السوريون يتابعون بغيظ منتخبهم على شاشة الخصم
يبدو أن مكانة الجمهور السوري تقع في ذيل قائمة اهتمامات الفضائية السورية، وربما ساهم وجود قنوات فضائية متخصصة بالرياضة، بتطمين القائمين على الفضائية السورية لجهة ان الجمهور السوري يستطيع ان «يدبر راسو» في ملاحقة ما يرغب بمشاهدته من مباريات منتخبه.
هذا ما حدث على الأقل مع السوريين الراغبين بمشاهدة مباريات منتخبهم الكروي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حيث لم يبق أمام الجمهور سوى ملاحقة فريقهم على شاشات القنوات الفضائية غير السورية، لتشجيعه، بعد أن نأت الفضائية السورية بنفسها عن نقل مبارياته، مكتفية ببث القناة الارضية المباريات التي تجري.. على الأرض السورية. أما البث الفضائي لهذه المباريات فهو حق لا تمتلكه سوريا، كون حقوق البث هي برسم الفائز بها نتيجة المزاد العلني الذي يقيمه اتحاد كرة القدم السوري بين القنوات الفضائية أو الشركات الراغبة بنقل المباريات. وهو مزاد لطالما غابت عنه الفضائية السورية.
بيع حقوق بث المباريات، هو نظام متبع في كل بلاد العالم. وفيه تبيع الاتحادات الرياضية حقوق بث مباريات منتخباتها للراغبين، ليعود بعدها المشتري (مثل إي آر تي أو الجزيرة الرياضية او غيرها) للتفاوض بدوره مع من يرغب ببث هذه المباريات لقاء بدل مادي. وعادة ما تكون البلدان التي تشترك منتخباتها في المباراة بين المتفاوضين بطبيعة الحال. لكن، هذا ما يحدث مع كل قنوات العالم إلا الفضائية السورية، التي يرى كثير من السوريون أنها تتقاعس عندما يتعلق الأمر بالمباريات.
ويضرب البعض مثالاً على ما تقدم مباراة سوريا وإيران. فقد رست حقوق بث هذه الاخيرة على قناة «الجزيرة الرياضية» لقاء مبلغ 400 الف دولار اميركي وهو مبلغ دخل خزينة اتحاد الكرة السوري، دون أن تفكر الفضائية السورية بالتفاوض مع «الجزيرة الرياضية» لنقل مباراة تحدث على الأرض السورية! بالمقارنة، لم تتوان القنوات الإماراتية (أبو ظبي ـ دبي) مثلاً، عن التفاوض لنقل مباراة منتخبها مع السوريين التي امتلكت حقوق بثها قناة «إي آر تي» رغم أن المباراة تجري في الإمارات، ويمكن للقنوات الأرضية الإماراتية أن تنقلها.
المشكلة ربما تبدو محلولة عند السوريين المقيمين في سوريا عندما تتولى قناة التلفزيون الأرضية مهمة نقل مباراة المنتخب. ولكن، قد يقول قائل: ما هو سبب الانزعاج طالما ان الجمهور السوري يرى المباريات ارضيا؟ وماذا عن مباريات المنتخب التي تجري خارج الأرض السورية..؟
ما يثير الغيظ حسب الجمهور وبعض الرياضيين السوريين، أن يتابعوا مباريات منتخبهم الوطني على شاشة خصمهم في المباراة. فالمعلق على هذه الشاشات، سينحاز طبيعيا إلى منتخب بلاده. ومن الطبيعي أن يشد أزر منتخبه، وأن يكرس التعليق متحدثا عن أعضاء فريقه مهللا لانتصارهم، وبالتالي أن يقلل من شأن انتصار منافسهم، كما حدث في المباراة الأخيرة للمنتخب السوري في مواجهة الإمارات. فقد استطرد معلق القناة الإماراتية في استعادة تاريخ انتصارات منتخب الإمارات الساحقة على السوريين. لا بل انه لم يتوان عن التقليل من قيمة فوزهم بثلاثة أهداف مقابل واحد. كل ذلك يحدث والمشاهد السوري، مجبر على سماع تلك التعليقات التي تصب نارا على حنقه كون منتخبه لم يتأهل رغم فوزه على الامارات بثلاثة اهداف، لتفوق عدد اهداف منتخب الإمارات. فهو، ببساطة، لا يملك حرية الانتقال إلى قناة أخرى، بعد ان تركته قناة بلاده فريسة سهلة لكلام معلق المنتخب الخصم، الذي نجح في إغاظته تجاه هذا المنحى في التعليق، وربما بأكثر .. ضد الفضائية السورية.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد