دبي تستعد لافتتاح أعلى برج بالعالم تمْكن مشاهدته من بُعد 95 كم
تفتتح دبي الاثنين القادم البرج الذي يحمل اسم الإمارة ويرسم أفقا جديدا للتصميم والبناء لكونه الأعلى في العالم، خلال حفل ضخم سيقام بمناسبة الذكرى الرابعة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في دبي.
وشركة "إعمار" العقارية المملوكة جزئيا لحكومة الإمارة والتي طورت "برج دبي" الذي ينتصب كمسلة ساطعة من الفولاذ والزجاج، لم تكشف قط عن الارتفاع الحقيقي للبرج وتكتفي بالقول إنه يتجاوز عتبة الثمانمئة متر. ويتوقع أن يعلن الارتفاع النهائي في الافتتاح الرسمي مساء الاثنين.
والبرج الذي يرتفع لأكثر من 160 طابقا ويحتوي على 330 ألف متر مكعب من الكونكريت و31400 طن متري من القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البناء و57 مصعدا، تجعل منه هذه الأرقام أيقونة عمرانية بكل معنى الكلمة.
قدرت كلفة "برج دبي" الذي تمكن مشاهدته على بعد 95 كلم، عند بدء المشروع بمليار دولار لكن الكلفة الحقيقية تجاوزت هذا الرقم بحسب تقارير صحافية محلية.
وقال بيل بيكر، شريك الأعمال الهيكلية والهندسة المدنية في شركة "سكيدمور اوينغ اند ميريل" (اس او ام) التي صممت البرج ومقرها شيكاغو، الجمعة 1-1-2010 "لقد تعلمنا الكثير من برج دبي، ويمكنني القول إنه بات بوسعنا أن نبني برجا بطول كيلومتر بسهولة. لقد حدد البرج مرجعية جديدة".
وأضاف أنه بعد فوز المكتب بمسابقة بناء البرج "ظننا أنه سيكون أعلى بقليل من أعلى برج في العالم (تايبيه 101 - 508 أمتار)، إلا أن العميل (شركة إعمار) ما انفك يطلب منا أن نزيد الارتفاع، ونحن قمنا بذلك مرات كثيرة. كنا نقوم بدوزنة التصميم وكأنه آلة موسيقية".
وتصميم البرج يتمحور حول بنية مثلثة الأضلاع يتوسطها هيكل ضخم من الاسمنت، ويضيق مدى البرج كلما ارتفع، وعلى مراحل متفاوتة بين الأضلاع الثلاثة، قبل أن يتحول في أعلاه الى هيكل معدني تعلوه مسلة ضخمة. والتصميم مستوحى أيضا من تويجة زهرة الصحراء التي تنمو في منطقة الخليج.
ولعل أبرز تحديات البناء هو ضخ الخرسانة دون أن تتجمد على ارتفاع 605 أمتار، وهو الارتفاع الذي يتحول بعده البرج إلى هيكل معدني.
من جهته، قال جورج افستاثيو الشريك المدير في "اس او ام" والمسؤول المباشر عن مشروع برج دبي إن البنية المثلثة الأضلاع، والمعروفة بـ"واي شايب"، "تمنح أساسا متينا لبرج بهذا الارتفاع".
وأضاف "لقد اعتمدنا هذا الشكل واستخدمنا عناصر من الهندسة الإسلامية والقناطر المستدقة، وكلما كنا نرتفع عموديا، كنا نقلص الحجم للتخفيف من تاثير الرياح".
وعن تاثير الرياح ومدى تذبذب أعلى المبنى، قال افستاثيو "إنه مبنى هادئ جدا، فبعض العواصف لن تشعر بها على الإطلاق، وقد تشعر بالعواصف الأقوى. البرج في العموم أهدأ من كل الأبراج الشاهقة الأخرى في العالم بالرغم من كونها أقل ارتفاعا منه".
ونفذ أعمال البناء التي بدأت في 2004 تحالف بين سامسونغ الكورية وبيسيكس البلجيكية وارابتيك الإماراتية.
والبرج يضم أكثر من ألف شقة و49 طابقا للمكاتب إضافة إلى فندق في طوابقه السفلى يحمل توقيع المصمم الإيطالي جورجيو ارماني، فيما ستكون الطوابق العليا بحسب بيكر مكاتب أشبه بأن تكون "مكاتب للمراسم"، أي أنها ستستقبل اجتماعات رسمية ولن تستخدم ليعمل فيها أشخاص بشكل دائم.
وقبل أيام من الافتتاح، أكد عدد من الوسطاء العقاريين ارتفاع الطلب بشكل ملحوظ على وحدات البرج التي بيعت جميعها قبل سنوات، وذلك في نهاية سنة قاسية على القطاع العقاري في دبي، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 50% بعد سنوات من الارتفاع الحاد. إلا أن انخفاض الأسعار في البرج كان بحسب هؤلاء أقل حدة.
وقال رجل أعمال فلسطيني فضل عدم الكشف عن اسمه "لقد اشتريت عام 2008 شقة من غرفة نوم واحدة في الطابق الثمانين مقابل ثلاثة ملايين دولار، وبذلك تكون خسارتي نظريا كبيرة مع تدني الأسعار". إلا أنه قال إن "امتلاك شقة في هذا المبنى يمنح شعورا من الرضا الذاتي".
ووصل سعر القدم المربعة ضمن المساحات التجارية في البرج في ذروة فورة الأسعار إلى ما بين 4500 و5500 دولار. (ويساوي المتر المربع 10,764 أقدام مربعة).
لكن المصاعب المالية وتداعيات الأزمة الاقتصادية على دبي ودول الخليج عموما، قد تخدم برج دبي بشكل غير مباشر إذ تؤجل طموحات أخرى لبناء أبراج تقفز فوق عتبة ألف متر.
ويعتقد البعض أن برج دبي سيكون آخر حبة في عنقود المشاريع العملاقة التي اشتهرت بها دبي، ومنها جزر النخيل الاصطناعية التي تطورها شركة "نخيل".
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد