تراجع تصدير الحلويات السورية 40%
اعتاد تاجر الحلويات الدمشقية في منطقة الميدان على رؤية الزبائن في هذا الوقت من العام يشترون القطائف العصافيري والمشبك والعوامة إلى جانب الأنواع الفاخرة مثل المبرومة والبلورية، لكن الجمود الذي عم الأسواق الخارجية والداخلية، وتتكدَّس المحال بالحلويات قد حالا دون ذلك، وهذا حال عشرات المحال في دمشق.
فقد تأثر بشكل مباشر ولع السوريين بالحلويات بالأزمة المالية العالمية، بعد أن تأثرت أسواقنا الخارجية بذلك أيضاً، وانخفضت نسبة التصدير التي كانت تصل إلى 80% تقريباً من مجمل الإنتاج، والنتيجة جمود وركود لم تشهده سوق الحلويات منذ عقود.
وإضافة إلى اعتياد أبناء الميدان والمدينة على التسوق، فإن سوق الحلويات لم يشهد أيضاً إقبالاً كبيراً من السياح الأجانب والعرب هذا العام.
يشير أبو علاء «صاحب محل قطائف ومشبك» إلى الركود سبب، لكن أسباباً أخرى تقف أيضاً وراء ارتفاع التكلفة بسبب ارتفاع سعر المازوت والمواد الأولية.
ويروي «أن الانتكاسة الشديدة أصابت موسم الأعياد، والشتاء وهو ما أثر على الإنتاج، ما يجعل هذا الموسم الأفقر من ناحية العائدات».
ويقول المصدر «رضوان داود»: إن الاستحسان لدى المستهلك الأجنبي، فتح لنا أسواقاً خارجية كبيرة وأصبحت منتجاتنا معروفة لدى الجاليات العربية الموجودة في أوروبا وأميركا الجنونية وكندا وألمانيا وفرنسا ودول الخليج.
إلا أن ضعف القوة الشرائية في هذه الأسواق أدى إلى انخفاض نسب التصدير إلى 20%، ولتجاوز النسبة الـ40% في بعض أسواقنا الخارجية، ورغم أن الحلويات من أهم مفردات العيد ومستلزمات الضيافة فإن هذا الموسم لم يشهد إقبالاً كبيراً لأن قائمة الاحتياجات طويلة ومدخول الجيب ضعيف ولا يتسع للحلويات التي تعد من الكماليات وليست حاجة غذائية ضرورية.
فأغلب المعامل خفضت سقف إنتاجها، لأن إنتاج 8 ساعات يحتاج الآن إلى 3 أيام وربما أسبوع فالمستهلك له حساباته الخاصة، وإمكانية التخزين غير ورادة.
ويجمع مصنعو الحلويات أن هذا قطاع الصناعات الغذائية يعاني منذ أشهر من ركود الأسواق، لكن الركود كان أشد وطأة على الحلويات، فانخفضت الأسعار وارتفعت كلف الإنتاج، وتوافرت في الأسواق الأوروبية أصناف أقل جودة، وأرخص ثمناً ما عرض هذا القطاع للمنافسة الشديدة من الدول المجاورة. وشهدت أسعار الحلويات ارتفاعاً ملحوظاً في بداية العام 2008، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المواد الأولية، ويعتمد المصدرون على البيع بأجل والأمانة خشية الكساد والتلف، ولم يشهد موسم التصدير الذي يبدأ في الشهر الرابع من كل عام وينتهي في الشهر العاشر إقبالاً يذكر في العام الماضي والتصدير لم ينشط خلال فترات الأعياد أيضاً رغم الجهود التي تبذل الآن لإرضاء ذوق ومدخول المستهلك الأجنبي.
سمير طويل
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد