دراسة أمريكية: سوريا لاعب أساسي في العراق
الجمل: اصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن دراسة هامة اعدها فريق من الباحثين حملت عنوان (التمرد العراقي وخطر الحرب الأهلية: من هم اللاعبون؟).
مما حوته الدراسة بحثاً فرعياً عنوانه (دور الأطراف الخارجية في التمرد) وأشار هذا البحث إلى الدور (المحتمل) الذي قامت به دول الجوار الإقليمي للعراق وتم تحديدها بـ: سوريا، إيران، تركيا، الأردن.
بالنسبة لما أوردته الدراسة في هذا البحث عن سوريا وبغض النظر عن الأطراف الأخرى يمكن القول بالآتي:
بدأت الحديث عن سوريا بفقرة تقول بأن كل من الإدارة الأمريكية والمسؤولين العراقيين يتفقون بشكل واضح على أن سوريا من الممكن لها اعطاء الموافقة العلنية على محاولة ايقاف وقطع الدعم عن حركات التمرد العراقية، وبرغم ذلك يرى التقرير بأن السوريين مازالو يسمحون للجماعات الإسلامية بتجنيد وترحيل العناصر عبر سوريا بهدف تنفيذ العمليات الانتحارية داخل العراق.
ولكن على خلاف ما يتم الترويج له داخل الإدارة الأمريكية يشير التقرير إلى أن الجنرال الأمريكي جورج كيسي قائد القوات المتعددة الجنسيات العاملة داخل العراق قد رفض فكرة تضخيم خطر التدخلات الخارجية في الملف العراقي، ورغم ذلك تعمد في شهادته أمام لجنة الخدمة العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي الزعم بأن سوريا متورطة بالسماح لانصار ومؤيدي صدام حسين بالحصول على الأموال والإمدادات وتوجيه المتمردين السنيين، والاستمرار في غض النظر عن عملية تسرب المتطوعين إلى العراق عبر سورية.
كذلك فقد تحدث الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية واصفاً الدور السوري على النحو الآتي:
(أعتقد بأن ما رأيناه، للمرة الثانية، يتمثل في بعض الجهود، ولكن من المؤكد أنها غير كافية ونحن نعتقد أن بإمكان السوريين القيام بالكثير ونعتقد فعلا أن بإمكانهم فعل الكثير على طول خط الحدود، على النحو الذي يحكم السيطرة، وأعتقد أن الأمر من وجهة نظرنا ليس شأناً خاصاً يتعلق بهم وجزء من ذلك يتمثل في عدم الرغبة في اتخاذ الإجراءات التي نعرف أنها ضرورية وهم يعرفون أنها ضرورية).
وفي نهاية الفقرة الخاصة بسوريا يتعرض التقرير إلى مدى التحدي الذي سوف يواجه قوات الأمن العراقية إزاء القيام بمهمة ضبط حدود العراق البرية البالغ امتدادها حوالي 3650 كيلومتراً، منها 605 كيلو متراً تمثل الشريط الحدودي مع سورية.
ويقول التقرير بات من المهم ملاحظة أن سوريا تلعب دوراً هاماً في التعامل مع الشيعة والسنة العراقيين على السواء.
نعلق على هذا التقرير ونقول: إن الاتهامات الأمريكية ضد سوريا ليست شيئاً جديداً بل هي ظاهرة سلوكية لازمت كل الإدارات الأمريكية التي تعاقبت على البيت الأبيض الأمريكي. أما ما هو جدير بالاهتمام يتمثل بمفهوم الدور السوري الهام، ونعتقد بأن الدور السوري الهام ليس كرماً أمريكياً بل هو حقيقة جيوبوليتيكية تؤكدها كل المعطيات الموضوعية الجيوسياسية والجيواستراتيجية الخاصة بالبنية الفرعية دون الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط. كذلك على الإدارة الأمريكية أن تفهم بأن الدور السوري في حل مشاكل المنطقة لن يكون على غرار الدور الأوروبي. وذلك لان سوريا لا يمكن أن تقوم بدور (خلية الازمة) بمعنى أداء دور الوكيل الـ(بروكسي) الذي يشرف البنتاغون على تشغيله بما يخدم الأجندة الإسرائيلية وعلى النحو الذي يخلق حالة في المنطقة شبيهة بما خلقته اتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية التي أخذت من الأردن كل شيء وأعطت لإسرائيل كل شيء.
الجمل
إضافة تعليق جديد