تسوية وضع 248 مسلحا سلموا أنفسهم للجهات المختصة واشتباكات في حماة

ليل الاثنين كان حامياً في العديد من أحياء حماة، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجهات المختصة والمجموعات المسلحة، التي عمدت إلى إشعال الوضع في دوار الإسكان والصابونية وجنوب الملعب جنوبي المدينة، وشارع 8 آذار والمرابط في وسط المدينة أيضاً وتحديداً تحت مكتب وكالة «سانا»، حيث أشعل مسلحون الإطارات وتبادلوا إطلاق العيارات النارية مع نقطة لحفظ النظام متمركزة هناك، وأطلقوا باتجاهها قذيفة آر بي جي أصابت أحد المحال التجارية، وذلك لتخفيف حدة الاشتباكات في منطقة الحاضر شمالي المدينة، وتحديداً في أحياء الحميدية والصواعق والأربعين ومشاع الأربعين، التي نشبت منذ بعد ظهيرة ذلك اليوم.
وبدأ نهار الثلاثاء على وقع العبوات الناسفة، التي فككت الوحدات الهندسية بعضها، في حي طريق حلب، التي كانت قد زرعتها المجموعات المسلحة قرب مواقف الباصات، وعلى إضراب عام حداداً على قتلى وجرحى مشاع الأربعين «كما أكدت التنسيقيات في حماة على صفحاتها الالكترونية»، استجاب له بعض التجار والباعة، على حين رفضه آخرون كثر، وهو ما أثار حفيظة المجموعات المسلحة، التي أرادت فرضه بالقوة، فصعدت اعتداءاتها على نقاط ومراكز حفظ النظام في منطقة الحاضر والمرابط وشارع صلاح الدين، ما استدعى من الجهات المختصة إعادة انتشارها في المناطق المذكورة، وهو ما جعل أصحاب المحال التجارية يغلقون محالهم خوفاً من اشتداد الوضع، لتغلق الأسواق جميعها، ولتخلو شوارع حماة من المارة ووسائط النقل، وليغادرها موظفو المناطق مبكراً.
في الغضون وصل المراقبون الدوليون إلى حماة قرابة الثانية عشرة من بعد الظهر، وجالوا بمفردهم في قلعتها التاريخية وطريق حلب ودوار السباهي وحي الأربعين حتى الثالثة، ومن الرابعة حتى الخامسة والنصف.
من جهة ثانية أكد مصدر رسمي أن 248 شخصاً ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة، التي سوَّت أوضاعهم وأطلقت سراحهم فوراً، وذلك بعد تعهدهم بعدم حمل السلاح مرة أخرى.
وكشفت الجهات المختصة معمل عبوات ناسفة في مزارع عين الباد، صباح أمس، وعثرت فيه على 7 بنادق آلية روسية، وبندقيتي بمبكشن، و9 عبوات ناسفة متعددة الأحجام والأوزان، وآلة خلط مواد العبوات، وكمية كبيرة من الذخيرة والصواعق ودارات توصيلها داخل رولات عطر، وكمية من السماد و14 كالوناً من الأسيد، ومواد مخبرية، وأجهزة اتصالات، وأقنعة واقية.
وأضاف المصدر: أن الجهات المختصة عثرت أيضاً في حي الأربعين ومشاعه، على 25 بندقية آلية روسية، و5 بنادق بمبكشن، و5 مسدسات وأسلحة بيضاء متنوعة، وبندقيتي صيد، وقاذفي آر بي جي، و5 قواذف، و9 حشوات دافعة، وقنبلتين دفاعيتين، ورشاش بي كي سي، وعبوتين ناسفتين وجهاز بث فضائي ولاقط، وجهاز ثريا، وكمية كبيرة من الذخيرة والجعب والمذخرات، وعلى عدة سيارات حكومية وخاصة.
وكانت المجموعات المسلحة قد أطلقت قذيفة آر بي جي من حديقة أم الحسن، باتجاه قيادة شرطة المحافظة عند العاشرة والنصف من ليل الاثنين، ما أدى إلى إصابة عنصرين بشظايا.
وأما صباح أمس الثلاثاء فقد عثرت الجهات المختصة على جثة المدعو خالد عدنان عباس «45 عاماً» بعد خطفه من قبل عدة أشخاص من آل خضور في قرية حوش العسس بحمص، بتاريخ 23 الشهر الجاري، وقد تم نقلها إلى مشفى حماة الوطني.
كما أصيب المدعو خضر هلال الصالح تولد 1952 تل أغر، بعيار ناري بقدمه، وذلك عند الحادية عشرة صباحاً في مشاع الأربعين.
وأقدمت مجموعة مسلحة مؤلفة من ثلاثة أشخاص، على سلب سيارة حكومية من نوع شيفروليه عائدة لمعاون مدير التربية بحماة، وذلك عند التاسعة والنصف من صباح أمس وعلى طريق سريحين حماة.
كما أقدمت مجموعة أخرى مؤلفة من خمسة مسلحين، على سلب المدعو نايف ياسر حيدر الشعراني تولد 1975 سلمية، مبلغ 25 ألف ل. س، وجهازين خلويين، وأطلقت النار على سيارته من نوع أوبل فأصابتها بعدة عيارات نارية، وذلك عند الثامنة صباحاً على مفرق قرية سنيدة على طريق حمص سلمية.

محمد أحمد خبازي

المصدر: الوطن