اسم بعثة «طالبان» في قطر يثير جدلاً: كابول تقاطع محادثات السلام
بعد يوم واحد على افتتاح مكتب حركة «طالبان» في الدوحة بهدف بدء محادثات السلام بينها وبين واشنطن وكابول، أثار الاسم الذي أطلق على البعثة جدلاً. وفيما قاطع نظام الرئيس الأفغاني حميد قرضاي المحادثات من جهة، أمر بتعليق اتفاق أمني مع الولايات المتحدة. وبعد ساعات على تأكيد حركة «طالبان» أمس، بدء أول جلسات المباحثات اليوم، نفت وزارة الخارجية الأميركية تحديد أي موعد هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم «طالبان» في قطر محمد نعيم إن ممثلين عن الحركة الأفغانية سيجتمعون مع مسؤولين أميركيين لإجراء محادثات سلام تمهيدية اليوم. وكان الوفد الأميركي وصل أمس إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات. وبحسب نعيم، فإن الاجتماع لن يحضره مسؤولون أفغان.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي إن «المعلومات عن تحديد موعد لاجتماع لا وجود لها»، موضحة أنها لم «تؤكد أبداً» بشكل رسمي عقد لقاء بين ممثلين أميركيين و«طالبان» في الدوحة. وأضافت «نواصل التنسيق بالنسبة إلى المراحل المقبلة مع الحكومة الأفغانية والمجلس الأعلى للسلام»، لافتة إلى الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان جيمس دوبنز، والذي كان مقرراً أن يغادر أمس الأول، إلى هذين البلدين عبر أنقرة والدوحة «لا يزال في واشنطن حالياً».
وكان قرضاي أعلن أمس الأول أنه سيرسل ممثلين من «المجلس الأعلى للسلام»، وهي الهيئة التي أسسها للتفاوض مع «طالبان»، للمشاركة في المفاوضات، إلا أن موقفه تغير بعد استخدام «طالبان» اسمها الرسمي «الإمارة الإسلامية في أفغانستان» خلال افتتاح مكتب الدوحة.
وأوضح العضو في «المجلس الأعلى للسلام» شفيع الله نوريستان أن استخدام اسم «الإمارة الإسلامية» يعتبر انتهاكاً للاتفاق بين حكومة قرضاي والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن «الاتفاق ينص على أن يفتتح المكتب فقط من أجل المباحثات، وليس من أجل تشكيل كيان سياسي موازٍ للسفارة الأفغانية».
وأضاف نوريستان «نعمل على حل تلك التناقضات، وحل المشاكل، للتصرف وفقاً للاتفاقات، حتى يتمكن المجلس الأعلى للسلام من الذهاب إلى الدوحة، والمشاركة في محادثات السلام».
إلى ذلك، شدد مسؤولون أفغان على أن الطريقة، التي افتتح بها مكتب «طالبان»، تشكل انتهاكاً لمبادئ وضمانات مكتوبة مع الأميركيين، وهي توحي بأن الحركة وصلت إلى مرحلة الاعتراف الدولي.
وفي محاولة منها لتهدئة الأجواء، قالت وزارة الخارجية القطرية إن «طالبان» انتهكت الاتفاق عبر إطلاق اسم «الإمارة الإسلامية» على مكتبها.
وأكدت قطر، على لسان مسؤول في وزارة الخارجية، أن «المكتب الذي افتتح أمس الأول هو المكتب السياسي لطالبان أفغانستان في الدوحة، وليس المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية». وأضاف المصدر إن «المسمّى الرسمي الذي اتفق عليه من أجل افتتاح هذا المكتب هو المكتب السياسي لطالبان في الدوحة».
وفي وقت سابق، أصدرت الرئاسة الأفغانية بياناً قالت فيه إن «المجلس الأعلى للسلام» لن يشارك في محادثات السلام إلا إذا تم الالتزام بشروطها، وبالتالي فإن «المجلس لن يشارك حتى تصبح محادثات السلام أفغانية بالكامل».
وأضافت الرئاسة إن «أفغانستان تريد الانضمام إلى المباحثات، ولكن مؤشرات الحرب والمجازر التي أرسلت بالتزامن مع افتتاح المكتب تناقض إرادة السلام»، في إشارة إلى هجوم استهدف قاعدة «باغرام» العسكرية الأميركية مساء أمس الأول، وأسفر عن مقتل أربعة عسكريين أميركيين، وتبنته «طالبان». وأضاف البيان إن «فتح مكتب طالبان في قطر، وما يحمله من رسائل تناقض الضمانات التي قدّمها الأميركيون للأفغان».
وقبل ساعات من بيان الرئاسة، أعلنت الحكومة الأفغانية تعليق مفاوضات تجريها مع الولايات المتحدة حول اتفاق أمني ثنائي.
ووفقاً للمتحدث باسم الرئاسة ايمال فايزي، فإن قرضاي «مستاء من الاسم» المستخدم لوصف مكتب «طالبان» الذي يحمل صدى رسمياً، كما أن الأميركيين كانوا على علم مسبق بهذا الموقف. وبالتالي فإن المحادثات تبين التناقض بين تصريحات واشنطن وأفعالها، بحسب فايزي.
ومن جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه لطالما توقع «مشكلات» في المصالحة الأفغانية، ولكنه أعرب عن أمله في أن تستمرّ المحادثات برغم الخلاف حول اسم مكتب «طالبان».
ورحّب أوباما بإعلان قرضاي أن القوات الأفغانية ستتولى قريباً مسؤولية الأمن من قوات الاحتلال. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، «نعتقد بالفعل أننا سنحتاج في نهاية الأمر للمضي قدماً، وإنهاء دائرة العنف هناك حتى يمكنهم أن يبدأوا بالفعل ببناء بلدهم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد