الانتخابات الإسرائيلية وشكل الكنيست القادم
الجمل: سيشهد العاشر من شباط 2009 القادم عقد الجولة الحاسمة من الانتخابات الإسرائيلية التي ستقرر مصير السيطرة على الكنيست وبالتالي شكل الحكومة القادمة، وتشير المعطيات السياسية إلى أن المشهد الإسرائيلي ما زال يتميز بقدر كبير من مظاهر عدم الاستقرار وعلى وجه الخصوص في الاعتبارات المتعلقة بتوجهات الرأي العام الإسرائيلي وتفضيلاته عندما يتقدم الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع.
* ماذا تقول آخر تقديرات الموقف لشكل الكنيست القادم؟
أجرت مؤسسة مانو غيفا الإسرائيلية استطلاعاً لصالح قناة التلفزيون الإسرائيلي الأولى، على النحو الآتي:
• تحديد يوم 25 كانون الثاني ليكون نقطة الأساس لجهة جمع وإسناد المعلومات والإحصائيات.
• عرض النتائج عن طريق مقاربتها إلى عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل طرف مقارنة بعدد مقاعده في الكنيست السابق.
على هذه الخلفية فقد جاءت النتائج الاستطلاعية على النحو الآتي:
• حزب كاديما سيفقد ثمانية مقاعد وبالتالي سيحصل على 22 مقعداً بدلاً من 29 يملكها حالياً.
• حزب العمل سيفقد مقعدين وبالتالي سيحصل على 17 مقعداً بدلاً من 19 يملكها حالياً.
• حزب الليكود سيحصل على 18 مقعداً إضافياً وبالتالي سيحصل على 30 مقعداً بدلاً من 12 يملكها حالياً.
• حزب شاس سيفقد مقعدين وبالتالي سيحصل على 10 مقعداً بدلاً من 12 يملكها حالياً.
• حزب إسرائيل بيتنا سيحصل على 5 مقاعد إضافية وبالتالي سيحصل على 16 مقعداً بدلاً من 11 يملكها حالياً.
• حزب الوطن اليهودي (الحزب الديني الوطني) سيحتفظ بمقاعده الثلاث.
• حزب بيهادوت هاتورا (التوراة اليهودية المتحدة) سيفقد مقعد واحد وبالتالي سيحصل على 5 مقاعد بدلاً من 6 يملكها حالياً.
• حزب ميريتس سيحتفظ بمقاعده الـ5 الحالية.
• حزب المتقاعدين سيفقد مقاعده السبعة الحالية وسيقذف به خارج الكنيست.
• حزب الأحزاب العربية سيفقد مقعد واحد وبالتالي سيحصل على 9 مقاعد بدلاً من 10 يملكها حالياً.
• حزب الاتحاد الوطني سيفقد ثلاثة مقاعد وبالتالي سيحصل على 3 مقاعد بدلاً من 6 يملكها حالياً.
هذا، وبالنسبة لبقية الأحزاب الصغيرة الموجودة في الكنيست السابع عشر (السابق) فإنها لن تحصل على أي مقاعد في الكنيست الثامن عشر (القادم) بعد انتخابات 10 شباط 2009.
* الانتخابات وإشكالية اضطراب القوام السياسي الإسرائيلي:
بلغ عدد الأحزاب السياسية الإسرائيلية التي سجلت في يوم 23 كانون الأول 2008 رسمياً لخوض الانتخابات 43 حزب سياسي وهو عدد كبير بالنسبة لبلد لا يتجاوز عدد سكانه 3.5 مليون مواطن، ويرجع تفسير هذه الظاهرة بقدر كبير إلى عوامل الضعف السياسي الآتية:
• تزايد الانقسامات السياسية الداخلية.
• عدم قدرة النخب السياسية على استيعاب التوجهات السياسية.
• تزايد التبعية السياسية السلبية الفاعلة في المجتمع الإسرائيلي.
• تزايد الضغوط الخارجية والداخلية المولدة للانقسامات.
تقدم لخوض الانتخابات الإسرائيلية 43 حزباً سياسياً وفي انتخابات 2006 كان العدد 31 حزباً، هذا، و تشير المعلومات حالياً إلى أن عدد الأحزاب التي ستخوض الانتخابات سينخفض إلى 41 حزب بسبب القرار الإسرائيلي بمنع حزب بالاد وتحالف القائمة العربية المتحدة – تعال، من خوض الانتخابات بسبب موقفهما الرافض للعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، إضافة إلى رفضهما الاعتراف بمبدأ يهودية الدولة الإسرائيلية، وليست هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه المواجهة، فقد سبق أن صدر قرار بحرمانهما من خوض الانتخابات، في عام 2003 والتي خاضاها بعد أن حصلا على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية والآن فقد تدخلت المحكمة مرة أخرى وأبطلت قرار الحظر.
* توازنات القوى في الانتخابات القادمة:
تشير المعلومات والاستطلاعات إلى أن الليكود الإسرائيلي سيحصل على الحصة الأكبر من المقاعد مقارنة بتلك التي ستحصل عليها بقية الأحزاب. حتى الآن وبرغم اقتراب موعد الانتخابات فإنه لم تظهر أي تحالفات هامة جديدة، يمكن أن تفيد لجهة قدرة الأحزاب الإسرائيلية على القيام بالمناورات والتحركات التكتيكية كما هو الحال في كل انتخابات بلاد العالم، وعلى ما يبدو فإن النخب الإسرائيلية ما زالت غير قادرة على التفاهم والتنسيق المشترك الذي سيساعدها في تعزيز جهودها.
المعطيات التي أوردتها استطلاعات الرأي والتي أفادت أن الليكود سيحصل على 30 مقعداً وكاديما على 22 مقعداً والعمل على 17 مقعداً وشاس على 10 مقاعد وإسرائيل بيتنا على 16 مقعداً، تجعلنا نتوقع كما هو الحال إلى احتمالات أن يتحالف زعيم الليكود نتينياهو مع حليفه ليبرمان زعيم إسرائيل بيتنا وييشاي زعيم حزب شاس، ولكن على ما يبدو أن نتينياهو سيكون أكثر ميلاً للغدر بحلفائه، وفي هذا الخصوص فقد حملت التسريبات الإسرائيلية المعلومات الآتية:
• تصريحات نتينياهو القائلة بأنه سيسعى للتحالف إما مع كاديما أو مع العمل، بما يتيح لحكومة الليكود القادمة القدرة على الظهور بمظهر المرونة وعدم التشدد في العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وهناك توقعات تقول أن نتينياهو قد يحاول فرض شروطه على الطرفين بما يؤدي إلى ائتلاف حاكم ثلاثي يجمع العمل والليكود وكاديما، والسبب الرئيسي في ذلك يتمثل في رغبة نتينياهو عدم السماح بانفراد تسيبي ليفني أو إيهود باراك بالمعارضة.
• تصريحات تسيبي ليفني الأخيرة المتشددة تفيد لجهة احتمالات إما أن يكون هدفها الحصول على بعض أصوات اليمين الإسرائيلي أو محاولة التقارب مع توجهات نتينياهو بما يضمن لها مكاناً في الحكومة القادمة.
• تفجير فضيحة جديدة في مواجهة ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا عن طريق فتح الشرطة لملف عمليات غسيل الأموال التي قامت بها أخته والتي يعتقد أنه كان وراءها بالإضافة إلى بعض المزاعم الجديدة القائلة بحصوله على 2.5 مليون دولار بشكل غير قانوني وعلى كل إذا نجحت هذه المصيدة فإن شعبية حزب إسرائيل بيتنا ستتحول إلى الأحزاب الأخرى وعلى وجه الخصوص الليكود الذي سيكون نصيبه أكبر في وراثة إسرائيل بيتنا.
برغم نتائج الاستطلاعات الجارية وبرغم تزايد التوقعات فإن هشاشة الساحة السياسية الإسرائيلية ما تزال تجعلها تنطوي على قدر كبير من اللايقين وبالتالي فمن الممكن أن يقوم الثنائي باراك – ليفني بتنفيذ مغامرة جديدة لتوظيف تداعياتها في تعديل توجهات الرأي العام الإسرائيلي والتأثير على تفضيلات الناخبين عشية الانتخابات.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد