كيف تشكلت الجماعات الاوكرانية العنصرية
منذ استقلال اوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١ م و امور غريبة غير مفهومة بدأت تظهر كأفكار أو موضة شبابية لا تلبث و ان تختفي ، و هي تفوق العرق الابيض و انحياز ابناء العرق الابيض الى بعضهم البعض و رفضهم أن يشاركهم في بلادهم أي شخص ليس من العرق الاوكراني الابيض ، ظهر في تلك الموجة شعارات منظمة الكلوكس كلان العنصرية الامريكية و شعارات النازية الالمانية .
و كانت تلك الموضة او التوجه كمزحة او نكتة ، و ان سألت اي شاب يرتدي قميص عليه شعار نازي او كلمات عنصرية . فقد كان يضحك و يقول انها بدون معني فقط ليبدو كشاب قوي و صلب . و لم تكن هناك في اوكرانيا أية اعمال عنف عنصرية او مشاعر كراهية عنصرية ، لان الشعب خرج من الشيوعية فقير مفلس استولى افراد معدودين على اقتصاد البلاد ، اما باقي الشعب فقد صنف كأفقر شعب اوروبي .
ثم ظهرت حركة الوطنيين الاوكرانيين بدون أن تكون لها اهداف واضحة
ثم في عام ٢٠٠٤ اسس اندريه بيلتسكي منظمة ازوف AZOV العسكرية التي تتكون من متطوعين هدفها مساعدة الشرطة و الجيش في اي اعمال تحفظ امن الوطن الاوكراني .
ثم اصبحت حركة الوطنيين الاوكرانيين منظمة عسكرية ايضا في عام ٢٠٠٥ م تتكون من متطوعين .
ثم تم تأسيس منظمة سنا SNA في عام ٢٠٠٨ م كمنظمة عسكرية تتكون من متطوعين ايضا .
ثم حضر الى اوكرانيا شخصين من دولة السويد ينتمون الى حركة تفوق العرق الابيض العتصرية و في الحقيقة هم من النازيين الجدد التي تعادي الاعراق البشرية الاقل قدر و قيمة من العرق الابيض المتفوق على باقي الاعراق .
قام كلا الرجلين القادمين من السويد باعمال تنظير و تأهيل نفسي و معنوي للمتطوعين في المنظمات العنصرية الاوكرانية ليصبح هؤلاء المتطوعين اصحاب ايدولوجية و فكر يقاتلون لاجله . ثم اصبحت منظمة ازوف AZOV تعمل كوحدة عسكرية ضمن الجيش الاوكراني لكن ما زالت تتكون من متطوعين .
ثم دخل على الخط اثنين من الاوليغارتشية الاوكرانيين لليهود و هما ايغور كولومويسكي و سرحي تاروته و اصبحوا داعمين لتلك المنظمات العنصرية و اصحاب القرار في تلك المنظمات . التي صارت تقوم باعمال عنف ضد الأوكرانيين المتحدثين بالروسية و الاقليات التي تعيش في اوكرانيا . و فتح باب التطوع في تلك المنظمات لاي شخص ابيض من أي دولة بالعالم .
و بعد تزايد اعمال العنف ضد الاوكرانيين المتحدثين بالروسية ، ظهرت حركة انفصالية بينهم تطالب سلميا من الدولة الاوكرانية اجراء استفتاء شعبي لانفصال الاقاليم ذات الاكثرية الروسية عن اوكرانيا . لكن ذلك الطلب صعد اعمال العنف ضد الاوكرانيين الروس .
الأستخبارات الروسية تدخلت و سلحت الروس في اقليمي دونباس و لوهانسك و استطاعوا احتلال جزء بسيط من الاراضي الواقعة على الحدود الروسية لكن بقيت معظم اراضي الاقليمين تحت سيطرة الحكومة الاوكرانية .
الاوكرانيين من اصل روسي كانوا متواجدين ايضا في كافة المدن الاوكرانية خاصة العاصمة كييف . و مع قيام منظمة ازوف بتسيير دوريات امنية في شوارع كييف اصبح البحث عن الاوكرانيين من اصل روسي و التنكيل بهم هو الشغل الشاغل لمنظمة ازوف .
هنا انتبه المجتمع الدولي و بعد شد و مد تم ادانة تلك المنظمات و تصنيفها كمنظمات ارهابية لكن اختلف اعضاء المجتمع الدولي على تصنيف المنظمات العنصرية الاوكرانية كمنظمات ارهابية من المستوى الاول الاعلى او من مستويات اقل خطورة .
لكن تلك الادانة لم توقف اعمال ازوف الارهابية بل اضافت الى اعمالها التنكيل بالشواذ جنسيا و بالمواطنيين الاوكران الغجر .
رغم الادانة الدولية في عام ٢٠١٨ م ، الا ان تلك المنظمات ما زالت مزدهرة و تعمل بحرية بل ان الأوليغارتشية الذين يمولون اعمال تلك المنظمات وضعت نظام مكافئات سخية للمتطوعين بتلك المنظمات ، مثلا :
١ - كل شخص يقتل انفصالي من الاوكران الروس ، فأنه يحصل على ١٠ الاف دولار امريكي .
٢ - و من يخرج عائلة من الانفصاليين من مسكنها في اوكرانيا الى خارج اوكرانيا ، عبر شراء منزلهم بشرط مغادرتهم اوكرانيا فأنه يستحق مكافئة بمبلغ ٢٠٠ الف دولار امريكي .
و غير ذلك .
ثم ظهرت منظمات عنصرية أخرى تدار و يتم تمويلها من نفس المجموعة الاوليغارتشية من تلك المنظمات منظمة ايدار AIDAR . و هو اسم من التوراة لبرج القطيع بين بيت لحم و رام الله في فلسطين . نبي الله داوود كان مع مجموعة من الجنود قد استخدم ايدار او برج القطيع اثناء رحلته الى اليمن .
الاوليغارتشية الذين يمولون اعمال تلك المنظمات هم من اصحاب المليارات و يعيشون بين اسرائيل و اوكرانيا و لهم علاقات قوية بالسياسيين الاوكرانيين و بجنرالات الجيش و الشرطة الاوكرانية . و هم من يدير المشهد في اوكرانيا من وراء ستار .
اليوم و بشكل مفاجئ خرج بوتين بتهديد للحكومة الاسرائيلية بأن لم توقف اسرائيل اعمال منظمة ايدار ضد القوات الروسية في جنوب اوكرانية و شمال شبه جزيرة القرم ، فأن روسيا ستقوم و بدون انذار بتوجيه ضربة صاروخية قوية لاسرائيل .
تهديد قوي فضح اليد الصهيونية في أحداث اوكرانيا ، رغم تظاهر الحكومة الأسرائيلية بأنها ترغب في البقاء بعيدة عن المشكلة الروسية الاوكرانية ، و اسرائيل تتظاهر و تمثل دور المحايد ، و تمادت في التظاهر و التمثيل للدرجة أن لاجئين يهود اوكرانيين وصلوا الى مطار بن غوريون في تل ابيب و تم اعادتهم الى الدول التي جاءوا منها . شركات الطيران التي نقلتهم الى تل ابيب على متن طائراتها قد جاء بسبب لائحة اسرائيلية موجهة لهم تفيد بأن اليهود من اي دولة و جنسية لا يحتاجوا الى فيزا مسبقة للصعود على اي طائرة متجهة الى اسرائيل .
لكن يبدو أن الرئيس بوتن الذي هدد اسرائيل و فرنسا هو شخص يصعب خداعه .
وكالات
إضافة تعليق جديد