امس ان “أي هجوم لن يؤدي الا الى جعل ايران اكثر تصميما في مواجهتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي”. واضاف “حتى ولو لم تقم اليوم بصنع سلاح نووي ستؤدي الضربة العسكرية الى ما يطلق عليه خطة عاجلة الى صنع سلاح نووي بموافقة كل الايرانيين حتى الايرانيين الذين يعيشون في الغرب”. واوضح انه لا يرى في البرنامج النووي الايراني حاليا “خطرا بالغا وملحا” مضيفا ان “القيام بعمل عسكري ضد ايران في هذا الوقت سيجعله غير قادر على مواصلة عمله”.
في غضون ذلك، أعرب مسؤولون في الإدارة الأمريكية عن اعتقادهم بأن الرئيس جورج بوش سينهي عهده من دون تحقيق أي تغيير في ملف إيران النووي، مشددين على أنه ما من خيارات سياسية أو عسكرية مطروحة على الطاولة لكبح طموحات طهران النووية في الوقت الراهن.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” امس أنه بعد أكثر من خمس سنوات على تعهد بوش ونائبه ديك تشيني بأنهما لن يغادرا منصبيهما من دون منع إيران من تحقيق غايتها بالحصول على أسلحة نووية، يبدو أن لا شيء سيتغير خلال الأشهر السبعة الباقية من ولاية بوش الثانية.
ونسبت إلى مسؤولين في إدارة بوش أنهم خلصوا إلى نتيجة مفادها أن الجهود الدبلوماسية من أجل كبح طموحات إيران النووية لن تؤدي إلى حصول أي اختراقات خلال العام الجاري.
وفي القدس المحتلة، رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست “الاسرائيلي” تساهي هانغبي امس ان الجهود الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني باءت حتى الآن بالفشل، معربا عن تشاؤمه لما قد يخبئه المستقبل، مشيرا الى ان العامين المقبلين سيكونان “حاسمين”. وقال “على العالم ان يقرر ما اذا كان ينبغي اعطاء مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية التي لا يبدو انها واعدة”.
ستار ناصر
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد