بريطانيا تسمح بـ«تعديل الأجنّة وراثياً»
حصل العلماء البريطانيون على الضوء الأخضر للمضي قدماً في بحثٍ يتعلّق بالتعديل الوراثي للأجنة لأغراضٍ بحثية، عبر الاستعانة بتقنيات يَخشى البعض أنّها قد تستخدم لاحقاً لإنجاب أطفال «حسب الطلب».
وبعد أقلّ من عام على الضجّة التي أثارها علماء من الصين على المستوى الدولي - عندما أعلنوا، في نيسان الماضي، أنَّهم قاموا بالتعديل الجيني للأجنّة البشرية ـ منحت الهيئة الصحيّة المشرفة على التخصيب، الباحثة في مجال الخلايا الجذعيّة في «معهد فرانسيس كريك» في لندن، كاثي نياكان، ترخيصاً بإجراء تجارب مماثلة.
وقال المختبر الخاص بالباحثة، يوم أمس، «وافقت هيئة التخصيب وعلم الأجنة على تطبيق بحثي لمعهد فرانسيس كريك للاستعانة بتقنيّات التعديل الجيني على الأجنّة البشريّة». وأضاف أنَّ الموافقة على هذه الجهود تختص «بأغراض بحثية، وستبحث الأيام السبعة الأولى في تطور البويضة المخصبة من كونها خلية واحدة إلى أن تصبح نحو 250 خلية».
وتعتزم نياكان إجراء تجاربها بالاستعانة بالتقنية المعروفة بـ «كريسبر - كاس 9»، وهي تقنيّة تواجه جدلاً واسعاً على المستوى الدولي، بسبب مخاوف من استغلالها تصميم أطفال حسب الطلب.
وتتيح هذه التقنية للعلماء تعديل الجينات من خلال «مقص» جيني يضاهي في عمله برنامجاً حيوياً لمعالجة النصوص، يمكنه رصد التشوّهات الجينيّة واستبدالها. وكانت نياكان قد شرحت السبب وراء التقدّم بطلبها للتعديل الوراثي للأجنة البشرية، قائلةً «نودّ فعلاً أن نفهم الجينات التي يحتاجها الجنين حتى ينمو بنجاح ليكون طفلاً سوياً من الناحية الصحيّة». وأضافت «سبب أهميّة هذا، هو انتشار حالات الإجهاض وعدم القدرة على الإنجاب، من دون أن نفهمها جيداً».
وعبر مدير «معهد كريك» عن سروره، قائلاً «إنني سعيد بموافقة هيئة التخصيب وعلم الأجنة على طلب نياكان». وأضاف «بحث نياكان المقترح مهم لفهم كيفية نمو الجنين البشري السوي صحياً، وسيعزّز فهمنا لمعدّل حالات النجاح في عمليات أطفال الأنابيب، عن طريق النظر إلى المرحلة المبكرة لنمو الإنسان».
وتسعى نياكان، التي أمضت عقداً في بحث النمو البشري، لفهم أوّل سبعة أيام من حياة الجنين.
ويقول مؤيدو هذه التقنية إنّها يمكن أن تسرّع منع الإصابة بالأمراض الوراثية، فيما يشعر معارضوها بالقلق بشأن الآثار المجهولة على الأجيال القادمة علاوة على ميل الآباء في المستقبل إلى دفع مبالغ في مقابل تحسين النسل، مثل مستوى الذكاء لدى الأبناء ورفع القدرات الرياضيّة.
وإذا استخدمت هذه التقنية للتعديل الجيني للحيوان المنوي للرجل أو بويضات الأنثى أو الأجنّة، فإنها تبشّر بالقضاء على الكثير من الأمراض، لكن الكثير من العلماء ينتابهم القلق من حدوث آثار مجهولة غير مأمونة العواقب لدى الأجيال القادمة لأنّ هذه التغييرات ستنتقل للنسل.
وكالات
إضافة تعليق جديد