الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين: دوما ..عاش الوهابيون فسقطت الثورة

22-02-2013

الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين: دوما ..عاش الوهابيون فسقطت الثورة

ينسى المتحدثون عن "الثورة السورية" أن الوهابيين كانوا سادة التحرك منذ اليوم الاول، تشهد تظاهرات بانياس وحمص وتحركات سلفيي مخيم فلسطين في درعا على هذا الأمر. تبنى هؤلاء مع التنظيم الأمني للإخوان المسلمين (الذي قاد الحراك بشكل أساسي) خططا منظمة تمكنهم من استغلال دماء من يسقطون من الأبرياء في التظاهرات.

إن سقوط مدني برصاص الأمن سيعني تشييعا يشارك فيه أكبر عدد من المواطنين، فإذا سقط منهم "شهداء" جدد في التشييع فسيتحول الأمر إلى مسلسل من التظاهرات المضمونة الحشد.

خطة بسيطة ولكن فعالة، شارك في إنجاحها تخبط قادة الأمن في بداية الحراك وحيرتهم في اختيار الطريقة المثلى لقمع المتظاهرين، فلجأ بعضهم إلى استخدام السلاح الحي قبل أن يصدر الرئيس السوري قرارا ملزما يتوعد من يطلق الرصاص على المتظاهرين بأشد العقوبات.

يعرف كل من شارك في بداية الحراك السلمي أن جهة القتل لم تكن معروفة المصدر. لذلك فقد قُتل في الأسابيع الأولى للثورة الطائفية من رجال الأمن أكثر مما قُتل من المتظاهرين. لكن ضعف الإعلام السوري وغياب القرار المركزي في التعامل مع الأحداث الأمنية والإخفاء غير المفهوم لشهادات متورطين ذوي مهام إجرامية وخلفيات إرهابية في قتل المتظاهرين ضيعت فرصة إظهار حقيقة ما كان يجري للرأي العام.



كان قناصون مجهولون يطلقون النار على المدنيين وعلى العسكريين فيقتلون الطرفين. وكانت وسائل إعلام عربية تنقل عن تنظيمات إعلامية ظهرت بسرعة ما سيصبح لاحقاً الأساطير المؤسسة للثورة التكفيرية في سورية، وقد قاد تلك التنظيمات الإعلامية ناشطون سوريون مرتبطون بالتنظيمات الأميركية (الاوتوبورية)، كانوا يعملون تحت قيادة موظفين في السفارة الأميركية التي سخرت لهم المال والتدريب في الخارج قبل ذلك بسنوات.

وائل سواح الموظف في السفارة، ومنتجون ورجال أعمال خليجيون عمدوا إلى تجنيد الفنانين والمثقفين وضغطوا عليهم بفرص العمل والعطايا والوعود لكي تقوم تلك الجهات، التي تمثل صوتا مسموعا لدى الجماهير، باتخاذ مواقف مؤيدة للحراك التكفيري وهو ما حصل .

ليس كل من وقف مع " الثورة " مأجور ، وليس كل فنان أو مثقف مأجور ، ولكن أغلبية من انقلبوا على مواقفهم المعروفة المؤيدة للنظام جرى تجنيدهم إما بوعود المال أو بوعيد التهديد.

صحافيان من الوسط الخاص وكلاهما مراسل لصحيفة لبنانية أحدهما فلسطيني، عملا مع رزان زيتونة وياسين الحاج صالح (والأخيران يديران تنسيقيات دمشق التابعة للمخابرات الأميركية) على تهديد الصحافيين المحايدين أو الموالين للنظام وكذا فعلوا مع الفنانين. ثم يأتي بعدهم دور وائل سواح فيتصل داعيا من يطالهم التهديد الى لقائه في السفارة الأميركية حيث يعمل أو في بيوتهم. أما سفراء الدول الأوروبية والدبلوماسيون الأتراك والسعوديون فقد جندوا رجال الدين قبل الثورة بسنوات، وخلالها عرضوا المال والنفوذ والحماية والضمانات لكل من وقف مع النظام بغية قلب موقفه. هكذا تحول الرفاعيان أسامة وشقيقه سارية إلى معارضين مع أنهما من أعمدة التيارات الدينية المتحالفة مع السلطة لأربعة عقود خلت.



من رحم الإخوان المسلمون والتنظيمات الوهابية التكفيرية شبه العلنية ولدت التنسيقيات، أما النشاط الإعلامي الذي غطى علاقة هؤلاء بالثورة فتولاه نشطاء مرتبطون بالسفارات الغربية. هكذا أصبح للثورة التكفيرية جهاز أمن يحرك التظاهرات (الإخوان والسلفيون) وينظم المجموعات المسلحة ، ويقنص المتظاهرين والأمنيين ليجعل من القطيعة بين الطرفين أمرا نهائيا، ولتوسيع الغضب الشعبي كان لا بد من سيلان الدم، ولما كان الجانب الرسمي يحرص على عدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين، ونتيجة للفوضى التي كانت حاصلة بداية الأمر فقد التزم من التزم وتجاوز من تجاوز، وشهدت بعض تظاهرات معينة تناغما أمنيا معها فلا يتدخل الأمنيون وتبقى الأمور مضبوطة، حينها كان يتدخل جهاز أمن الإخوان والمجموعات المسلحة التابعة للوهابيين فيطلقون النار على الطرفين ويقتلون من الطرفين، فتشتعل المدن والقرى السورية في تشييع القتلى، ويغضب بالمقابل رجال الأمن لمقتل رفاقهم.



لا يمكن لعاقل أن يؤيد نظاما عربيا في مواجهة شعبه ، فهل حقا شارك الشعب السوري في الحراك أم أن الأمر كان مجرد انتفاضة حزبية قام بها رجال الإخوان المسلمين وأمثالهم من الوهابيين فتأثر بهم غاضبون وطامحون وبسطاء وطلاب حق؟؟

لم يكن النظام أول من بدأ بالقتل الطائفي، وهو لم يفعل لاحقاً، فمجزرة دوما ضد المتظاهرين لم يرتكبها الأمنيون، بل مجهولون قتل منهم الأمنيون ثلاثة قناصين في يوم جمعة مشؤوم من أول أسابيع الثورة .

نزل إلى دوما في وقتها أحد قادة الأجهزة الأمنية السورية لمتابعة التظاهرات، ليشرف على تنفيذ أوامر الرئيس السوري بعدم إطلاق الرصاص على المتظاهرين والاكتفاء بتطويق التظاهرة ومنعها من الوصول إلى المقرات الرسمية.

فجأة اندفع المئات من المتظاهرين المسلحين بالعصي والسيوف وطوقوا مكان تواجد اللواء بهدف قتله، أطلق مرافقوه الثلاثون النار في الهواء ، توتر الجو واشتد العنف، احتمى اللواء في مبنى مع مرافقيه. تدخلت قوة من قوات الأمن فاشتبكت مع حملة السيوف بالعصي وسقط من الطرفين جرحى .

تراجع الوهابيون، بعد تدخل وجهاء دوما وقبل الأمن وساطتهم . فجأة بدأ الرصاص ينهمر من أسطح البنايات.

احتار الأمنيون السوريون في سبب إطلاق النار خاصة أنهم لم يكونوا ينفذون انتشارا قتاليا، بل عملوا على تطويق المقرات الرسمية واتخذوا صفة من يريدون مكافحة شغب لا خوض معارك.

جرت اتصالات تبين على إثرها أن أيا من الأجهزة الأمنية لم يضع عناصره على أسطح البنايات العالية .

وصل في تلك اللحظات إلى ساحة المواجهات العقيد حافظ مخلوف يرافقه الضابطين (محمد ع) و(خالد خ ) . تقدم العقيد وضباطه من الجموع التي تواجه الأمنيين ، عمد العقيد السوري على تهدئة الناس وتواصل مع الوجهاء وتفهم غضب المتظاهرين بعد سقوط قتلى بلغوا حتى تلك اللحظة اثني عشر مدنياً وسبعة من الأمنيين، فعمد على الفور إلى استقدام قوة مسلحة ومتخصصة وترأسها في الهجوم على القناصة واحدا تلو الآخر.

كان للضابطين المنحدرين من الجولان والمنتمي احدهما إلى عشيرة كبيرة دور في تهدئة المتظاهرين أيضا، وكان من بين الوجهاء في دوما من يمتلك علاقة صداقة وقرابة مع الضابطين.

عمل هؤلاء على تهدئة المتظاهرين في حين شن العقيد حافظ مخلوف مع قوته الخاصة مهجوما على عدد من الأبنية فقتل بعض القناصة واعتقل آخرين قبل أن يتبين خلال التحقيقات أنهم مرتبطون بمجموعات مسلحة تناوئ النظام.

في اليوم التالي جرى تشييع الشهداء من الطرفين وجرت اتصالات مع وجهاء دوما وبلدات الغوطة التي هبت للتضامن مع أهالي عاصمة الريف، وكان القرار الأمني الكبير بتسليم جثث الشهداء والانسحاب من الغوطة لكي لا يحدث تصادم مع المشيعين.

غاب الأمنيون عن التشييع ومع ذلك حصلت اشتباكات وعمليات قنص !!

انحرفت المسيرة الخاصة بالتشييع عن مسارها المرسوم والمتفق عليه مع السلطة وبدلا عن دفن الشهداء تحولت جثثهم إلى قاطرة أراد منها مغرضون فتح طريق دوما – حرستا ليصل إلى ساحة العباسيين، ولتسعير غضب المشيعين أطلق قناصون النار على المدنيين ثم أطلقوا النار على حاجز للأمن بين دوما وحرستا .



صدرت في اليوم التالي بيانات المعارضين ومن يملكون القدرة على النشر من عملاء الأميركيين في سورية وقد حوروا ما حصل في دوما ليكون قضية ضد النظام بينما هو في الواقع تعاون بين الأمنيين ووجهاء دوما لحقن الدماء .

.

أستغل بعض الفاسدين والعملاء الكامنين حادث دوما وسوقوا عند من يعنيهم الأمر وعند الإعلام المعارض والعربي أن العقيد حافظ مخلوف قتل المتظاهرين، وأن ضباطه شاركوا في المعركة !!

يقول (محمد ع) وهو ضابط من أصول جولانية :

" حميت المتظاهرين بصدري، ووقفت بينهم وبين عناصر الأمن ، وكان بين المتظاهرين حملة سيوف كان ممكناً أن يقتلوني، وكنت غير مسلح ولا يرافقني أي عنصر سوى زميلي المقدم خالد... ومع ذلك اتهمني الإعلام المعارض بالمشاركة في قتل المتظاهرين!!

ويتابع: حين علم السيد العقيد (حافظ مخلوف) بما حصل مع اللواء (......) في دوما كان في جولة في بلدات قريبة فاتصل بنا طالبا النزول إلى الشارع لمنع التصادم بين الامن والمتظاهرين وشدد علينا بأنه "حتى لو قتلوكم لا تردوا بإطلاق النار وانزعوا الأسلحة من أيدي رجالكم واستبدلوها بالعصي" وهذا ما حصل.

يضيف المقدم محمد ع :

قمت والمقدم الزميل خالد خ بالتقدم إلى المتظاهرين تحت زخات رصاص القناصة وطلبنا منهم الاحتماء والتوقف عن مهاجمة المبنى الرسمي الذي كانوا يطوقون فيه عددا من الأمنيين. كانوا يعرفون أننا معهم وأننا لا نمارس في مواجهتهم العنف، ولكن رصاص القنص أصابهم بالجنون فكادوا يفتكون بنا لولا تدخل وجهاء منهم عملوا على إيقاف الموتورين عن التعرض لنا في حين صعد العقيد رئيس القسم الذي ننتمي إليه إلى سطح البناء الأول الذي رصد فيه قناصين وأنزل اثنين منهم قتلى .

ثم صعد بنفسه ومعه بعض رجال الأمن فهاجم سطح مبنى آخر يتمركز فيه قناصة فانزل اثنين منهم جرحى بعد أن اشتبك معهم.

هدأت نفوس المواطنين حين شاهدوا العقيد يقاتل القناصة بنفسه ويعتقل آخرين منهم، عرف الناس في دوما أن الأمن معهم وليس هو من يطلق النار عليهم.

لكن الأمر لم يُنقل في الإعلام بهذه الطريقة واستخدمت المعارضة التشييع لتصعيد الحراك لا لتهدئة النفوس ولا لمتابعة حراك سلمي كنا جميعا سنحميه لو بقي سلميا.

· في 22/04/2011 قُتل المواطن نضال جنود وهو تاجر خضار في بانياس وظهرت صور مريعة لطريقة قتله على يد شباب من الوهابيين لأنه علوي.

· في 23/04/2011 شن مسلحون هجوما على حافلة تقل مجندين غير مسلحين في بانياس وعاثوا تشويها بجثث الجنود الشهداء.

· في 05/06/2011 ارتكب المسلحون مجزرة بحق عناصر الأمن في جسر الشغور راح ضحيتها 120 شخصا، ولم يكتفي المسلحون بقتل الأمنيين بعد استسلامهم بل سحلوا جثثهم في الطرقات وربطوها بسياراتهم وجابوا بها شوارع جسر الشغور احتفالا بمقتل العسكريين، حصل ذلك كله بطريقة وحشية جدا.

· بعد ذلك بدأت المجازر التي ارتكبها مسلحو الخالدية في حمص ودير بعلبة وبابا عمرو وباب السباع ضد مدنيين ومنهم مئات النساء فخطفوا وقتلوا وذبحوا المدنيين لأسباب طائفية محضة ودون أي مبرر له علاقة بالتظاهر أو ما شابهه.

هكذا.. تحولت الثورة إلى مجزرة ، وتحول الحراك إلى مقتلة.

خضر عواركة: عربي برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...