حملة عسكرية سورية تستهدف البادية
جلبت آخر أخبار البادية السورية اهتمام العالم مؤخرًا، خاصة بعد تزايد هجمات تنظيم “داعش” الإرهابي في الأشهر الأخيرة.
الاعتداءات استهدفت العسكريين والمدنيين على حد سواء، من خلال هجمات مفاجئة على الطرقات الرئيسية والمناطق الحضرية والريفية.
البادية، الممتدة من ريف حمص الشرقي إلى الحدود العراقية، ومن السويداء جنوبًا، كانت مسرحًا لعمليات التنظيم في السنوات الأخيرة، بعد هزيمته عام 2019.
تطمح القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، لقطع طريق التواصل بين المقاومة وإيران والعراق وسوريا.
مع فشل الجهود العسكرية الأمريكية في المنطقة، قررت واشنطن إحياء “داعش” لتحقيق أهدافها. بعض قيادات التنظيم التي خسرت في 2019 أصبحت تحت رقابة أمريكية أو قوات “قسد”، أو نُقلت إلى قاعدة “التنف”.
في يناير 2022، نُقلت معظم القيادات المحتجزة في سجن “غويران” إلى قاعدة “التنف”.
منذ ذلك الحين، زادت هجمات “داعش” في البادية، ممتدة إلى مناطق جديدة في الرقة ودير الزور وحلب.
الجيش السوري والروسي يستمرون في ملاحقة التنظيم في البادية، مستعدّين لحملة عسكرية واسعة النطاق.
وتُظهر المعلومات تحضيرات كبيرة لتلك الحملة، بتجميع قوات مختلفة على الحدود السورية، بمساندة قوات روسية.
أما الولايات المتحدة وإسرائيل، فتستهدفان المنطقة أيضًا، بزيادة الهجمات على الطرقات الرئيسية وزعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة في درعا والسويداء.
السلطات السورية تتعامل بحكمة مع هذا الوضع، وتحظى بدعم الأهالي في مواجهة المخاطر المحتملة.”
ومع الاستعداد والتجهيز لمعركة البادية التي باتت أكثر من ضررية الآن، صار لزاماً على الدولة السورية وجيشها إرسال قواتٍ عسكرية إلى محيط السويداء، وذلك لقطع الطريق على خطط “التنف” ومجموعاتها العاملة في المحافظة، وتطويق المشروع الأميركي – الإسرائيلي من جميع الجهات.
والمؤكد هنا أن القوات السورية التي حضرت إلى المحافظة ليس من بين أهدافها أبداً مواجهة أي “حراكٍ شعبي” يُحكى عنه في تلك المدينة.
وبالنظر إلى كثافة الاستعدادات العسكرية الكبيرة ونوعية القوات والأسلحة التي يجري استقدامها تباعاً إلى جميع محاور البادية في الأيام الأخيرة، فمن المتوقع أن تبدأ معركة البادية الكبرى في أي لحظة، ومن المنتظر أن تتوغل تلك القوات تحت مظلة جوية واسعة باتجاه عمق البادية، وتشتبك مع مجموعات التنظيم الإرهابي، وتُطهر كل جيوب البادية منهم.
ومن المتوقع أن تبلغ تلك القوات تخوم قاعدة “التنف” بعد تأمين الحماية الكاملة لمحور السويداء وقطع ذلك الطريق، وأن تجد قوات الاحتلال الأميركي نفسها محاصرةً من قوات الجيش العربي السوري وكتائب المقاومة الإسلامية،
وأن تشاهد الطيران الروسي، إلى جانب السوري، بأم العين، وهو يحلق في سماء المنطقة.
وبناءً عليه، ستجد واشنطن نفسها أمام وضع جديد تماماً في تلك المنطقة التي لطالما اعتبرتها استراتيجية ضمن مخططاتها للإقليم، ومن غير الواضح حتى اللحظة كيف ستقرر التعامل معه.
الميادين
إضافة تعليق جديد