تقرير التنمية البشرية يحذر من خزانات المياه الملوثة

08-05-2007

تقرير التنمية البشرية يحذر من خزانات المياه الملوثة

ركز تقرير التنمية البشرية الذي تناول قضية المياه والتنمية على رسالة هامة وهي أننا نعيش في خضم أزمة مياه عالمية تعصف بالفقراء تحديداً فأزمة المياه العالمية لا تتجلى بالندرة.

بل بعدم قدرة الفقراء على الحصول على المياه وانعدام عدالة التوزيع وفشل المؤسسات الحكومية في إدارة المصادر المائية. ‏

كما أن الانسان في حياته اليومية يستخدم المياه باسراف نتيجة عدم الوعي واللامبالاة لذلك لابد من تضافر الجهود لترسيخ الايمان بترشيد المياه وجعلها جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا وحياتنا اليومية. ‏

تعاني سورية كغيرها من الدول من ندرة مائية قد تصل مستقبلاً الى حد العجز المائي والذي بدأت تتضح معالمه في العديد من المناطق فقد ازداد الطلب من 446.7 مليون م3 عام 1985، الى 1097 مليون م3 عام 2000، أي حوالي ضعفي كمية الاستهلاك ومستقبلاً سيزداد الى حوالي 1828 مليون م3 في عام 2025 أي بحوالي أربعة أضعاف كمية الاستهلاك عام 1985. ‏

فالمياه ضرورية لبقاء الانسان وعندما لا يتبقى لديه شيء يشربه سيضطر لشرب المياه ذات الجودة السيئة لكي ينقذ نفسه من الجفاف لذلك لابد من ترشيد المياه والحفاظ على جودتها وحمايتها من التلوث. ‏

الدكتورة كوكب الداية تقول إن المياه الملوثة تنقل أمراضاً كثيرة حيث تعتبر المشكلات الناشئة عن شح المياه وعدم جودتها أساساً لأمراض عدة معظمها أمراض سارية لأنها تنتقل من شخص الى آخر عبر المياه الملوثة ومن أهمها الكوليرا والتيفوئيد والباراتيفوئيد والسالمونيلا وغيرها.. وتكمن الخطورة في أن جرعة العدوى في بعض الأمراض وخاصة الكوليرا أقل من جرعة العدوى لأمراض أخرى ولهذا مثلاً ينتشر وباء الكوليرا في المياه التي تبدو نظيفة من الناحية النظرية فتلوث المياه يهيئ الفرصة لانتقال المرض من شخص لآخر كما أن معظم هذه الأمراض يمكن انتقالها عن طريق الأغذية، فثلثا الوفيات في الدول النامية و 80 من كل الأمراض تعود أسبابها الى استهلاك المياه والأغذية الملوثة وذلك يعود لأسباب عدة منها الافتقار الى الوعي الصحي والممارسات الصحية والبيئية السليمة وافتقار ربات البيوت الى الممارسات الصحية المرتبطة بنقص المياه وعدم وصول مياه الشبكة الى كل المنازل ولذلك فإن حماية مصادر المياه من أساسيات الوصول الى مياه سليمة. ‏

تؤكد الدكتور كوكب الداية ان الوصول الى إدارة جيدة لمياه الشرب يستلزم تفعيل دور الجمعيات والجهات والمجتمع المحلي والاتحاد النسائي ونشر التوعية كما أنه لابد من تنفيذ محطات معالجة مياه الصرف الصحي بالتوازي مع شبكات الصرف الصحي للحد من تأثير المياه الملوثة على مصادر المياه والسعي لإيجاد طرائق فنية لاعادة استخدام المياه الناتجة بعد المعالجة في أعمال السقاية المفيدة والاستخدام الموجه لأغراض غير الشرب. ‏

والتأكيد على عدم رمي القمامة والمخلفات الصناعية بالقرب من مصادر المياه وفي مجاري الأنهار والعمل على رفع مستوى وعي المواطن للحد من هدر المياه من خلال وسائل الاعلام المختلفة. ‏

عند تخزين المياه في الخزانات تترسب جسيمات كبيرة يمكن التخلص منها عن طريق المناخل الخاصة التي تقلل كمية المواد العضوية في المياه إضافة الى استخدام التطهير المسبق بمركبات الكلور إذا كانت المياه ملوثة بمياه المجاري وهناك التخثير حيث تضاف مركبات الألمنيوم أو الحديد التي تتفاعل مع الشوائب في المياه وتعلق الشوائب بالبكتريا وبقية المواد العضوية الأخرى في المياه ويصبح بالامكان فصل الشوائب عن المياه بالترسيب أو التعويم وتأتي الخطوة التالية وهي الترشيح في الرمال ولكن حتى بعد عملية ترشيح المياه قد تبقى بعض الفيروسات والبكتريا لذا فإن التطهير النهائي مهم جداً والطريقة الأكثر شيوعاً تشمل اضافة عنصر الكلور الى المياه فعملية الكلورة تؤدي الى انتشار المادة في المياه وتنتقل عبر شبكة التوزيع ما يقلص تكاثر البكتريا والطحالب المائية داخل الأنابيب وتقي المياه من التلوث أثناء عملية الانتقال. ‏

وتستخدم بعض الدول الفلوريد في مياه الشرب لمنع التسوس في الأسنان وقد يكون لهذا آثار صحية محددة لذلك يجب استخدامه بحذر. ‏

وحول تخزين المياه في ظروف غير صحية في المنازل تقول الدكتورة كوكب الداية: إذا لم تخزن المياه بشكل جيد فقد يحصل تلوث في خزانات المياه وقد يحصل التلوث أثناء نقل المياه من المورد الى المنزل من خلال استعمال خزان وسخ أو غطاء وسخ، فتلوث المياه في الخزانات هو أكبر مصدر للأمراض الناتجة عن الكائنات العضوية الدقيقة من هنا تأتي أهمية التوعية حول عملية تخزين المياه والمحافظة عليها نظيفة. ‏

كما يمكن لغلي المياه وحرارتها ان تقتل البكتريا وتدمر الفيروسات فهي طريقة فعالة لمعالجة المياه من التلوث البيولوجي لكنها غير فعالة لمكافحة التلوث الكيميائي. ‏

تستطيع الحكومة ان تلعب دوراً هاماً في إدارة الموارد المائية لاسيما حين تتعلق بمكافحة التلوث من خلال أطر تشريعية مناسبة كما يعتبر التسرب المائي أحد الأسباب الرئيسة لشح امدادات المياه في العديد من المدن، والمسألة الهامة هي ضرورة ترشيد استهلاك المياه وزرع مفهوم الثقافة المائية في الأجيال والتوفير في استخدام المياه ضمن المنازل وكذلك التوفير في استهلاك الماء عند القيام بالري. ‏

سناء يعقوب

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...