المعارضة تخطف طبيبا من الحزب القومي وتهجر سكان جورين وتحرق محاصيلهم والحفظ النظام تقتل وتجرح 40 مسلحا
ارتفعت وتيرة المواجهات والاشتباكات أمس مع فلول المجموعات المسلحة في أماكن تمركزها في أحياء حمص القديمة وحي الخالدية وبعض مناطق ريف المدينة «الرستن– تلبيسة– القصير» أثناء عمليات الملاحقة التي تقوم بها قوات حفظ النظام المدعومة بعناصر من وحدات الجيش والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أعداد من الإرهابيين وإصابة لا يقل عن عشرة عسكريين بجروح.
وقالت مصادر مطلعة في المدينة وريفها: إن مجموعة مسلحة أقدمت على تفجير عبوة ناسفة في أنبوب لنقل المشتقات النفطية على طريق حمص– مصياف بالقرب من قرية خربة السودا، أدى إلى اندلاع حريق في الخط المستهدف، وبحسب المصادر فإن الخط كان ينقل مادة المازوت قبل إيقافه سابقاً عن ضخ المشتقات النفطية إلا أن النيران التي تصاعدت ما هي إلا لبقايا مادة المازوت في الأنبوب ولم يؤثر التفجير على نقل المشتقات النفطية.
وفي منطقة القصير هاجمت مجموعة مسلحة حاجز لحفظ النظام بالقرب من جسر عدرا واشتبكت مع عناصر ذلك الحاجز ما أسفر عن مقتل سبعة مسلحين وإصابة لا يقل عن عشرة آخرين بجروح بينما لاذ الباقون بالفرار، كما أن انتشار المسلحين والقناصة المتمركزين في الأبنية السكنية بمنطقة القصير قد حد من تحركات المواطنين لاستهدافهم من قبل هؤلاء القناصة.
وفي منطقة الرستن تجددت الاشتباكات بين حواجز حفظ النظام والمجموعات المسلحة على حين قامت تلك المجموعات بإحراق بعض الأراضي والمحاصيل الزراعية ما أدى إلى اندلاع النيران فيها ولم تتمكن وحدات الدفاع المدني وسيارات الإطفاء الوصول للمكان لإخماد الحريق بسبب انتشار المسلحين المتمركزين هناك.
وفي السياق نفسه استهدفت مجموعة مسلحة أخرى بالمنطقة ذاتها سيارة طعام تابعة لإحدى وحدات الجيش ما أدى لإصابة السائق وعنصر مرافق له بجروح، والجدير ذكره أن الطريق الدولي الواصل بين محافظتي حمص وحماه مقطوع تماماً في منطقة الرستن وناحية تلبيسة بسبب انتشار المسلحين على جوانب الطريق واستهدافهم لأي سيارة أو حافلة تمر من هناك.
أما منطقة تلكلخ فقد شهدت هدوءاً كاملاً باستثناء إطلاق نار من قبل مسلحين على معبر جسر القمار الحدودي وقرية المشيرفة القريبة من الحدود اللبنانية السورية.
وبالعودة لأحياء المدينة فقد اشتبكت قوات الجيش وحفظ النظام مع فلول المجموعات المسلحة أثناء ملاحقتها لها إلى أماكن تمركزها في أحياء «الخالدية– حمص القديمة– باب تدمر» ما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 40 مسلحاً وإصابة ستة عناصر عسكريين بجروح.
وقد فككت عناصر هندسة الجيش في حيي كرم شمشم والخالدية تسع عبوات ناسفة مصنعة محلياً ومعدة للتفجير لاسلكياً بأوزان تراوحت بين 25 و30 كغ زرعها الإرهابيون داخل المنازل السكنية لاستهداف عناصر الجيش وحفظ النظام أثناء عمليات التفتيش، كما ضبطت السلطات المختصة في حي الخالدية معملاً لتصنيع العبوات الناسفة يحتوي بداخله على مخرطة معدة لتصنيع العبوات إضافة لعبوات معدنية فارغة، كما أصيب مدنيان في حي الزهراء بطلقات نارية من قبل أحد القناصة المتمركزين بحي الورشة المتاخم للحي المذكور.
-وفي حماة تعمل المجموعات الإرهابية المسلحة على تسخين الوضع الأمني فيها كلما شهد فتوراً وكلما اتجهت المدينة إلى الاستقرار والهدوء، في محاولة مستميتة لإبقاء الوضع العام متوتراً، والمواطنين في قلق وخوف شديدين، لمنعهم من التحرك في مدينتهم بحرية وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وإلزامهم بيوتهم في وقت مبكر، لتبدو المدينة خاوية بعد الظهيرة، وكأنها مدينة أشباح رغم توق أهلها للحركة والخروج من منازلهم ولكن كيف لهم ذلك وهم يتوقعون انفجار الوضع الأمني بأي لحظة على الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته مدينتهم خلال الأيام الأخيرة وتجاسرهم على السهر أمام مداخل أبنيتهم السكنية حتى ساعة متأخرة من الليل كما في ضاحية البعث مثلاً.
فقد كان يوم أمس يوماً جميلاً وهادئاً في المدينة التي اكتظ مركزها ووسطها التجاري بالناس الذين مضى كلٌ منهم إلى رزقه وعمله وشؤونه لا يعكر صفوه شيء ولا يقلق من شيء فالوضع الأمني بشكل عام جيد وكل قطاعات المدينة تدل على تعافيها، فدوائرها الخدمية وغير الخدمية تستقبل المراجعين، وطلابها الجامعيون قدموا امتحاناتهم بأمان وطمأنينة ووسط أجواء امتحانية مريحة، ومطاعمها الشعبية بدأت تشهد إقبالاً مقبولا نوعا ما، وأسواقها عامرة بالخيرات التي تعد أسعارها رخيصة قياساً إلى أسعار مثيلها في المحافظات السورية الأخرى ومنظماتها الشعبية ونقاباتها المهنية انطلقت للعمل الميداني منذ فترة ليست طويلة.
وهذا – كما يبدو – لا يريده من يضمرون الشر لهذه المدينة وأهلها لذلك يحركون أدواتهم على الأرض كلما مال الوضع العام إلى الاستقرار لتسخين الأجواء وترويع المواطنين وشل حركة المدينة وردها إلى الوراء.
فقد فجرت مجموعة مسلحة أمس عبوة ناسفة في حي القصور بمنطقة الحاضر كان الغرض منها تخويف الناس فقط إذ لم يُسجَّل وقوع إصابات. كما جرى تبادل لإطلاق نار بين مسلحين وقوى حفظ النظام في حي الدباغة وأيضاً لم يسجل وقوع إصابات.
أما على دوار الأربعين فقد أدى اشتباك عناصر حاجز حفظ النظام مع مسلحين إلى مقتل الإرهابي سعد المواس قائد ما يسمى سرية عبد الملك بن مروان مثلما أطلقت عليه ما تسمى «تنسيقيات الثورة» على صفحاتها الالكترونية.
وأكد مصدر في قيادة الشرطة أن مجموعة مسلحة سلبت سيارة حكومية من نوع مازدا عائدة لمجلس مدينة حماة وذلك على طريق حلب، كما سلبت مجموعة أخرى سيارة فان بيضاء اللون يقودها عمار العزو وهي لشركة عالية لتصنيع الأحذية بحماة وذلك على الطريق العام حماة حمص عند مفرق قرية تقسيس.
أما في ريف حماة فلم يكن الوضع أحسن حالاً فقد أطلقت مجموعة مسلحة النار على العسكري المتطوع مراد مرعي فاستشهد على الفور وذلك قرب خان شيخون.
كما أطلقت مجموعة أخرى النار بشكل عشوائي في بلدة شيزر بناحية محردة فأصابت المواطن همام الإبراهيم والطفل علي البكور سنة ونصف فأردته على الفور.
من جهة أخرى خطفت مجموعة مسلحة طبيب العظمية الشهير ياسر الحكيم الأمين في الحزب السوري القومي الاجتماعي وممثل الحزب بحماة في بلدة معرزاف أثناء توجهه بسيارته إلى معمل صناعة السيرنكات الطبية الذي يملكه في منطقة صاوة بريف محردة ليسدد للموظفين رواتبهم.
والطبيب الحكيم من الكفاءات العلمية المشهود لها بمنطقة محردة وحماة عموماً وهو من الشخصيات والفعاليات السياسية الوطنية ذات الحضور المجتمعي الفاعل في المحافظة، وفي السياق نفسه أقدمت مجموعة أخرى على خطف المواطن عزام كردي موصللي بالقرب من مقبرة زور رعبون واقتادته إلى جهة مجهولة.
وفي مورك أصيبت الطفلة آلاء نعسان عثمان بطلق ناري طائش في اشتباك بين عناصر حفظ النظام ومسلحين، بينما أقدم المسلحون الذين استوطنوا قرية جب الأحمر آخر قرية بمنطقة الغاب على الحدود الإدارية مع محافظة اللاذقية – بعد تهجير أهلها منها إلى جورين والقرى الأخرى القريبة، أقدموا على حرق 100 دونم من الأراضي المزروعة بالقمح.
ويخشى الأهالي من إقدام المسلحين على حرق أشجار التفاحيات التي تعبوا كثيراً بزراعتها ورعايتها حتى صارت في طور الإثمار والإنتاج، لذا يناشدون الجهات المختصة تطهير قريتهم من المسلحين الذين وفدوا إليها من إدلب وجبل الزاوية وبعض قرى الغاب والذين بينهم إرهابيون من جنسيات عربية.
من جهة أخرى قالت مصادر أهلية في منطقة ريف دمشق الغربي أن الجيش والقوى الأمنية تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من تحطيم العامود الفقري للإرهابيين وقتلت أعداداً كبيرة منهم واعتقلت عدداً آخر وأوقعت العشرات منهم جرحى.
وقال سكان إن الجيش والأجهزة الأمنية نفذا عمليات نوعية لاحقت خلالها فلول الإرهابيين في ريف دوما وبساتينها وصولاً إلى القرى المحيطة مستندة على معلومات قدمها السكان للخلاص من الإرهاب وتهديد المسلحين وإعادة بسط سيادة الدولة والقانون.
وأكد السكان أن العمليات أسفرت عن العديد من القتلى في صفوف الإرهابيين ومن بينهم العديد من جنسيات عربية ولا تزال الملاحقات مستمرة لكن أحد السكان وصف ما حصل في الأيام الأخيرة بأنه «تحطيم للعمود الفقري» للإرهابيين الذين كانوا يستعدون منذ أشهر لما كانوا يسمونه «معركة دمشق الكبرى».
وأضاف الأهالي إن ما تبقى من إرهابيين باتوا في حالة ضياع تامة وفقدوا أغلبية قياداتهم ويحاولون الاختباء أو الهروب شمالاً في حين يفرض الجيش حصاراً مطبقاً على المنطقة ومستمر في ملاحقاتهم ومصمم مع الأجهزة الأمنية على القضاء عليهم بشكل تام وإعادة فرض الأمن والأمان في كل أرجاء ريف دمشق وذلك بعد أن رفض الإرهابيون الاستسلام وتصميمهم على القتال وتحدي الجيش السوري. وتوقع الأهالي أن تستمر عمليات الجيش بضعة أيام إضافية قبل أن يتم إعلان منطقة الغوطة وريف دمشق الغربي منطقة آمنة بالكامل.
حمص- نبال إبراهيم، حماة-محمد أحمد خبازي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد