ذئاب إسرائيل والصراع على تركة أولمرت
الجمل: بدأت التطورات الدراماتيكية في الساحة السياسية الإسرائيلية أكثر صخباً بعد ظهور المعومات والتسريبات القائلة بأن الساحة السياسية ستشهد تحالفاً سيؤدي إلى ظهور حكومة تحالف الصقور لمنع ظهور حكومة تحالف الحمائم.
* إعادة تشكيل الخارطة السياسية الإسرائيلية:
تقليدياً يسيطر على الساحة الإسرائيلية حزب الليكود الذي يمثل المؤسسة الدينية و"صقور" التطرف وحزب العمل الذي يمثل المؤسسة الدينية وحمائم الاعتدال ولكن بعد انقسام آرييل شارون عن صفوف الليكود انقسم الصقور إلى تيارين هما:
• صقور المؤسسة الدينية بقيادة الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتينياهو زعيم المعارضة الحالية.
• صقور كاديما الذي يتزعمه حالياً إيهود أولمرت.
أدى توازن القوى الذي كان قائماً داخل الكنيست على أساس اعتبارات تحالف كاديما – العمل إلى صعود حكومة كاديما – العمل.
حتى أول أمس كانت التوقعات تقول بأن الصراع على زعامة كاديما سينحصر داخل الحزب بين ليفني وموفاز مع احتمالات صعود حاييم رامون. وأشارت التقارير إلى أن ليفني تتمتع بالأغلبية داخل الحزب ولكنها تواجه مشكلة الحصول على الأغلبية في الكنيست وبأن موفاز تواجهه حالياً مشكلة الحصول على الأغلبية في الحزب وهي مشكلة إن نجح في التغلب عليها فإنه سيحصل بكل سهولة على الأغلبية في الكنيست.
* تحالف موفاز – نتينياهو: أبرز الاحتمالات:
شنت الصحف الإسرائيلية حملة شعواء ضد أولمرت ولكن بمجرد إعلان أولمرت عن تنحيه عن منصب رئيس الوزراء سرعان ما بدأت الصحافة الإسرائيلية عملية تغيير اتجاه واسعة بدأت تتشكل ملامحها على أساس اعتبارات أن الأزمة ليست أزمة أولمرت وإنما هي أزمة إفلاس كاديما الذي قام بالأساس على برنامج لا يتضمن شيئاً سوى الإفلاس السياسي.
نشرت صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية الصادرة اليوم بعض المعلومات والتسريبات المتعلقة باحتمالات ظهور تحالف موفاز – نتينياهو خلال الفترة القادمة. واستندت التسريبات على تصريح موفاز يوم أمس الأحد الذي وعد فيه بأنه إذا تم انتخابه لرئاسة كاديما فإنه سيسعى لتأليف حكومة وحدة وطنية إسرائيلية بالتحالف مع زعيم الليكود بنيامين نتينياهو.
وتقول المعلومات بأن الصراع داخل حزب كاديما قد بدأ يدخل مرحلة الاستقطاب والتوتر بين زعماء الحزب الثلاثة: تسيبي ليفني، شاؤول موفاز، وصديق أولمرت حاييم رامون.
أول ملامح التوتر والاستقطاب بدأت أمس داخل كاديما عندما تبنى بعض حلفاء شاؤول موفاز حملة سياسية تهدف إلى إضعاف شعبية ليفني وتقول المعلومات بأن موفاز قد خاطب حشداً من أنصار كاديما في إحدى قاعات كريات عونو تحدث فيه لجهة خلق الذرائع بين المخاطر التي تهدد إسرائيل وبين ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية من خلال تحالف كاديما مع الليكود باعتبار أن هذا التحالف هو السبيل الذي يؤدي إلى حصول إسرائيل على مفتاح الحل لأزمتها الأمنية وعلى وجه الخصوص الخطر الإيراني وخطر حزب اله وخطر حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وتقول التسريبات الإسرائيلية بأن تسيبي ليفني كانت موجودة في المحاضرة عندما تحدث موفاز عن ضرورة التحالف مع نتينياهو وأشارت المصادر الصحفية الإسرائيلية إلى أن التوتر قد بدا واضحاً في علاقات تسيبي ليفني – شاؤول موفاز وقد لاحظ جميع من كانوا في المحاضرة بأن ليفني قد أبقت نفسها بمعزل عن موفاز وأشارت بأن ليفني ظلت تتعمد عدم السماح لموفاز بالظهور في أي لقطة إلى جانبها لأن ذلك سيعطي موفاز وزناً كبيراً في مواجهة ليفني التي اكتسبت رمزية من خلال ظهورها إلى جانب الكبار كأولمرت وبيريز وباراك وشارون ونتينياهو..
هذا وتجدر الإشارة إلى أن ليفني قد علقت على موقف الجنرال شاؤول موفاز الداعي للتحالف مع نتينياهو بأنه "موقف يتنافى مع توجهات حزب كاديما" إضافةً إلى أنه "موقف لا ينم عن النزاهة والالتزام بالمعايير الأخلاقية في خوض الصراع الحزبي الداخلي". ومن جهة أخرى أشارت بعض التسريبات إلى أن لجنة حزب كاديما ستجتمع اليوم الاثنين في مبنى رئاسة الحزب الموجود بمنطقة «بتاح تكفا»، وهو الاجتماع الأول بعد إعلان أولمرت تنحيه عن قيادة كاديما، ويتوقع أن تقوم اللجنة بمناقشة المبادرة المقدمة بواسطة زعيمة الكنيست داليا إدزيك وعضو الكنيست تزاحي هنيكبي والتي تطلب من المرشحين لقيادة كاديما ضرورة الالتزام بالاستقامة والنزاهة في إدارة حملاتهم الانتخابية لزعامة الحزب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد