المرشحون لرحلة المريخ في 2024: انتحاريون ولكن

20-05-2014

المرشحون لرحلة المريخ في 2024: انتحاريون ولكن

ماذا ستكون ردة فعل أحدهم إذا ما فاجأه شريكه باستمارة كان قد ملأها لكي يشترك في رحلة باتجاه واحد إلى كوكب المريخ؟
 اختار زوج طبيبة أميركية أرادت أن تكون من أوائل المستوطنين على كوكب المريخ، أن يرسل إليها رسالة إلكترونية، يؤكد لها فيها أنه «لا يريدها أن تذهب»، مشيراً إلى أنه فعل ذلك محاولاً ردعها، ولكنه «يترك لها الحق لتعيش حلمها».
وتعتبر الطبيبة الأميركية ليلى زوكر من الأشخاص الذين نجحوا في اجتياز المرحلة الأولى من مشروع «مارس واحد»، الذي تنظمه شركة غير ربحية بهدف إرسال أربعة أشخاص إلى الكوكب الأحمر في العام 2024، كدفعة أولى، على أن تليها مجموعات أخرى في السنوات اللاحقة.
«جميعنا يريد اكتشاف أماكن جديدة»، تقول زوكر، مشيرة إلى أن «السؤال الوحيد هو إلى أي مدى نحن مستعدون للاستغناء عن أمور كثيرة للقيام بذلك؟»
وزوكر هي واحدة من أصل 705 أشخاص تم اختيارهم من بين مئتي ألف شخص تقدموا بطلبات للمشاركة بـ«مارس واحد»، بعد تقليص العدد لأسباب «شخصية وصحية»، بحسب ما أعلنت الشركة المنظمة، التي أكدت أن «المرشحين الباقين سيخضعون لمقابلة من قبل لجنة موحدة».
وبالرغم من الإثارة الكبيرة التي حظي بها المشروع، ومن التشويق والغموض الذي يحيط بالفكرة بحد ذاتها، لا يبدو واضحاً حتى الآن ما إذا كانت الإمكانات المادية ستتوفر للمضي قدماً، فيما قال رئيس مجلس إدارة «مارس واحد» إن «الشركة تبحث بسيناريوهات عديدة للتمويل، من بينها فكرة تلفزيون الواقع».
وبالعودة إلى المرشحين، تعيش زوكر مع زوجها منذ 21 عاماً، من دون أن يتمكنا من الإنجاب. وتقول الطبيبة الأميركية إنها «إذا ما ذهبت إلى المريخ، من المتوقع أن تطلب الطلاق من زوجها»، مضيفة أنها ستبقي على خاتم الزواج في إصبعها بالرغم من ذلك. وحول الرحلة التي لا يوافق عليها زوجها، تؤكد زوكر أن «الإنسانية في حاجة إلى التوسع خارج الأرض، إذا ما أردنا للسباق الإنساني أن ينجح من دون الاكتفاء بتلبية الحاجات الضرورية فقط».
بدوره، يعتقد دان كاري (52 عاماً) بـ«ضرورة أن ينتشر الناس في كواكب غير الأرض». ولكن زوجته لا توافقه الرأي، معربة عن قلقها من أن يكون عليها «مشاهدته وهو يموت من خلال شاشة تلفزيون». من جهته، يؤكد كاري أنه من الصعب جداً « المغادرة وترك أحبائنا وراءنا، ولكنني مشدود إلى فكرة تسجيل اسمي في التاريخ ورؤية أشياء لم يرها غيري من قبل».
أما ساشين ديزاي وزوجته، فقررا تخطي معضلة الارتباط الزوجي من خلال تقديم طلبيهما سوياً. «سنساعد أنفسنا لتخطي الضغط النفسي، وسيكون كل منا سيئاً جداً من دون الآخر»، يقول الزوجان.
وربط بعض المرشحين الفكرة ببداية الهجرة الأوروبية إلى أميركا، إذ قال أحدهم إنه «على الأقل لدينا اليوم خيار الرسائل الإلكترونية، أما المهاجرون الأوائل فمنهم من مات من دون إرسال أي رسالة إلى أهله».
وعن أحلامهم المرتقبة، يقول كاري إنه بصدد «إنقاص بعض الوزن»، حتى يتمكن من اخذ كمية كبيرة من الشوكولاته معه، «بما أنه هناك الكثير من القيود على مسألة الوزن». أما مايكل ماكدويل، فيحلم بأن يسجله التاريخ كـ«أول من يصنع البيتزا على سطح المريخ».
«في الواقع، كلما تحدثت عن ترشحي لرحلة المريخ إلى أحدهم، أجابني بأنها رحلة الانتحار، وبأننا سنموت هناك»، يقول الطالب في جامعة روتجيرز الاميركية بريان روبيلز. ولكنه يختم معلقاً: «حسناً، ولكننا سنموت هنا في جميع الأحوال، فلم لا نعيش الحياة إلى مداها الأقصى قبل ذلك؟».

(عن «سي أن أن وورلد»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...