اشتباكات محدودة في «جيب إدلب»
انقضت الساعات الأخيرة من ليل أول من أمس على قصف طاول ريف حلب الجنوبي وأسفر عن استشهاد 12 شخصاً وإصابة آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات مدينة حلب، ليستمر بعدها سقوط القذائف الصاروخية على جانبَي خطوط التماس في «جيب إدلب»، نهار أمس. هذا التصعيد جاء استكمالاً لسلسلة «خرق الهدنة» الروسية ـــ التركية، والتي بدأت منذ إعلانها، وسط غياب ردود فعل جديدة من موسكو وأنقرة على حادثة الاستهداف الثانية من نوعها لنقاط المراقبة التركية داخل منطقة «خفض التصعيد». اللافت أمس كان غياب نشاط الطائرات الحربية في مقابل تواصل القصف المدفعي على رقعة واسعة من ريفَي حماة وإدلب. وتركَّز قصف الجيش على مناطق اللطامنة وكفرزيتا والزكاة ومورك والجبين في ريف حماة الشمالي، إلى جانب محيط جسر الشغور وخان شيخون في ريف إدلب. كذلك، قصفت القوات التركية عدة نقاط في محيط مطار منغ وعين دقنة في ريف حلب الشمالي. وفي المقابل، انحصرت الاشتباكات المباشرة على خطوط التماس في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، حيث شنّت عدة فصائل هجوماً على عدد من نقاط الجيش في جبل التركمان، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء في صفوفه، ومقتل عدد من المهاجمين.
ووسط اكتفاء أنقرة بما صدر أول من أمس تعليقاً على قصف نقطة المراقبة التركية التاسعة في محيط مورك، شهد أمس اتصالاً لافتاً بين وزير الدفاع خلوصي أكار، ونظيره الروسي سيرغي شويغو، بحثا خلاله تطورات الوضع في إدلب. وعلى حدّ ما نقلت وسائل الإعلام التركية عن فحوى الاتصال، فإن الطرفين أكدا الالتزام بتنفيذ اتفاقَي «أستانا» و«سوتشي»، إلى جانب بحث عدد من القضايا الخاصة بالملف السوري. واستبق الجانب التركي الاتصال بتحريك تعزيزات من القوات الخاصة إلى المنطقة الحدودية المحاذية لمنطقة إدلب، وسط إجراءات أمنية مشددة. ووفق ما أوضحت وكالة «الأناضول» التركية، سيجري توزيع تلك الوحدات على النقاط الحدودية المحيطة بإدلب، داخل منطقة لواء اسكندرون.
وتجري تلك التطورات الميدانية فيما تستعد «هيئة التفاوض المعارضة» لاختتام دورة اجتماعات جديدة في الرياض، تحت اسم «دورة عبد الباسط الساروت». وتؤكد أوساط «الهيئة» أن مخرجات الاجتماعات الختامية ستركز على ملف إدلب من جهة، وستعيد مواكبة السياق الإقليمي المناهض للوجود الإيراني في سوريا، من جهة أخرى. وعلى رغم أن هذه الاجتماعات تحمل صفة الدورية، فهي تأتي في وقت يعاني فيه المسار السياسي من تهميش لحساب مجريات الميدان، وكذلك في موازاة محاولة السعودية (أحد أبرز رعاة الهيئة) تعزيز أوراقها في شمال شرق سوريا. وفي الوقت نفسه، يعود النشاط الروسي الديبلوماسي إلى الواجهة، استعداداً لجولة جديدة من محادثات «أستانا»، إذ وصل المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إلى بغداد، حيث التقى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. ووفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد المهدي، فقد بحث اللقاء تطورات الساحة السورية واستعدادات عقد «أستانا». ويأتي اللقاء، في إطار عمل موسكو على إدخال دول جوار سوريا إلى صيغة «أستانا» لإتاحة تحريك بعض الملفات العالقة، ولا سيما في مجال عودة العلاقات الاقتصادية واللاجئين.
الأخبار
إضافة تعليق جديد