تغيير المذهبية العسكرية وسيناريو الحرب الإسرائيلية القادمة

06-10-2008

تغيير المذهبية العسكرية وسيناريو الحرب الإسرائيلية القادمة

الجمل: تشير التقارير والتحليلات إلى أن الجيش الإسرائيلي يشهد حالياً مرحلة تحول نوعي جديد لجهة المذهبية العسكرية والمذهبية القتالية اللتان سيتعامل الجيش الإسرائيلي وفقهما في مسارح الحرب.
* ماذا تقول التقارير والتسريبات العسكرية الإسرائيلية؟
في معرض الإجابة على سؤال كيف سيكون سيناريو الحرب الإسرائيلية الجديد؟ يمكن استعراض تصريحات بعض كبار العسكريين الإسرائيليين:
• الجنرال غادي إيزينكوت (قائد القيادة الشمالية): أكد أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في إعطاء الأولوية لقوة النيران برغم أن الأهداف التي سيختارها ستكون مختلفة عن تلك التي كان يتم اختيارها في الصراعات الماضية، هذا، وتجدر الإشارة إلى أن فكرة الجنرال إيزينكوت وردت في مقالات تحليلية تم إعدادها ونشرها بواسطة اثنين من كبار الضباط السابقين.
• العقيد غابرييل سيبوني (احتياطي): أعد تقريراً لمعهد دراسات الأمن الوطني التابع لجامعة تل أبيب، أكد فيه على ضرورة الاعتماد على أولوية قوة النيران مع ضرورة التركيز على الأهداف النوعية الجديدة في الحرب القادمة.
• الجنرال غيورا إيلاند (احتياطي) رئيس مجلس الأمن القومي السابق: أكد على ضرورة اعتماد قوة النيران إضافة إلى اختيار الأهداف النوية الجديدة وأشار إلى أن فشل إسرائيل في حرب لبنان في تموز 2006م يمكن أن يترتب عليه فشل إسرائيل في الحروب القادمة، وذلك إذا كررت إسرائيل خطأ تحديد الهدف وهو الخطأ المتمثل في قيام إسرائيل بشن الحرب ضد حزب الله وليس ضد الدولة اللبنانية.
الحوار العسكري الإسرائيلي – الإسرائيلي تخطى حدود أروقة ودوائر المؤسسة العسكرية – الأمنية الإسرائيلية وأصبح مجالاً للبحث بواسطة مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية.
* المذهبية العسكرية – القتالية الإسرائيلية: البحث عن المخرج:
ظلت المذهبية العسكرية – القتالية الإسرائيلية تعتمد على التفوق الجوي وكثافة النيران إضافة إلى تطبيق عمليات الصدمة المدرعة الخاطفة والسريعة وفقاً لقاعدة حرب الـ"بليتزكريف". استطاعت إسرائيل بهذا الأسلوب الحفاظ على التفوق العسكري – الميداني ولكن حزب الله استطاع بالمقابل استخدام التفوق الميداني على تفوق إسرائيل العسكري من خلال التركيز على مبدأ سيطرة المقاتلين على الأرض بعد إعدادها الجيد المسبق للمواجهة على النحو الذي جعل من مسرج جنوب لبنان بمثابة "كمين" شامل للقطعات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة إضافة إلى حرمان إسرائيل من فعالية التفوق الجوي.
* الجنرال إيزينكوت واعتماد مبدأ الضاحية كمذهبية للضربات العسكرية:
إجماع الخبراء العسكريين الإسرائيليين على اعتماد قوة وكثافة النيران ظل كما هو ضمن عناصر الضربة الإسرائيلية، ولكن العنصر الجديد الذي خطط الإسرائيليون لإضافته يتمثل في اختيار الأهداف النوعية الجديدة وبكلمات أخرى فإن المقصود بالأهداف النوعية الجديدة بحسب ما أوردته التقارير والتسريبات الإسرائيلية هو:
• المناطق المدنية التي يقدم سكانها الدعم لخصوم إسرائيل أو التي يحتمي بداخلها هؤلاء الخصوم أو التي تنطلق منها الهجمات المعادية لإسرائيل.
• المنشآت الحيوية التي تلعب دوراً في تعزيز قدرة خصوم إسرائيل أو التي تدعم القدرات الوطنية للبلد المستهدف.
• البنيات التحتية المتمثلة في:
- البنيات المادية مثل الطرق الاستراتيجية والجسور ومحطات توليد الطاقة وغيرها من المرافق.
- البنيات المعنوية مثل أجهزة تعبئة وحشد الرأي العام ضد إسرائيل وغير ذلك من البنيات التي يؤدي تدميرها إلى كسر الروح المعنوية في أوساط الرأي العام.
ما يعرف بـ"مبدأ الضاحية الجنوبية" الذي عكف على وضعه الجنرال إيزينكوت سيتم إدماجه ضمن المذهبية العسكرية – القتالية الجديدة التي سيعتمدها الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية وحروبه القادمة وتشير التسريبات والمعلومات إلى أن عملية إدماج هذا المبدأ تتم وفقاً للآتي:
• إجراء المزيد من البحوث والدراسات لجهة التدقيق والفحص وتقول التسريبات بأن معهد دراسات الأمن الوطني التابع لجامعة تل أبيب يقوم بدعم هذا المشروع وآخر الوقائع يتمثل في قيام المعهد بتكليف العقيد الإسرائيلي المتقاعد غابرييل سبيوني بإعداد التقارير حول هذا الموضوع لجهة تعزيز منظور مبدأ الضاحية الجنوبية.
• إجراء التدريبات والمناورات العسكرية اللازمة.
• إدماج مبدأ الضاحية الجنوبية ضمن أسلوب التخطيط العسكري بما يشمل المستويات الأساسية الثلاثة: الاستراتيجي، التكتيكي، التعبوي.
• بناء السناريوهات العملياتية الافتراضية بما يتضمن تفعيل مبدأ الضاحية ضمن السيناريو العملياتي.
برغم حماس قادة المؤسسة العسكرية – الأمنية الإسرائيلية لإدماج مبدأ الضاحية ضمن المذهبية العسكرية الإسرائيلية فإن معادلة حسابات الفرص والمخاطر المتعلقة باعتماد هذا المبدأ تشير إلى أن المخاطر التي ستتعرض لها إسرائيل ستكون أكبر بكثير من الفرص التي يمكن أن تحصل عليها ومن أبرز المؤشرات الدالة على ذلك:
• طبقت إسرائيل مبدأ الضاحية في حرب تموز 2006م وترتب على ذلك خسارة الرأي العام العالمي بحيث كانت إسرائيل متفوقة في مجرى الحرب النفسية عند بدء الحرب بسبب تذرعها بأنها تعرضت لعدوان حزب الله واختطافه للجنود الإسرائيليين وذلك بعد قصف الضاحية الجنوبية خسرت إسرائيل الحرب النفسية.
• اللجوء لاختبار الأهداف النوعية الجديدة معناه إدماج حلفاء إسرائيل اللبنانيين مع خصومها في نفس دائرة الاستهداف بحيث لا يميز القصف الإسرائيلي بين سمير جعجع والسيد حسن نصر الله وهو أمر سيؤدي إلى إلحاق الخسائر بحلفاء إسرائيل.
هذا وبرغم هذه المحاذير فإن المؤسسة العسكرية  - الأمنية الإسرائيلية ما تزال تمضي قدماً في إعداد الترتيبات اللازمة لإدماج واستخدام مبدأ الضاحية والسبب في ذلك هو عامل نفسي يعود إلى رغبة الإسرائيليين في استعادة الهيبة وقوة الردع حتى لو كان الثمن رأس جعجع وجنبلاط والحريري.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...