الإبراهيمي: المسلحون هاجموا خان العسل بـ«الكيميائي»
حذّر المبعوث الأممي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من «صومال ثانية» في سوريا ومن «انفجار كامل المنطقة» المحيطة بها إذا لم يتم التوصل إلى حلّ، محمّلا، للمرة الأولى، المعارضة المسلّحة مسؤولية شن هجوم بأسلحة كيميائية في حلب، مشيراً إلى أن إسرائيل أكبر المستفيدين من الحرب السورية، بعد إزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية.
في هذا الوقت، نفى محافظ حمص طلال البرازي حصول أي اتفاق مع المعارضة المسلّحة في حي الوعر أو قرى وبلدات ريف حمص الشرقي، مشيراً إلى أن الاتصالات قائمة بين الطرفين المعنيين، لكن من دون نتائج فعلية حتى الآن.
وأمس بثّت وسائل إعلام مقرّبة من السلطة السورية أخباراً عن تقدم في المفاوضات، إضافة إلى أخبار التوصل لاتفاقي وقف للإطلاق النار في الدار الكبيرة وتيرمعلة، إلا أن البرازي نفى حصول مثل هذا الاتفاق، مشيراً إلى أن «أجواء التسويات والمصالحات مع كل من الدار الكبيرة وتيرمعلة موجودة، لكنها لم تصل إلى مستوى اتفاق على وقف إطلاق النار».
وقال مصدر مشارك في عملية التفاوض الجارية حاليا إن ما يمكن أن يقال عن تسوية الوعر هي أنها تتقدم بهدوء، وأن «الجهات المعنية تحاول إبقاء هذا التقدم بعيداً عن تأثيرات وسائل الإعلام، خشية من حصول إعاقات».
وحذّر الإبراهيمي، في مقابلة مع مجلة «در شبيغل» الألمانية نشرت أمس، من أن سوريا ستتحول إلى «صومال ثانية. لن نشهد تقسيماً للبلاد كما يتكهن كثيرون، بل أن سوريا ستتحول إلى دولة مفككة يسود فيها أمراء الحرب». وأضاف «على الأمد البعيد، المنطقة بأسرها ستنفجر إذا لم يتم التوصل إلى حلّ. هذا النزاع لا يقف عند سوريا، إنه يزعزع أصلاً استقرار لبنان حيث يوجد حوالي 1.5 مليون لاجئ، وهو ما يمثل ثلث القاطنين فيه».
واعتبر الإبراهيمي، الذي استقال من مهمته في أيار الماضي، أن الكثير من الدول أساء تقدير الأزمة السورية حيث توقعوا انهيار حكم الرئيس بشار الأسد مثلما حدث مع بعض الزعماء العرب الآخرين، وهو خطأ تسببوا في تفاقمه بدعم «جهود الحرب بدلا من جهود السلام».
وقارن الإبراهيمي بين سوريا الآن وأفغانستان تحت حكم حركة «طالبان» في الفترة التي سبقت هجمات 11 أيلول العام 2001 على الولايات المتحدة. وقال «لم يكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أي مصلحة في أفغانستان، وهي دولة صغيرة فقيرة وبعيدة. قلت ذات يوم إن الوضع سينفجر في وجوهنا. (الوضع في) سوريا أسوأ بكثير».
وأعرب الإبراهيمي عن اعتقاده بان المعارضة المسلحة استخدمت أسلحة كيميائية في أحد الهجمات في حلب في آذار العام 2013. وقال «من القدر اليسير الذي أعرفه، يبدو أنه في خان العسل في الشمال حيث استخدمت الأسلحة الكيميائية للمرة الأولى، يوجد احتمال أن المعارضة استخدمتها. وفي هجوم الغوطة في 21 آب العام 2013 فإن الغرب وربما كل الناس في المنطقة يحمّلون النظام مسؤولية الهجوم».
واعتبر الإبراهيمي أنه يجب على السعودية وإيران «أن تشرعا، ليس في بحث كيفية مساعدة الأطراف المتحاربة، وإنما في كيفية مساعدة الشعب السوري وجيرانه».
ورفضت السعودية مقابلة الإبراهيمي ما جعل مهمته في تحقيق توافق في الرأي شبه مستحيلة. وقال «أعتقد أنه لم يعجبهم ما كنت أقوله عن تسوية سلمية ومن خلال التفاوض مع تنازلات من الطرفين. أنا لم أسمع هذا الأمر منهم مباشرة».
وحول من يهيمن على المجموعات المسلحة، قال الإبراهيمي «المعارضة مشرذمة جداً، وحتى الجيش الحر مشرذم أيضاً. لكن الجميع يعرف أن الدولة الإسلامية في العراق والشام غير مهتم بسوريا. إنه يريد إقامة نظام جديد في المنطقة»، مضيفا أن التنظيم «ناشط في العراق وسوريا. الأردن يعاني للحفاظ على تماسكه والأمر ذاته بالنسبة لتركيا. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة نفّذ مقاتلو داعش مئة اعتداء في سوريا وألفا في العراق».
وعما إذا كان النزاع في سوريا يمثل تهديداً لإسرائيل، قال الإبراهيمي «إسرائيل سعيدة جداً. إذا ذهب بشار فهذا أمر جيد. يتم إضعاف سوريا، وكانت الأسلحة الكيميائية تمثل نوعا من التوازن الإستراتيجي، وقد أزيل هذا الأمر. شكراً جزيلا لك. لا تقلق عليهم».
وحذّر الحكومات الغربية من مخاطر هذه الحرب عليها، موضحاً «هناك ما بين 500 و600 فرنسي، وإجمالا العدد ذاته من البريطانيين. وهناك آلاف الرعايا غير السوريين يحاربون هناك». وقال «يا إلهي كل هؤلاء الناس يتدربون في سوريا، ويعتقدون أن مهمتهم إقامة دولة إسلامية في العالم، بدءا من برلين. هذا تهديد كبير لكم، أليس كذلك؟».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد