السوريون يودعون هذا العام على وقع الانتصارات
ما بين الانتصارات والانكسارات تضارب العام المنصرم ، مناطق انهال عليها الإرهاب كوابل من وباء، ومناطق أخرى شهدت بعد أزيز الرصاص ودوي المدافع علم الوطن يرفرف فيها من جديد، فما بين الأخذ والرد ، أبى العام أن يودع جنوب البلاد دون إنجاز جديد يخطه الجيش والمقاومة، وآثر العام الجديد ان يدخل قلوب السوريين بإشعال شموع تنهمر دموعها لتبشرهم والشهداءَ بنصرِ من بقوا خلفهم يدافعون عن الوطن.
السوريون ينهون العام بالصلاة ودون احتفالات..
الحرب السورية أضفت على المواطنين نوعا من الترقب بانتظار النصر، فعلى وقع المعارك تم إنهاء العام 2015 كما بدأ، ولأن كثيرا من الشهداء عقدوا قوافلهم، كان من ذويهم ومواطنيهم أن يحترموا أرواحهم، فكان قرارهم أي يودعوا العام ويستقبلوا الجديد مكتفين بالصلاة والقداديس، معطين فترة الاعياد فرصة لأن يتأملوا النصر القادم مع الآتي من الأوقات.
شوارع دمشق كانت نموذجا لحالة الترقب المشحون بالأمل، يقول كثير من المواطنين أن هذا العام رأوا فيه انتصارات كثيرة للجيش والمقاومة وانجازات أكبر مما كان متوقعا، فهذا برأيهم سبب مهم ليكون القسم الاخير من العام جديرا بالتفاؤل.
ومن ناحية الاحتفال فهم يرون ان يوفروا طاقاتهم ليحتفلوا بأعياد النصر، أما الاعياد الحالية فهي مقدسة عندهم لهذا أحيوها في المساجد بالتزامن مع مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله، او في الكنائس ليكون اشعال الشموع حصتهم من الامل بعد الصلوات والقداديس لميلاد السيد المسيح عليه السلام ولاستقبال عام جديد. وفي كل الاحوال من الطقوس الدينية كانت الدعوات للجيش والمقاومة بالنصر على التكفيريين.
انتصارات وتقدم للجيش السوري والمقاومة..
في جولة لموقع المنار لسؤال المواطنين عن مشاعرهم في العيد، كانت الآراء متشابهة تقريبا، فالإنجازات الأخيرة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه، فتحت أمام الأمل أبوابا واسعة حسب تعبير المواطنين، فمن شمال البلاد حتى أقصى جنوبها بدأ الجيش السوري يتحرك مستعيدا المبادرة في كل الميادين، وفي الأرياف عاد ليشجر الفرح في قلوب المواطنين من جديد بعد ان أحرق قسما كبيرا على يد الإرهاب.
وبعد التدخل الروسي جوا، يرى المواطنون أن الأمور ستكون بخير وهناك من لم يتآمر عليهم من قوى عظمى، بل على العكس يجدون حليفا قويا صدق بوعوده ها هو يناصرهم إلى جانب بقية دول محور المقاومة.
وبرأيهم أن ما يقوم به جيشهم الوطني، يجعل المواطنين أكثر أمنا واطمئنانا للمستقبل، رغم كل ما شهدوه من مآسٍ خلال الحرب، وهنا يؤكدون أن المناطق التي تم استرجاعها من الإرهابيين ستفتح الابواب باتجاه مناطق أخرى حتى إنهاء الحرب مهما طالت.
موقع المنار لم يكتف بسؤال المواطنين بل قصد الحواجز الامنية وحتى مناطق تماس في العاصمة وعاد من جولته يحمل من الامل ما أعطاه إياه الجنود المدججون بالأمنيات الصادقة والعزيمة القوية للنصر، فكل يؤكد أن عتبة العام الجديد أفضل مما سبق ويتوقعون ان القادم أفضل، فمعنوياتهم مرتفعة بما فيه الكفاية ليتحدوا مع بقية ابناء بلدهم بما لديهم من إيمان بالنصر.
خليل موسى
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد