بوش يتراجع أمام تصعيد المالكي ويصفة برجل جيد يقوم بمهمة صعبة
أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش تأييده لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وذلك في كلمة ألقاها أمام مؤتمر للمحاربين القدامى في كنساس سيتي. وقال بوش إن "المالكي رجل جيد يقوم بمهمة صعبة وأنا أؤيده". واضاف ان الأمر يرجع للشعب العراقي فيما إذا كان يرغب في أن يبقى في منصبه.
واضاف بوش قائلا إنه إذا فقدت الولايات المتحدة الارادة على كسب الموقف في العراق فسينقل أولئك المسؤولون عن هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 حربهم إلى أمريكا مجددا.
وكان جوردون جوندرو الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي قال إن تصريحات الرئيس جورج بوش أمس الثلاثاء، بشأن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم تكن تعني الإشارة إلى سحب تأييد واشنطن للمالكي.
ونقلا عن جوندرو أنه نتيجة للتغطية الإعلامية المكثفة لتصريحات بوش التي تضمنت انتقادات للمالكي والتي صدرت عنه خلال حضوره مؤتمر بلدان أمريكا الشمالية في كندا يوم الثلاثاء فإن بوش سيجدد تأييده للمالكي.
واضاف الناطق أنه بعد تصريحات بوش في كندا حاول البيت الأبيض أن يوضح أن بوش لم يكن ينأى بنفسه من خلال تلك التصريحات، عن المالكي.
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنه لا توجد جهة لها الحق في وضع جدول زمني لما تفعله حكومته.
وجاءت تعليقات المالكي في ختام زيارته إلى العاصمة السورية دمشق وردا على الانتقادات الأمريكية التي عبرت عن إحباط " البيت الأبيض" من سير العملية السياسية في العراق. وقال المالكي "ليس من حق أحد أن يضع لنا خطة زمنية فحكومتنا منتخبة من الشعب".
وفسر رئيس الوزراء العراقي تلك الانتقادات بأنها ناجمة عن زيارته إلى سوريا، وقال "إننا لن نعيرهم اهتماما فنحن نهتم بشعبنا وبدستورنا وبوسعنا العثور على أصدقاء آخرين". وعزا المالكي الانتقادات الموجهة إليه من إدارة بوش وسياسيين أمريكيين إلى استعدادات الحملة الانتخابية الرئاسية. وكان السيناتور الأمريكي كارل ليفين، وهو ديمقراطي يمثل ولاية ميتشجان، قد دعا الاثنين الماضي إلى إقالة المالكي واستبداله بـ"زعيم جديد أقل طائفية".
وكان بوش قد عبر أمس الثلاثاء عن إحباطه من القادة السياسيين في العراق، لكنه قال إن تغيير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أو قادة سياسيين آخرين أمر يعود إلى الشعب العراقي لتقريره.
وقال بوش إن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الحكومة العراقية سوف تستجيب لمطالب الشعب العراقي.
وأضاف أنه في حال رفض الحكومة الاستجابة لمطالب الشعب فإن الامر سيترك للناخب العراقي وليس للسياسيين في الولايات المتحدة، أن يقرر مستقبل قادته.
وكان بوش يتحدث في كندا حيث كان يحضر قمة جمعته مع قادة تكتل نافتا، الذي يضم كندا والمكسيك إلى جانب الولايات المتحدة الامريكية.
وفي تطور متصل، قال السفير الامريكي ببغداد رايان كروكر الثلاثاء إن التقدم الذي احرزه الزعماء العراقيون على طريق المصالحة الوطنية كان محبطا للغاية
وكان كروكر يتحدث قبل اسابيع قليلة من الموعد المحدد لتقديمه تقريرا مهما للغاية الى الكونجرس الامريكي حول التقدم الحاصل في العراق منذ قرار الرئيس بوش ارسال تعزيزات عسكرية اضافية للعراق لضبط الامن في بغداد على وجه الخصوص.
وحذر كروكر، الذي استخدم عبارات فيها قدر اكبر من الشدة والصراحة تجاه حكومة نوري المالكي من اي مسؤول امريكي آخر، من ان الدعم الامريكي لحكومة المالكي ليس مضمونا الى ما لا نهاية.
ومضى كروكر الى القول: "نتوقع ان نرى نتائج، وكذلك الشعب العراقي. إن دعمنا (لحكومة المالكي) ليس شيكا على بياض."
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد