بدعم من السعودية وعلى قناة «العبرية» جنبلاط يتكلم بلسان أولمرت
خطا النائب اللبناني وليد جنبلاط، خطوة اضافية خطيرة جدا، في سياق منطق التحريض الذي بدأه قبل اربعة ايام، رافعا ليس فقط سقف الاتهامات، بتوجيهه اصابع الاتهام الى «حزب الله»، عبر قناة «العربية» المحسوبة سياسيا على السعودية، بالتورط في «بعض» الاغتيالات السياسية واعادة تبنيه رواية تفخيخ سيارة الوزير مروان حمادة في الضاحية الجنوبية، وكذلك مواصلته خطاب التحريض ضد الرئيس السوري بشار الاسد، داعيا تركيا الى «جرف» سوريا، فيما كان «زميله» الاكثري نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري يعلن ان امكان دعوة
المجلس النيابي للانعقاد بمبادرة منه وليس من رئيسه وخارج مقر المجلس لاقرار موضوع المحكمة الدولية «هو خيار قائم»، واعتبر ان الرئيس نبيه بري طرف وهو في «موقع طبيعي يتطلب منه العرقلة»، واتهمه بـ«تجميد عمل المجلس في الوقت الحالي».
وفيما اكتفت اوساط مقربة من رئيس المجلس بالقول «انه خطاب الجنون بحد عينه لا اكثر ولا اقل»، فان «حزب الله» اتهم بلسان المعاون السياسي لامينه العام الحاج حسين خليل جنبلاط بأنه «مبتلى بوضع عصبي معين ولا يحبذ الرد عليه دائما».
وقال النائب جنبلاط لـ«العربية» انه لا مجال للتعامل مع «حزب الله»، معتبرا انه «حزب يمثل ثقافة الموت»، واكد ان لا تسوية مع النظام السوري، منتقدا ما اسماها «الامبريالية الفارسية»، معتبرا ان من حق الاكثرية الاستعانة بكل الدول ما عدا اسرائيل في مواجهة النظام السوري.
وردا على سؤال، قال جنبلاط «لقد طفح الكيل»، معتبرا ان ما أوردته قناة «المنار» امس الاول، من اتهامات، ضد الوزير مروان حمادة، هو تهديد مجدد ومباشر بالقتل، وقال انه كانت هناك غشاوة على عيونه وقد سقطت نهائيا، في لحظة اغتيال جبران تويني، معتبرا ان هناك صلة ترابط امنية مخابراتية سياسية بالادوات والاعمال والنتائج نفسها بين الحزب والنظام السوري، وقال «اتهمهم بالوقوف وراء بعض الاغتيالات»، مؤكدا ان دليله الى ذلك رفض الحزب توسيع نطاق عمل المحكمة.
وقال جنبلاط «نحن فريق محكوم بالاعدام من النظام السوري واعوانه ولن نستسلم للقتلة»، واضاف «النظام السوري لا يفهم الا بالجزمة»، وحرض الدولة التركية في معرض الحديث عن علاقتها بالجوار على «جرف سوريا»، واكد انه لا بد للشعب اللبناني «ان ينتصر على الطغاة في الداخل وفي سوريا»، مشددا على انه لن يتخلى عن المحكمة وسيبقى متمسكا بها حتى آخر نقطة من دمه.
واعتبر جنبلاط ان الرئيس نبيه بري «هو اسير وربما مهدد اليوم... و«حزب الله» خطفه وخطف المجلس النيابي معه»، واكد ان بري كان صادقا معه بموضوعين قبل آخر زيارة قام بها اليه، رافضا الحديث عنهما.
ووصف جنبلاط القيادي السابق في «حزب الله» عماد مغنية بانه «المعلم الاساسي للسيد نصرالله في مكان ما»، وردا على سؤال انه لن يتحدث عن الجنرال ميشال عون، لكنه استدرك متهما اياه بالسعي لاحداث فتنة سنية درزية «من خلال مشكل معي ومع سعد الحريري»، واضاف «خليه (عون) في حضن عماد مغنية»!
وردا على سؤال حول شروطه للتسوية اجاب جنبلاط «المحكمة اولا». وعندما سئل عن الموضوع الرئاسي اجاب «اعطوني المحكمة وما فارقة معي رئاسة الجمهورية». وعن خطة الاكثرية للمرحلة المقبلة قال «الصمود»، معتبرا ان صموده يختلف عن صمود المعارضة «فهم عندهم مرتزقة قتل».
وقال جنبلاط ان اقتحام السرايا الكبير غير ممكن لاسباب داخلية واقليمية ودولية «واذا حصل ذلك يكون نصرالله قد اصيب بالجنون ويكون أداة صغيرة في منظومة هو حلقة صغيرة فيها».
- في المقابل، تساءل المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحــاج حســين خليل «ماذا لو ان احداً من اقطاب المعارضة توجه الى رئــيس دولــة عربية او ملك بأقــل من العبارات التي اطلقها جنبــلاط بحق الرئيس السوري، لقامـت الدنيا ولم تقعد».
وأعرب عن القلق إزاء تنبؤ بعض قوى الرابع عشر من آذار بحصول اغتيالات في صفوف الثامن من آذار، قائلاً يجب ان يكون الشعب اللبناني على حيطة وحذر عندما يتنبأ هذا الفريق بأمر ما في الشق الامني لأنهم اصحاب خبرة في هذا الشأن.
واتهم خليل الاكثرية «بوضع العصي في دواليب مبادرة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى»، ملوحا بانتقال المعارضة، بعد «هدنة الاعياد» الى سقف سياسي اعلى هو الانتخابات النيابية المبكرة ضمن خطة تحرك ضامنة لاستقرار الوطن ومصلحته. وقال ان المعارضة كانت تعرف منذ اتخاذ قرار النزول الى الشارع بأنها ستبقى عدة اشهر فيه، مؤكداً ان المعارضة ستعطي الفرصة لأي مبادرة تضمن الثلث الضامن زائد واحد في الحكومة.
- في هذا الوقت، اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، من القاهرة، انه عائد الى بيروت مع مبادرته الهادفة لانهاء الازمة السياسية، عقب اجازة الاعياد،
وأكد موسى، أمس، في لقائه السنوي مع ممثلي وسائل الاعلام لمناسبة نهاية العام الحالي، ان المبادرة التي طرحها لحل الأزمة اللبنانية لا تزال تحظى بدعم لبناني وعربي، داعيا في الوقت ذاته الى تفعيل الحوار العربي مع ايران التي قال انه من المحتمل ان يزورها في موعد مناسب وفترة مقبلة، خاصة وانها تجدد الدعوة له لزيارتها.
وقال موسى، ان مبادرة الجامعة العربية بشأن الأزمة السياسية الحالية في لبنان لا تزال مطروحة وتحظى بدعم عربي وبدعم الأطراف اللبنانية، مشيرا الى ان الجامعة العربية تواصل مساعيها حاليا وستستمر في ذلك عقب إجازة الأعياد.
المصدر: أ ش أ
إضافة تعليق جديد