حماة: العصابات ترتكب كل أنواع الإرهاب والسلطات تتنزه مع المراقبين الدوليين
الأحداث المؤسفة التي شهدتها حماة نهاية الأسبوع المنصرم، تركت آثارها الواضحة على الحياة العامة في المدينة عموماً، وعلى حركة الناس والأسواق خصوصاً، حيث فقدت المدينة حيويتها على مختلف الصعد، وكان الإضراب العام الذي خيَّمَ عليها يوم الخميس الماضي، ظلَّ مستمراً حتى يوم أمس السبت، الذي فتحت فيه المحال التجارية والبقاليات، ولكنها فقدت حركة الناس وإقبالهم عليها إلا من كان مضطراً من أهلها لشراء مستلزماته الحياتية اليومية.
ميدانياً، جال وفد المراقبين الأمميين- الذي استُبدل المراقبُ البرازيلي منه بمراقبة نرويجية- في مشاع الطيار، والشيخ عنبر، والحاضر، وكفربهم، وعاين آثار قذائف آر بي جي، كان قد أطلقها مسلحون باتجاه نقطة لحفظ النظام على دوار العجزة، وتفقد نقطة أخرى على دوار كازو.
والتقى المحافظ وفد المراقبين، قبل جولته في مشاع الطيار، وعاين موقع الانفجار الذي وقع فيه مساء الأربعاء الماضي، وأودى بحياة عدد من المواطنين، وأسفر عن إصابة العديد من مواطنيه وأطفاله بجراح بالغة، كما التقى الوفد الأهالي واستمعوا لمعلومات منهم عن الانفجار.
وبعد زيارة المراقبين انفجرت عبوة ناسفة عند الساعة الثامنة والنصف مساء في حي البعث بحماة ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص صادف مرورهم لحظة انفجار العبوة، وأسعفوا إلى مشفيي الحكمة والحوراني اثنان منهما إصابتهما بالغة.
وأكد مصدر رسمي أن الجهات المختصة عثرت على رجل مجهول الهوية مصاب بطلق ناري بالرأس وهو في الرمق الأخير، وذلك بالقرب من مشـفى المركز الطبي بحماة.
كما أقدمت مجموعة مسلحة على خطف المدعو طلال سالم المحمد من قرية عطشان بريف حماة، ومن ثم قتلته، ورمت جثته قرب قريته، في حين خطفت مجموعة أخرى الطبيب عبد الرحمن محمود حبوش تولد 1965 م، من مزرعته الكائنة على طريق سلمية– السعن، واقتادته إلى جهة مجهولة، في وقت أقدمت مجموعة أخرى على سلب 4 سيارات عائدة للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بحماة، وذلك من مركزها في حي المصافي. جاء ذلك في وقت أقدمت مجموعة أخرى على سلب المواطن محمد عمر المصري سيارته الخاصة الفيرنا البيضاء اللون، وذلك جنوب سريحين..
وفي يوم الجمعة خرجت عدة تظاهرات محدودة العدد والنطاق في حماة، كان أبرزها من جامع الشهداء في حي الصابونية، التي كانت تراقبها دورية من حفظ النظام، ألقى عليها مسلحون ثلاث عبوات ناسفة ما أدى لإصابة المقدم عبد الجواد العوض وأربعة عناصر.
كما خطفت المجموعات المسلحة، ثم قتلت، كلاً من المدعو مأمون شيخ السوق تولد حماة 1964، وعثر على جثته في حي جنوب الملعب، والمدعو يحيى إبراهيم حلاق تولد حماة 1980 م، وعثر على جثته في حي باب البلد.
وفككت وحدات الهندسة ثلاث عبوات ناسفة، زنة كل منها 20 كغ، كانت قد زرعتها المجموعات المسلحة في الطريق المؤدية إلى ضاحية الأمين السكنية.
وأكد مصدر رسمي أن الجهات المختصة ألقت القبض على العديد من مهربي السلاح شرق حماة، وذلك في سيارة شاحنة، عثر فيها على 18 بندقية آلية، ورشاشي بي كي سي، و4 صناديق شريط رشاش، وقاذف آر بي جي، و5 قذائف ومثلها حشوات دافعة، و7 بنادق بمبكشن، و11 قنبلة دفاعية وهجومية، و5 أجهزة لاسلكية ولوحات سيارات مسروقة، وكمية كبيرة من الذخيرة والمذخرات والجعب الصدرية. كما شهدت المدينة إضراباً عاماً، ولفت المصدر إلى أن الجهات المختصة في حماة فككت عبوتين ناسفتين كانتا معدتين للتفجير الأولى شرق المشفى الوطني بحماة قرب جامع محمود عثمان والثانية في شارع الجلاء قرب منزل المحافظ القديم.
وأضاف المصدر: أن «العبوتين كانتا مفخختين بهدف تفجيرهما لاستهداف السيارات المارة والمواطنين ورفع معدل العنف في المحافظة خاصة مع وجود بعثة مراقبين. وأطلق مسلحون النار على المساعد محمود علي حجل أمام فرع الحزب القديم في ساحة العاصي، ما أدى لإصابته بطلق ناري، في حين أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على خطف المساعد أول خالد خليفة والشرطي محمد سليمان المحمد من مخفر سوق الغنم بحماة، وذلك عند الواحدة من بعد الظهر، وأثناء تبليغهما البريد اليومي.
كما أقدم مسلحون على سلب شاحنة من نوع مرسيدس عائدة لمؤسسة محروقات، ومحملة بـ200 أسطوانة غاز فارغة، وذلك على مفرق قرية الجنان على طريق حماة- سلمية.
وتعرضت كتيبة المهام الخاصة العاملة بحماة، لكمين مسلح قرب تلبيسة، على الطريق العام حماة- حمص، ما أدى إلى إصابة 7 عناصر.
من جهة أخرى أكد مصدر أن ثلاثة أشخاص مسلحين ببنادق آلية، يركبون سيارة «فان» مغلقة لون فضي مجهولة النوع والرقم، أقدموا على خطف المواطن خضر عابد جبر وذلك أثناء ركوبه جراره الزراعي متجها إلى أرضه على طريق عام سلمية –الساعاتية.
كما أقدم مسلحان يركبان دراجة نارية على إطلاق النار على محل لبيع الأقمشة، وآخر لبيع اللحوم في الحي الشرقي من مدينة سلمية، عائدين للمواطنين مروان سليمان الدالي وبشار محمد العرواني ونتج بعض الأضرار المادية التي لحقت بالمحلين دون إصابات تذكر.
ويوم الخميس، سلم 268 شخصاً من المغرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة أنفسهم وأسلحتهم التي يحملونها إلى الجهات المختصة.
وذكر مصدر رسمي بحماة أن الجهات المختصة، سوت أوضاع المواطنين المغرر بهم والذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء، بعد أن قدموا تعهدات خطية بعدم حمل السلاح والمساهمة في تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة، وبالعودة إلى حياتهم الطبيعية وممارسة أعمالهم.
محمد أحمد خبازي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد