الصراع الأمني – الاستخباري في لبنان
الجمل: تتضمن التطورات الميدانية الجارية في الساحة اللبنانية الكثير من المؤشرات التي تفيد لجهة تزايد احتمالات تعرض توازنات الأمن اللبناني إلى التحولات الجديدة وعلى ما يبدو فإن استقرار الأوضاع الأمنية اللبنانية مازال أمراً صعب المنال.
* الإطار المؤسسي للأمن الوطني اللبناني: منظور التحليل الجزئي:
ما زالت فكرة الحزب – الطائفة تسيطر على توجهات الرأي العام اللبناني وستظل هذه الفكرة تمارس تداعياتها وإسقاطاتها السالبة على تماسك القوام الوطني اللبناني:
• أجهزة الأمن الحزبية – الطائفية أقوى من أجهزة أمن الدولة الوطنية والتي لم تعد سوى كيانات مخترقة وواقعة تحت سيطرة الأجهزة الحزبية – الطائفية وقد كشفت التقارير مدى تغلغل وسيطرة جهاز أمن المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري على جهاز قوى الأمن الداخلي اللبناني.
• أجهزة المن الحزبية – الطائفية التابعة للمعارضة اللبنانية وجدت نفسها مضطرة للعمل ضمن خمس محاور هي:
- الرصد والمتابعة لجهة الوقاية من خطر الأجهزة الخارجية كالموساد والـ CIA والمخابرات الفرنسية.
- الرصد والمتابعة لجهة الوقاية من خطر الأجهزة الداخلية الوطنية الواقعة تحت سيطرة المستقبل وحلفائه.
- الرصد والمتابعة لجهة الوقاية من خطر أجهزة المخابرات الحزبية – الطائفية المرتبطة بالموساد وغيره كتلك التابعة لسمير جعجع وجنبلاط.
- الرصد والمتابعة لخطر الجماعات ذات الطبيعة الاستخبارية.
- الرصد والمتابعة لجهة الوقاية من خطر مخابرات المعتدلين العرب الناشطة في لبنان.
* الإطار المؤسسي للأمن الوطني اللبناني: منظور التحليل الكلي:
ظلت النخب السياسية اللبنانية تعتمد على فكرة أن لبنان هو عبارة عن ساحة لتقاطعات مصالح الأطراف الإ1قليمية والدولية وقد ظل معظم السياسيين اللبنانيين مهتمين لجهة تسويق معطيات الوضع اللبناني الداخلي في العواصم الكبرى، مما أدى إلى تتبيع السياسة والأمن الوطني لهذه المتغيرات:
• ربط مذهبية الأمن الوطني اللبناني بمذهبيات القوى الأجنبية الساعية للسيطرة على المنطقة.
• ربط الأداء السلوكي الميداني الأمني – العسكري اللبناني بالتوجهات الأمنية العسكرية المرسومة بواسطة القوى الدولية خاصة أمريكا وفرنسا ومن أمثلة ذلك عدم قيام لا قوى الأمن ولا الجيش في لبنان بالتصدي للاعتداءات الإسرائيلية وترك الدفاع عنها لفصائل المقاومة.
نشأت فكرة لبنان كساحة لتقاطع المصالح في ظل توازنات القوى التي أفرزتها الحرب الباردة ولكن بتحول النظام الدولي من القطبية الثنائية إلى القطبية الواحدة أصبحت هذه الفكرة لا جدوى من ورائها وبكلمات أخرى أدى انهيار نظام القطبية إلى انهيار فكرة لبنان كساحة ولكن برغم ذلك لم يواكب الساسة اللبنانيون هذا التغيير وما زالوا أكثر تمسكاً بهذه الفكرة وعلى ما يبدو ستظل هذه الفكرة لفترة طويلة قادمة تسيطر على مفاهيم الأمن اللبناني والسياسية الخارجية اللبنانية وستكون النتيجة المزيد من انعدام الاستقرار.
* الأمن اللبناني وديناميكيات العنف السياسي:
ما زاولت التقارير والتسريبات تحمل الكثير من المعلومات التي تفيد لجهة تزايد الاحتقانات بين القوى السياسية اللبنانية التي ما زال بعضها يسعى إلى تصفية حساباته:
• الصراع الدائر في طرابلس في الشمال اندلع بسبب محاولات تيار المستقبل استخدام الجماعات السنية لجهة تصفية حساباته مع أنصار قوى 8 آذار انتقاماً من هزائم مطلع أيار الماضي، إضافة لذلك فإنه يتوجب الانتباه إلى أن تيار المستقبل ما زال يحاول استثمار خوض الصراعات بالوكالة بما يدعم نفوذه داخل لبنان ويدعم توجهات القوى الأجنبية إزاء المنطقة.
• الصراع الدائر بالقرب من طرابلس بين تيار المردة التابع لسليمان فرنجية والقوات اللبنانية التابعة لسمير جعجع هو صراع يهدف أولاً وقبل كل شيء إلى القضاء على تيار المردة المسيحي المتحالف مع حزب الله بما يؤدي إلى تفعيل مشروع جعجع الهادف للسيطرة على المسيحيين.
الاحتقانات المتفشية في الساحة السياسية اللبنانية أصبحت تأخذ شكل الحلقة الشريرة ودوراتها السرطانية الخبيثة خاصة وأن الساحة اللبنانية ما تزال عامرة بمختلف انواع المزاعم التي يمكن استخدامها في استهداف مختلف الأطراف.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد