احتدام القتال في حماة وحمص والمسلحون يهاجمون المشفى الوطني بالقصير
بدت حماة صباح أمس هادئة، وخالية من الناس، وشوارعها الرئيسية وساحاتها العامة التي كانت تمور بالحيوية وتضج بالحياة، أشبه بصحراء مقفرة، ومواطنوها في حالة ترقب قصوى لما ستسفر عنه حملة ملاحقة المسلحين التي بدأتها الجهات المختصة الثلاثاء الماضي، والتي يتمنون أن تنهيها بسرعة لتعود مدينتهم إلى حياتها الطبيعية، وليعودوا إلى أعمالهم وأشغالهم من دون أي خوف، ودون أي إضرابات تفرض عليهم بالقوة، ودون أي «خوات» تسلب منهم سلباً ورغماً عنهم بحجة دعم «الثورة والثوار»!!.
ورغم أن أي جولة في المدينة صباحاً لمعرفة ما جرى فيها يوم أمس الأول محفوفة بالمخاطر، إلا أن وجود عناصر من القوى المختصة في المدينة يمنح «المتجول المغامر» شعوراً من الراحة والاطمئنان، رغم رشقات العيارات النارية التي تدوي من غير مكان من المدينة.
ويتأكد المتجول، أن الجهات المختصة تواصل حملة ملاحقة المسلحين، وهذا ما تم فعلاً يوم أمس، فقد واصلت الجهات المختصة الحملة في بعض أحياء حماة الشعبية ما أسفر عن سقوط العديد من المسلحين بين قتيل وجريح، وإلقاء القبض على العديد منهم، وعن استشهاد عنصر من القوى المختصة.
وشملت الحملة أحياء باب قبلي والجراجمة والفراية، التي نشبت فيها اشتباكات ضارية بين القوى المختصة، والمسلحين الذين يطلقون على أنفسهم لقب «الجيش السوري الحر» والذين أخلوا أماكن تواجدهم من النساء والأطفال وكبار السن، قبل أيام وأقاموا فيها تحصينات من البلوك وحاويات القمامة وأسوار الحدائق، ظنوها تصمد طويلاً أمام القوى المختصة، أو تقف حائلاً دونها ودون تنفيذ مهامها، والتي مضت قدماً في مهمتها، لا يردعها شيء ولا يمنعها عن القيام بواجبها في حماية المدنيين أي مانع أو عائق أو ساتر ترابي أو حديدي.
وأكد مصدر أن الأب باسيليوس نصار استشهد برصاص المسلحين في حي الجراجمة، أثناء تلبيته وزميل له، نداء عائلة من الرعية المسيحية تقطن في الحي المذكور لإسعاف ابن لها أصابه المسلحون، وذلك أثناء حمله المصاب إلى سيارته، فاستهدفه المسلحون بطلق ناري برأسه أدى إلى استشهاده على الفور، وإصابة الخوري المرافق له بجروح طفيفة.
والخوري نصار من مواليد بلدة كفر بهم 1982، ويخدم في مطرانية حماة للروم الأرثوذكس الواقعة في حي المدينة القريب من حي الجراجمة الساخن.
كما أصيب العنصر حسن محمود الأحمد من حفظ النظام بطلق ناري بالكتف، إثر هجوم مسلح على دوريته أثناء مرورها على دوار سجن حماة المركزي، وأصيب معه عنصران بجروح طفيفة، وقد نقلوا جميعهم إلى مشفى حماة الوطني.
أما في ريف حماة فقد استهدف مسلحون عربة «ب م ب» بقذائف «آ ربي جي»، ما أدى إلى استشهاد 5 عناصر وجرح 7 آخرين من قوى حفظ النظام.
وفي تطور آخر غادر ثلاثة سعوديين وبحريني من مراقبي الجامعة، وبقي منهم في حماة رئيس البعثة المصري وثلاثة عراقيين، ومن المتوقع رفدهم بستة عشر مراقباً اليوم أو غداً.
وفي إدلب أسفر هجوم مسلح من قبل مجموعة مسلحة على سيارة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري على طريق عام معرة النعمان – خان شيخون عن استشهاد الدكتور عبد الرزاق جبيرو رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في محافظة إدلب.
وقال مصدر مطلع رسمي لمراسل وكالة سانا إن مجموعة مسلحة استهدفت جبيرو بنيران أسلحتها الرشاشة وأصابته بالرأس حيث أسعف على أثرها إلى مشفى المعرة وفارق الحياة.
وقد عرف عن الشهيد الدكتور جبيرو تفانيه وخدماته الطويلة والطوعية في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري كرئيس لفرع إدلب منذ تأسيس المنظمة وحتى تاريخ استشهاده، كما شغل الشهيد جبيرو رئاسة مجلس إدارة مشفى الهلال الأحمر في إدلب وكان هذا المشفى مفتوحاً للجميع حتى من ضحايا الأحداث الأمنية التي تشهدها المحافظة من موالاة ومعارضة، لهذا فقد كانت عملية اغتياله مفاجئة ومؤلمة لمعظم المواطنين وقوبلت بردود فعل سلبية.. خاصة أنه استشهد وهو يقوم بمهام إنسانية ضمن إطار المهام التي يقوم بها فرع المنظمة من تقديم المساعدات الإنسانية خاصة في ظل الأحداث الأمنية التي شهدتها ومازالت تشهدها معظم مناطق محافظة إدلب..ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة جديدة من حوادث الاغتيال التي باتت تستهدف فعاليات اجتماعية مشهود بشعبيتها ووطنيتها ونزاهتها وتفانيها في العمل من أجل الوطن والمواطنين، فقبل يوم واحد من استشهاد الدكتور جبيرو استشهد عبد اللطيف بكور رئيس اتحاد فلاحي إدلب وذلك برصاص مسلحين في مدينة إدلب المعروف بخبرته وحنكته وصراحته في قيادة المنظمة الفلاحية بإدلب.
وتحدثت مصادر مقربة من الشهيد البكور بأن مروءته وشجاعته قد قادته إلى موقع استشهاده في أحد شوارع مدينة إدلب عندما تلقى نداء استغاثة من ابن أخيه المجند على أحد حواجز حفظ النظام على أطراف المدينة، حيث سارت في هذه الأثناء شائعة بأن هناك بعض الضباط والأفراد من قوات حفظ النظام سيقومون بدوريات بلباس مدني عربي، ومع ظهور سيارة الشهيد البكور وهو يرتدي اللباس العربي «طقم كلابية» برفقة ابنه وابن أخيه المجند تعرضت سيارتهم لهجوم مسلح أسفر عن استشهاد البكور بثلاث طلقات نارية أصابته في صدره، في حين كتبت النجاة لابنه وأبن أخيه.
وفي حمص اغتالت مجموعة مسلحة والدي رئيس الحزب الديمقراطي السوري أحمد كوسا وزوجته.
وقال مصدر مطلع : قامت مجموعة مسلحة باغتيال والدي مصطفى كوسا «أحمد كوسا» وزوجته بعد اقتحام منزله من قبل مسلحين بحي جب الجندلي واختطافه مع زوجته منذ يومين.
كما أقدم مسلحون على مهاجمة محطة كفرعايا للقطار واختطفوا العامل هيثم إبراهيم من منزله في المساكن التابعة للمحطة، بينما قامت مجموعة أخرى بسرقة مبنى مؤلف من سبعة طوابق بين حيي جب الجندلي والزهراء ثم قامت بإضرام النار فيه.
من جهة أخرى استهدف مسلحون بحي باب السباع شارع المريجة حواجز حفظ النظام بالنيران وقذائف الهاون ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أحدهم بحالة غير مستقرة، وقطعت المجموعات مسلحة الطرقات وأقامت الحواجز والمتاريس ومنعت المواطنين من الخروج من منازلهم.
وفي سياق متصل قامت مجموعة مسلحة بمدينة تدمر بعملية سطو مسلح على مقر مشروع شركة البناء والتعمير وسرقت معدات وآليات متنوعة.
وفي مدينة القصير هاجم مسلحون المشفى الوطني بالمدينة وحواجز حفظ النظام فيها وأطلقوا النار عليها، في حين ذكر مصدر مطلع أن انفجار حدث في مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في شارع فارس السمان بحي النازحين كان يتخذه المسلحون مكانا لتصنيع العبوات الناسفة.
وبحسب المصدر أسفر الانفجار عن مقتل عدد من المسلحين بينهم «محمد البطيش –عماد خليف –عدنان إسماعيل» كما أدى الانفجار إلى إصابة عدد من النساء والأطفال في محيط المبنى لكونه يقع وسط حي سكني مكتظ بحسب المعلومات.
وقال مصدر في المستشفى العسكري بحمص: إن جثث عشرة شهداء سقطوا بنيران مسلحين وصلت إلى المشفى، موضحاً أن الاستهداف تم في «قلعة المضيق – الإنشاءات – كرم الزيتون – المختارية».
وفي السياق نفسه ذكر مصدر في الطبابة الشرعية بحمص أن ثلاث جثث ومن بينها اثنتان غير معروفة الملامح وصلت إلى المشفى.
وأشارت مصادر خاصة إلى أن مسلحين في حي الميدان بساحة الحاج عاطف اختطفوا المواطن فايز سليمان هوشر وهو يعمل معقب معاملات كما تم اختطاف سمير محمد العجي وابن شقيقته وليم في منطقة عشيرة من قبل مسلحين، في حين شهد شارع الستين اختطاف شوكت العلي مدرس في الثانوية الصناعية أثناء عودته لمنزله بسيارته السياحية الخاصة.
حماة-محمد أحمد خبازي، حمص–نبال إبراهيم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد