برلين ترفض تصدير أسلحة إلى أنقرة وأردوغان يحذر الأوروبيين
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء الغرب من مواصلة نهجه الحالي، مشيراً إلى أن الأوروبيين والغربيين لن يستطيعوا السير في الشوارع آمنين.
وقال أردوغان في العاصمة أنقرة: «إذا واصلت أوروبا السير على هذا الطريق الخطر، فإنها ستضر نفسها. تركيا تدعو الدول الأوروبية إلى احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويجب علينا ألا ننسى أن الأوروبيين بحاجة إلى هذه القيم ليس أقل من الأتراك».
وأكد الرئيس التركي أن بلاده لا تقبل أن يملي عليها أحد، أو أن يُمنع مسؤولوها أو يهان ممثلو جالياتها، وقال: «أتوجه مرة جديدة إلى الأوروبيين تركيا ليست بلداً يمكن هزه واللعب بشرفه وطرد وزرائه».
وأضاف أردوغان: إن «العالم أجمع يتابع ما يجري عن كثب. إذا واصلتم التصرف بهذه الطريقة، غداً قد لا يستطيع أي أوروبي، أي غربي، السير خطوة واحدة بأمان وطمأنينة في الشارع، في أي مكان في العالم».
تأتي هذه التصريحات في حين تشهد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توتراً كبيراً في الأسابيع الأخيرة بعد منع عدد من التجمعات المؤيدة لأردوغان التي كان يفترض أن يشارك فيها وزراء أتراك في ألمانيا وهولندا. ورداً على ذلك، حمل القادة الأتراك بعنف على العواصم الأوروبية. وقد اتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باللجوء إلى «ممارسات نازية» مثيراً غضب برلين.
ورفض أردوغان انتقادات بشأن صحفيين مسجونين في تركيا. وقال: «عندما ننظر إلى لائحة الأسماء (الصحفيين المسجونين)، نجد قتلة ولصوصاً ومعتدين على الأطفال ومحتالين.. من كل الفئات إلا صحفيين». ومع اشتداد حدة التوتر بين أنقرة وبرلين، أفاد تقرير لصحيفة ألمانية بأن الحكومة رفضت الموافقة على 11 ترخيصاً لتصدير أسلحة وذخائر إلى تركيا.
ونقل موقع «دويتشه فيله» عن صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» أن حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت مؤخراً الموافقة على عدة طلبات لتصدير أسلحة إلى تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
واستقت الصحيفة هذه المعلومات من رد وزارة الاقتصاد على طلب إحاطة من العضو البرلماني عن حزب اليسار يان فان آكين.
ورجحت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» أن يكون رفض الحكومة الألمانية لهذه الصفقات ناجم عن «خوفها» من أن تستخدم تركيا الأسلحة في قمع المعارضة في الداخل، على حين قالت: إن الحكومة الألمانية بررت رفضها «بوضع حقوق الإنسان في تركيا والوضع الداخلي فيها».
من جانبه وجه فرانك فالتر شتاينماير في أولى كلماته كرئيس لألمانيا تحذيراً حاداً لأردوغان قال فيه: إنه يجازف بكل ما حققته بلاده من إنجازات في السنوات الأخيرة وبالإضرار بالعلاقات مع شركائه.
وقال شتاينماير أمس في كلمة بمناسبة تنصيبه رئيساً وهو منصب شرفي إلى حد كبير «نظرتنا (لتركيا) مشوبة بالقلق من أن كل شيء بُني على مر السنين والعقود آخذ في الانهيار».
وأضاف: «الرئيس أردوغان.. أنت تعرض كل ما بنيته مع الآخرين للخطر». وقال: إنه يرحب بأي «علامات ذات مصداقية» على تخفيف الموقف.
واتهمت تركيا مراراً ألمانيا باستخدام أساليب نازية لدى منع وزراء أتراك من عقد لقاءات جماهيرية وأثارت غضب ألمانيا باحتجاز الصحفي التركي الألماني دينيز يوجل.
وقال شتاينماير: «توقفوا عن التشبيهات بالنازي التي لا يصح ذكرها… لا تقطعوا العلاقات بمن يريدون عقد شراكة مع تركيا. احترموا حكم القانون وحرية الإعلام والصحفيين. وأفرجوا عن دينيز يوجل».
وكالات
إضافة تعليق جديد