بعد طريق دمشق.. «مصالحة التل» تناشد فتح طريق منين
ناشد مصدر مسؤول في لجنة المصالحة المحلية في مدينة التل بريف دمشق الشمالي محافظة ريف دمشق وقوات الجيش العربي السورية والجهات المختصة «العمل على فتح طريق منين التل» بعد فتح طريق التل دمشق، عقب إنجاز اتفاق المصالحة في المدينة، وذلك للتخفيف من المعاناة الكبيرة التي يتكبدها سكان 19 مدينة وبلدة وقرية جراء سلوك طرق غير مجهزة من الناحية الفنية.
وقال المصدر: «نبارك جهود رجال الجيش العربي السوري والجهات المختصة في منطقة التل ومحافظة ريف دمشق وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي والأهالي الذين ساهموا عبر ضغطهم الشعبي في تحرير مدينة التل من المسلحين وإعادة المدينة إلى حضن الوطن ودخول أجهزة الدولة كافّة إليها لتأمين جميع الخدمات للمدينة وانضمامها إلى بلدات المنطقة».
وأضاف المصدر: «وسط هذه الفرحة وسعادة أهالي منطقة، وبعد فتح طريق التل دمشق ووضع الحواجز المطلوبة عليه لحماية سلامته، نرجو استكمال فتح الطرق المؤدية إلى جميع مدن وبلدات المنطقة التي جميعها آمنة ومستقرة ولا يوجد فيها أي شخص خارج القانون».
وأوضح المصدر، أن الطريق الذي نناشد بفتحه هو «طريق منين التل الذي فيه حاجز واحد يغلق الطريق بين منين ومنطقة التل» وبالتالي «يفصل منطقة تضم 19 مدينة وبلدة وقرية عن مدينة التل».
ولفت المصدر إلى أن فتح هذا الطريق «يساهم برفع معاناة أبناء تلك المدن والبلدات والقرى جراء سلوكهم طرقاً تمتد لمسافة طويلة وغير مجهزة من الناحية الفنية وغالباً ما تكون مغلقة في فصل الشتاء بسبب تكون الجليد وتساقط الثلوج».
وأشار المصدر إلى أن المدن والبلدات والقرى التي يفصلها الحاجز عن مدينة التل هي: «دريج- حلبون- منين- التل- تلفيتا- صيدنايا- معرة صيدنايا- بدا- حفير الفوقا- عكوبر- توانة- رنكوس- عسال الورد- حوش عرب- حلة – جبعدين- معرونة- معربا».
وقال: إن المسافة بين تلك المدن والبلدات والقرى ومركز مدينة دمشق على طريق التل منين «لا تتجاوز 3 كيلو مترات وقطعها لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة، على حين الطرق التي يسلكها المواطنون حالياً تصل مسافتها إلى 10 كيلو مترات ويحتاج قطعها إلى 90 دقيقة».
وأضاف: «تعرفة السرفيس على طريق منين التل للشخص 100 ليرة، على حين تصل في الطرق التي تسلك حالياً إلى 250 ليرة»، الأمر الذي «يؤثر مادياً في الطلاب والموظفين وذوي الدخل المحدود»، مشيراً إلى أن تعرفة التكسي من تلك المدن والبلدات والقرى إلى دمشق يصل إلى «ما بين 5 إلى 10 آلاف ليرة».
وتم في الثاني من الشهر الجاري تنفيذ اتفاق المصالحة في مدينة التل الذي تضمن «خروج كل المسلحين غير الراغبين في تسوية أوضاعهم بسلاحهم الفردي إلى المناطق التي يرغبون فيها وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لتتم تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في البقاء في المدينة، وتسوية أوضاع المطلوبين من نساء ورجال من منطقة التل». وتضمن الاتفاق أيضاً تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والفارين، مع تشكيل لجنة من 200 شخص من الأهالي ولجان المصالحة وممن تمت تسوية أوضاعهم، لتأمين حماية المدينة بإشراف الجهات المختصة». كما تضمن الاتفاق «فتح طريق دمشق التل وتسهيل دخول جميع المواد الغذائية وغيرها إلى المدينة وكذلك فتح طريق منين التل».
وشهدت المدينة في الثاني عشر من الشهر الجاري مهرجاناً احتفاليا لمناسبة إنجاز اتفاق المصالحة في المدينة، وذلك بمشاركة حاشدة رسمية وشعبية.
وقال المصدر المسؤول في لجنة المصالحة المحلية في التل: إن الاتفاق ينص على فتح الطريق بعد إخراج المسلحين من مدينة التل وتسوية أوضاع المتخلفين والمطلوبين والمسلحين الراغبين في تسوية أوضاعهم وهو الأمر الذي «تم إنجازه»، مشيراً إلى تسوية أوضاع «نحو 2300 شخص بينهم مسلحون سلموا أسلحتهم ومتخلفون عن الخدمة الإلزامية ومطلوبون».
وختم المصدر تصريحه بالقول: «يناشد أهالي منطقة التل والقلمون الغربي الجهات المعنية من محافظ وقوات عسكرية وأمنية العمل على فتح الطريق بمساعدة أهالي المنطقة».
ومنذ نهاية شهر آب الماضي، وإضافة إلى مدينة التل، نجحت الحكومة السورية بانجاز اتفاقات مصالحة في مدينة داريا والمعضمية الشام وخان الشيح وزاكية وكناكر في ريف دمشق الغربي، تم بموجبها خروج المسلحين غير الراغبين في تسوية أوضاعهم إلى إدلب، على حين تمت تسوية أوضاع الراغبين والمطلوبين.
وفي اليومين الماضيين كشفت تقارير إعلامية معارضة عن جهود تبذلها الجهات المختصة لإبرام اتفاقات مصالحة في عدد من بلدات وقرى جبل الشيخ تتحصن بها تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة، على غرار ما حصل في عدد من مدن وقرى وبلدات في ريف دمشق الغربي وأيضاً في ريف المحافظة الشمالي.
وبحسب التقارير، فإن البلدات والقرى المستهدفة في عملية المصالحة تقع على سفح جبل الشيخ وهي «بيت سابر- مزرعة بيت جن- مغر المير- كفر حور- بيت تيما».
وتمت منتصف الشهر الجاري تسوية أوضاع المئات من بلدتي زاكية والديرخبية في إطار المصالحات المحلية في ريف دمشق، وسط أنباء عن إمهال الجهات المختصة المسلحين في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم مدة أقصاها 20 من الشهر الجاري لإنجاز المصالحة بشكلها الكامل.
وفي الـ13 من الشهر نفسه تمت تسوية أوضاع نحو 1500 شخص من بلدة كناكر بريف دمشق بينهم عدد من المسلحين سلموا أنفسهم وأسلحتهم بموجب مرسوم العفو.
وفى الخامس من الشهر ذاته تمت تسوية أوضاع نحو 700 شخص من بلدات الطيبة والكسوة والمقيليبة في ريف دمشق بينهم أكثر من 150 مسلحاً سلموا أنفسهم وأسلحتهم بموجب مرسوم العفو.
وفي الأسبوع الماضي، أصدر أهالي حي القدم «مدنيين وعسكريين» بياناً نشرته صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تعهدوا فيه بإتمام تنفيذ بنود المصالحة المبرمة مع الجهات المختصة في الدولة في أيار 2014 وما يتبعها من ملحقات المصالحة بعد زوال خطر المجموعات الإرهابية على أطراف حي الماذنية، في إشارة إلى تنظيم داعش في الحجر الأسود، وتعهد الأهالي بألا يستعمل السلاح على الجيش العربي السوري، وأن يتم إخراج أي مسلح من الحي يعارض المصالحة بعد الانتهاء من المجموعات الإرهابية، والسماح لمؤسسات الدولة بالعمل داخل الحي.
كما اعتبر قيادي فلسطيني الأسبوع الماضي أن احتمالات إنهاء أزمة مخيم اليرموك من خلال «المصالحة» أكثر من احتمال القيام بعملية عسكرية لإنهاء هذه الأزمة.
الوطن
إضافة تعليق جديد