تخمين القدرات الصاروخية والنووية الإيرانية
الجمل: سعت مجموعة من الخبراء إلى إعداد تخمين شامل يقيم القدرات الصاروخية والنووية الإيرانية وكان اللافت للنظر أن فريق إعداد التقارير كان يضم عدداً من الخبراء الأمريكيين والروس، وذلك في إشارة واضحة إلى ان الميزة الجديدة لهذا التقرير تتمثل في المعلومات الإضافية التي بحوزة الخبراء الروس.
* توصيف التقارير:
تم إعداد ونشر التقرير بواسطة معهد "الشرق - الغرب" الذي يعتبر من مراكز الدراسات الأمريكية الضالعة في شؤون الشرقين الأوسط والأدنى، ويقع التقرير في 27 صفحة من القطع المتوسط.
شارك في التقرير 6 خبراء روس و6 خبراء أمريكيين، وعقد الفريق المشترك العديد من اللقاءات والسمنارات وورش العمل إضافة إلى القيام بالجولات الميدانية لجمع المعلومات التي شملت العديد من العواصم الأوروبية والعالمية الرئيسية.
يتضمن التقرير خمسة أجزاء رئيسية وينقسم كل واحد منها إلى عدد من الأجزاء الفرعية.
* محتوى التقرير:
أولاً: المقدمة:
تطرقت إلى مخاطر البرنامجين الصاروخي والنووي الإيراني، وما يمكن أن ينطوي على هذين البرنامجين من تهديدات للأمن الأوروبي والشرق أوسطي والآسيوي إضافة إلى توضيح مدى مصداقية هذه المخاطر والتهديدات وهل هي مخاطر وتهديدات ماثلة أم محتملة.
ثانياً: البرنامج الصاروخي الإيراني:
تتمثل الإشكالية في تذرع الأمريكيين بأن الصواريخ البالستية الإيرانية تستطيع تهديد الأمن الأوروبي والخليجي والإسرائيلي، وسعت إدارة بوش إلى الضغط على الأوروبيين من أجل الموافقة على نشر شبكة الدفاع الصاروخي لحماية أوروبا من خطر صواريخ إيران.
ثالثاً: البرنامج النووي الإيراني:
تتمثل الإشكالية في أن إيران برغم إعلانها عن التزامها التام استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية فإن واشنطن ترفض رفضاً قاطعاً.
* تخمين القدرات الصاروخية الإيرانية:
يشير التقرير إلى أن إيران تمتلك القدرات الصاروخية الآتية:
• شهاب – 1: المدى 315 كلم + رأس حربي وزنه 1000 كغ.
• شهاب – 2: المدى 375 كلم + رأس حربي وزنه 1000 كغ.
• شهاب – 3: المدى 930 كلم + رأس حربي وزنه 1000 كغ.
• شهاب – 3 (إم): المدى 1100 كلم + رأس حربي وزنه 1000 كغ.
وأشارت ملاحظات الخبراء إلى أن وزن الرأس الحربي لم يتغير وإنما الذي تم تغييره وتطويره هو مواصفات الصواريخ وقدرتها على دقة إصابة الهدف إضافة إلى طول المسافة.
إضافة لذلك أشار التقرير إلى أن قدرة إيران على زيادة مسافة الطيران الصاروخي أكسبتها قدرة على استخدام هذه الصواريخ في تنفيذ البرنامج الفضائي الإيراني بما يؤدي إلى تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية ولكن ما هو غير واضح لدى الخبراء حتى الآن يتمثل فيما إذا أصبح الإيرانيون قادرين على استخدام الأقمار الصناعية في توجيه الصواريخ البالستية من طراز شهاب أم لا؟
* تخمين القدرات النووية الإيرانية:
يشير التقرير إلى أن وجود العديد من المعلومات المتضاربة حول مستوى التطور الذي وصل إليه البرنامج النووي الإيراني ومدى طبيعة هذا التطور ومصداقية توجهات إيران النووية، هل من أجل الأغراض العسكرية الحربية أم من أجل الأغراض السلمية المدنية؟
إضافة لذلك، أشار الخبراء إلى الملاحظات الآتية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني:
• تمتلك إيران كل المواد الخام والمعدات والأجهزة التكنولوجية والخبراء المختصين بما يكفي لجعلها تنفذ البرنامج النووي.
• تستطيع إيران وبكل سهولة إنتاج الوقود النووي (اليورانيوم المخصب 235).
• واردات إيران من اليورانيوم الخام تواجه مشكلة الانخفاض بسبب الضغوط المتزايدة وهذا بدوره سيسبب المزيد من المشاكل بالنسبة إلى مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
• الأجهزة المستخدمة في المفاعلات الإيرانية لا تقوم بعملية تخصيب اليورانيوم بالكفاءة والسرعة المطلوبة وهي أجهزة تتميز بالبطء الشديد وبالتالي إذا استطاع الإيرانيون الحصول على الأجهزة الحديثة المتطورة فإن حصول إيران على القدرات النووية بالشكل المطلوب سوف يتأخر لبضعة أعوام.
• حتى الآن وبرغم الضغوط والعقوبات فإن إيران ما تزال قادرة على الحصول على الأجهزة التكنولوجية المتطورة ولكن الأمر يتوقف على مدى قدرة طهران على الحصول على هذه الأجهزة بالسرية المطلوبة لأن كل المنشآت العالمية التي تختص بإنتاج هذا النوع من التكنولوجيا تواجه المزيد من الرقابة السرية والعلنية بواسطة الدول وأجهزة المخابرات وعلى وجه الخصوص وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكي.
• خلال الفترات الماضية كانت إيران قادرة على تمرير احتياجات ومستلزمات برنامجها النووي عبر باكستان والخليج ولكن حالياً وبسبب التطورات العسكرية الأمنية الجارية في باكستان والخليج فإن إيران أصبحت تواجه المزيد من المشاكل في تمرير احتياجاتها النووية.
على خلفية هذه النقاط أشار تقرير الخبراء إلى أن إيران لن تستطيع في القريب العاجل صناعة الرؤوس النووية الحربية ولكن رغم ذلك فمن المهم جداً عدم إغفال التعاون النووي الإيراني – الكوري الشمالي والذي يمكن للإيرانيين من خلاله استباق الأحداث والتطورات لجهة الحصول على القدرات العسكرية النووية.
عموماً على خلفية هذا التقرير يمكن الإشارة إلى أن البرنامج النووي الإيراني يتماثل بقدر كبير مع البرنامج النووي الكوري الشمالي فالبرنامجان يعتمدان على التكنولوجيا النووية الروسية وعندما بلغ عدد المنشآت الكورية الشمالية 27 منشأة حصلت على القدرات العسكرية النووية وقامت بإجراء انفجارين نوويين تجريبيين أما الإيرانيون فإن لديهم حوالي 28 منشأة نووية معروفة مع ملاحظة وجود منشآت سرية، والسؤال هل استطاع الإيرانيون إنتاج رؤوس نووية وتفادوا القيام بإجراء التجارب تفادياً للعقوبات والحصار الدولي وقرروا الانتظار ريثما تتضح معالم ردود الأفعال الدولية إزاء التجارب النووية الكورية الشمالية وذلك لمعرفة مدى مصداقية واشنطن في المواجهة وحتى الآن لا توجد إجابة شافية ولكن ما هو واضح يتمثل في أن قدرات إيران النووية إن لم تكن أكبر من قدرات كوريا الشمالية فهي تعادلها!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد