الصومال تعلن "تحرير" مقديشو من مسلحي "الشباب"
أعلنت الحكومة الصومالية السبت، "النصر" على حركة "الشباب المجاهدين"، إثر إعلان التنظيم المتشدد سحب مقاتليه من العاصمة مقديشو، في الوقت الذي لقي فيه سبعة أشخاص مصرعهم باشتباكات داخل مخيم للنازحين من أسوأ موجة جفاف تجتاح الصومال.
ورحب الرئيس الصومالي، شريف شيخ أحمد، بانسحاب مقاتلي الشباب، ودعا في مؤتمر صحفي، المدنيين عدم الإسراع في العودة إلى منازلهم قبل انتشار القوات الحكومية في الأحياء التي أخلتها الحركة للتأكد من سلامتها من الألغام.
وبدوره أكد الناطق باسم حركة "الشباب" انسحاب مقاتلي الحركة من مقارهم العسكرية في أجزاء متفرقة من مقديشو، واصفاً الخطوة بأنها "تكتيك" فيما تُعد الحركة خطة لتطويق نفوذ القوات الحكومية والأفريقية، وإرغامهم على التقهقر من جديد.
وجاء قرار الانسحاب بعد مواجهات ضارية بين مقاتلي "الشباب" وقوة مشتركة من القوات الحكومية والأفريقية.
وكانت تقارير صومالية قد أشارت إلى أن المتشددين أخلوا كافة المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في العاصمة مقديشو، وذلك إثر هجمات كر وفر، قاموا بعدها بالانسحاب والتوجه نحو بلدة "بلعد"، ومنطقة "عيلشابيها."
إلى ذلك، قتل سبعة صوماليين، على الأقل، وأصيب نحو خمسة آخرين الجمعة، في تبادل إطلاق نار بمخيم "بدبادو" للنازحين من أسوأ موجة قحط تجتاح الصومال منذ ما يزيد عن نصف قرن، وتهدد ما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص.
وقال شهود عيان لـCNN إن عناصر أمن المخيم، جنوب غربي العاصمة الصومالية مقديشو، تبادلوا إطلاق النار مع مليشيات مسلحة هاجمت المخيم لنهب المساعدات التي كانت توزع على المتضررين من الجفاف.
ويعد المخيم واحداً من أكثر المخيمات ازدحاما حيث يأوي إليه آلاف من النازحين بسبب الجفاف في البلاد.
وذكر ديفيد أور، الناطق باسم "برنامج الغذاء العالمي" إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تعمل للوقوف على ملابسات الحادثة، مضيفاً إنها "تعكس التحديدات التي تواجهها المنظمات الإنسانية أثناء محاولة إيصال المساعدات في هذه الظروف الشاقة."
وجاء الحادث تلو إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر توسيع نطاق عملياتها الإنسانية في الصومال لتشمل 1.1 مليون شخص إضافي يعانون من الجفاف والصراع الدموي الذي تشهده البلاد منذ عام 1991.
ودعت المنظمة الدول المانحة لتقديم 87 مليون دولار لمساعدتها في التصدي للأزمة الإنسانية.
وكان الاتحاد الإفريقي قد أجل قمة المانحين، التي كان من المقرر عقدها في التاسع من أغسطس/ آب الجاري، إلى 25 من الشهر.
وقدرت الأمم المتحدة أن 29 ألف طفل صومالي قضوا نحبهم جراء المجاعة الشهر الماضي، في حين تكهنت فاليري أموس، وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية بالمنظمة الأممية، باحتمال أن تقضي المجاعة على 600 ألف شخص.
وتضافر الجفاف، الأسوأ الذي يضرب منطقة القرن الإفريقي منذ أكثر من نصف قرن، مع نزاع دموي امتد لعدة عقود، بالإضافة إلى التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار الوقود عالمياً لتزيد من معاناة الصوماليين.
وتعد الصومال أسوأ الدول المتضررة من موجة القحط التي تضرب القرن الإفريقي حيث قرابة 12 مليون شخص بحاجة ماسة وعاجلة للمساعدات الإنسانية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد