البيت الأبيض يرد على تصريحات بوتين
لم تتأخر الولايات المتحدة بالرد على الانتقادات العنيفة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسات الامريكية حول العالم.
فقد وصف الناطق الاعلامي باسم البيت الابيض جوردون جوندرو اتهامات بوتين بانها "خاطئة" وقال ان الولايات المتحدة تشعر بخيبة الامل والاستغراب من هذه التصريحات.
واكد ان الولايات المتحدة ستستمر بالتعاون مع روسيا في مختلف المجالات الحيوية للمجتمع الدولي مثل " محاربة الارهاب والحد من مخاطر انتشار اسلحة الدمار الشامل".
وكان بوتين هاجم الولايات المتحدة بسبب استخدامها "شبه المنفلت" للقوة في أنحاء العالم حسب قوله.
وقال بوتين، في مؤتمر أمني يعقد في ميونيخ بألمانيا، إن النهج الأمريكي "خطير جدا" في العلاقات الدولية ويشعل سابق تسلح نووي.
وأضاف قائلا "إن دولة واحدة هي الولايات المتحدة تتجاوز حدودها الدولية بكل السبل".
وأشار إلى أن ما يحدث جد خطير إذ لم يعد أحد يشعر بالأمان أو أن بوسعه اللوذ بالقانون الدولي.
وقال المراسلون إن خطاب بوتن اتسم بالقوة والحسم وربما يعكس صورة روسيا الواثقة من نفسها اكثر.
ويقول روب واتسون مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية والأمنية إن خطاب بوتن كان قويا وربما سيتم تذكره باعتباره نقطة تحول في العلاقات الدولية.
فقد قال الرئيس الروسي مخاطبا مسؤولين امنيين من عدة دول "إن العالم يواجه استخداما شبه منفلت للقوة في العلاقات الدولية."
ومضى الرئيس الروسي الى القول: "حيث ان دولة واحدة هي الولايات المتحدة قد تجاوزت حدودها الاقليمية بكل شكل. هذا امر خطير، حيث لا يشعر احد بالامان لأنهم لا يستطيعون الاحتماء بالقانون الدولي، وهذا ينعش سباقا للتسلح حيث يسعى عدد متزايد من الدول للحصول على الاسلحة النووية."
واكتفى وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، الذي يحضر المؤتمر، بالقول إن الزعيم الروسي كان "صريحا للغاية".
أما السيناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان فوصف الخطاب بأنه كان "استفزازيا"، مشيرا إلى أنه أكثر اقترابا في لهجته من "لغة الحرب الباردة".
أما السناتور جون مكين، فقال: "إن على موسكو ان تفهم انها لا تستطيع ان تتمتع بشراكة حقيقية مع الغرب طالما تصر على التصرف داخليا وخارجيا بصورة تتناقض كليا مع المبادئ الاساسية للديمقراطيات الغربية. فليس هناك مكان للمواجهات غير الضرورية في عالمنا الاحادي القطب."
ولكن المتحدث باسم بوتن قال "إنها ليست دعوة للمواجهة وإنما دعوة للتفكير".
واضاف: "لن نتمتع بالاستقرار حتى نتخلص من التوجه الاحادي في العلاقات الدولية، وحتى نقضي على احتمال ان تفرض دولة ارادتها على الدول الاخرى."
وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل قالت في وقت سابق إن المجتمع الدولي مصمم على منع إيران من اكتساب سلاح نووي.
وأضافت قائلة، في كلمتها في افتتاح المؤتمر الذي يشارك فيه 250 مسؤولا من بينهم أكثر من 40 وزير دفاع وخارجية، إن على إيران الرضوخ لمطالب الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومضت تقول "إننا نتناول قضية تكنولوجية حساسة لذلك يجب إبداء أعلى درجة من الشفافية وهو الأمر الذي فشلت فيه إيران مما يدفعها إلى مزيد من العزلة".
ويحضر كبير مفاوضي الملف النووي الايراني علي لارجاني فعاليات المؤتمر.
ومن المتوقع أن يبلغ الجانب الايراني مؤتمر ميونيخ أن إيران تريد طاقة نووية وليس أسلحة نووية.
ويبحث المؤتمر الدور المتغير لحلف شمال الأطلنطي (الناتو) وعلاقة الغرب مع روسيا ومكافحة الارهاب.
ويذكر أن هذا المؤتمر الذي يعقد سنويا كان قد انطلق للمرة الأولى عام 1962 وبات يمثل فرصة لزعماء العالم لبحث أكثر القضايا العالمية إلحاحا.
ويأمل مسؤولون أوربيون عقد محادثات غير رسمية مع كبير المفاوضين الايرانيين علي لارجاني على هامش المؤتمر حول الملف النووي الايراني.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن لارجاني قوله إن الجمود الدولي حول البرنامج النووي لبلاده يمكن تجاوزه عبر الحوار.
وقال " نعتقد أنه يمكن حل الملف النووي الإيراني عن طريق المفاوضات".
ورغم ذلك فقد استبعد خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حدوث تقدم في جولة من المباحثات سيجريها مع لارجاني غدا الأحد.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد