خطباء المساجد: الإرهابيون عملاء وأُجَراء للخليج
دعا العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الجميع الى التعامل مع الأزمة التي تمر بها سورية من منطلق الإيمان بالله بعد الأخذ بمسبباتها والاستمطار من سماء رحمة الله التوفيق والنصر والفرج.
وشدد العلامة البوطي في خطبة صلاة الجمعة اليوم على أن هذه المحنة التي نمر بها زائلة لا محالة وقال " إن الإله الذي أراني هذه المحنة في إقبالها أراني إياها في إدبارها وأنا على يقين بأنها ستدبر لكن الإله الذي يبشرنا بإدبارها يأمرنا بأن نسلك السبيل إلى إدبارها بالالتجاء إلى الله تعالى".
وأضاف العلامة البوطي " أنظر إلى واقعنا ومجتمعنا ونحن نخوض هذه المحنة فأرى فئات من الناس ممن يعانون من هذا البلاء يوظفون هذه المحنة لترسيخ اللادينية في مجتمعنا وهم يتلاقون ويخططون صباح مساء في سبيل أن يعتصروا من هذه المحنة وسيلة لفرض هذه اللادينية علينا وأن المصيبة أنه لم تقرع أبوابنا ولم نزج في هذه المصيبة إلا بأيدي المتدينين وبشعارات الذين يريدون أن يبنوا عروشهم على الإمارات الدينية والإسلامية".
ولفت العلامة البوطي إلى وجود فئات تحاول جاهدة توظيف هذه المحنة لاهوائها ومصالحها الخاصة موضحا أن بعضها حاول استثمار حال الذين شردوا من بيوتهم ومن دولهم لتحقيق أمانيهم القذرة وقال "حلمهم أن تمتلأ جيوبهم على حساب الشاردين من بيوتهم يعمد الواحد منهم إلى دار زائدة عن حاجته فيقسمها إلى قطع قطع والبيت إلى بيوتات ثم إنه يوءجر كل قطعة من هذه القطع بأغلى الأثمان أو الآجار فإذا قال له المسكين الذي يبحث عن مكان يأوي إليه هو وأولاده ألا تخفف الرقم قليلا يقول لقد دفع لي فيه أكثر وأطلب منك أجرة ستة أشهر كاملة فيمضي الرجل ليستقبله العراء ولترحمه الحدائق".
وتابع العلامة البوطي "يخرج الرجل كامل أفراد أسرته من البيت ليقفوا على المخبز وكأن كل واحد منهم لا يعلم الآخر ليشتري كل منهم ما استطاع من ربطات الخبز ليبيعها بأضعاف أضعاف ثمنها بالسوق السوداء كذلك ألا ترون الناس الذين يتسابقون إلى شيء من الوقود والمازوت لينجي أولاده من المرض وإذا بثلة من الناس ينتهزونها فرصة ليسرقوا هذا الوقود ثم يبيعونه في السوق السوداء بأثمان باهظة.. هذه هي حالنا اليوم.. أنا لا أستطيع أن أقول كم هي نسبة أولئك الذين يوظفون هذه المحنة لفرض اللادينية على مجتمعنا.. لا أستطيع أن أقول كم هي نسبة الذين يسعون لاهثين لملء جيوبهم على حساب الجياع.. على حساب العراة والمشردين من بيوتهم لكنهم موجودون".
وأوضح رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن السبيل الوحيد للخلاص من هذه المصيبة والمحنة هو الاستقامة وفق صراط الله عز وجل وقال "لا يمكن لعاقل أن يفر من الحمى إلى الطاعون لا يمكن للعاقل أن يفر من المرض إلى أسباب الهلاك.. هذه سورية دولة مدنية إسلامية ولسوف نصر على هذه الحقيقة فتلك هي هويتنا وبهذه الهوية نستدفع البلاء".
وأضاف العلامة البوطي "فلنتداعى جميعا نستسقي من الله سبحانه وتعالى الرحمة التي تنجينا من هذه المحنة.. بالأمس استسقينا الله عز وجل أن ينزل علينا الغيث فاستجاب واليوم ينبغي أن نتداعى لنصلي صلاة الحاجة المشروعة ولكي نستنطف من الله سبحانه وتعالى رحماته التي هي الكفيل الأوحد بإنهاء هذه المحنة".
وختم العلامة البوطي خطبته قائلا "أدعو نفسي وأدعو قادة الأمة بكل فئاتها وبكل درجاتها وادعو الناس جميعا أولا إلى التوبة النصوح وتجديد البيعة مع مولانا وخالقنا الذي سنرحل إليه عبيدا لا غير.. الملحد والتائه والفاجر كلهم سيرحلون إلى الله بهوية واحدة عبيدا له مقرين بعبوديتهم إلى الله عز وجل.. أدعو نفسي وأدعوهم جميعا إلى صدق الالتجاء إلى الله وأن نتداعى إلى مثل عملية الاستسقاء مع مقدمة من الصيام وإعطاء كل ذي حق حقه والتوبة.. وأنا ضامن بان الفرج آت وبخارقة من الخوارق التي سيكرمنا بها رب العالمين".
من جهتهم أدان أئمة وخطباء المساجد في خطبهم في صلاة الجمعة اليوم العمل الإرهابي الجبان الذي ارتكبته المجموعات الإرهابية المسلحة ضد جامعة حلب ومناطق مختلفة من مدينة حلب وريفها.
وأشار الأئمة والخطباء إلى أن "استهداف المساجد والكنائس والجامعات والمدارس وصروح العلم يعكس طبيعة الارهاب الذي يستهدف سورية" مؤكدين أن "الإسلام دين السماحة والوسطية بريء من كل ما يقوم به الإرهابيون التكفيريون العملاء لصالح أجراء الخليج وأسيادهم في واشنطن بغية زعزعة أمن الوطن والمواطن ووحدة واستقرار سورية".
وبين الأئمة والخطباء في خطبهم أن المسؤولية تقتضي أن يتم العمل على توعية المواطنين بخطورة المؤامرة على الوطن والتي تفضي إلى القتل والتدمير والتخريب و"إن نتمسك بوحدتنا الوطنية غيرة على حرمات الله وصيانة للوطن من كل سوء وحقنا للدماء".
ودعوا الله سبحانه وتعالى "أن يزيل الغمة عن وطننا وشعبنا وأن ينصرنا على أعدائنا وأن يرد سهام المؤامرة إلى نحور كل من يريد أن ينتهك حرمات وطننا ويعيث فسادا في استقراره وامنه".
وأشار وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في خطبة الجمعة إلى أن "السوريين الذين عرفوا بالتكافل والتراحم والتالف والتعاضد قادرون بوعيهم وحسهم الوطني على دحر المؤامرة" مبينا أن رسالة الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " دعوة خير ومحبة وتسامح وحوار ونبذ لكل اشكال التطرف لا دعوة قتل وتخريب وتكفير وشجار".
واعتبر وزير الأوقاف أنه "على كل مواطن التصدي للمؤامرة التي يتعرض لها شعبنا ووطننا بالدعوة إلى إصلاح ذات البين واجتماع الكلمة وتوحيد الصف".
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد