روسيا تبذل جهودا حثيثة من أجل تفادي السيناريو العسكري في سورية
أعلن الكرملين الجمعة 30 أغسطس/آب أن موسكو تعمل بنشاط من أجل الحيلولة دون إجراء عملية عسكرية أجنبية في سورية. وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للصحفيين: "إننا نعمل بنشاط من اجل الحيلولة دون تطور الأحداث في سورية وفق سيناريو استخدام القوة". ولم يستبعد أوشاكوف أن يبحث الرئيس فلاديمير بوتين الموضوع السوري مع نظيره الأمريكي باراك أوباما خلال قمة العشرين القادمة في بطرسبورغ يومي 5 و6 سبتمبر/ايلول. وأوضح أوشاكوف أن موضوع الأزمة السورية ليس على جدول الأعمال الرسمي للقمة، لكنه رجح أن يتطرق ممثلو الدول المشاركة في الاجتماع الى المسألة السورية بسبب إلحاحها. وتابع قائلا: "من الضروري بحث الأزمة السورية، ولا شك في أنه ستتم مناقشتها". وأضاف أنه ليس هناك خطط لعقد لقاء ثنائي بين بوتين وأوباما، وهذا بعد إلغاء الرئيس الأمريكي زيارته لموسكو المقررة خصيصا من أجل مقابلة بوتين، على الرغم من الجهود التي بذلها الطرفان للتحضير لهذه الزيارة. لكنه قال: "من الطبيعي أن يرحب بوتين بأوباما مثل الزعماء الآخرين وسيصافحه، وسنرى ما سيحدث لاحقا".
قال أوشاكوف إن الجانب الأمريكي لم يسلم موسكو بعد أية أدلة حصل عليها عبر التنصت، تؤكد استخدام السلطات السورية للسلاح الكيميائي. وشدد على أن موسكو لا تثق بمثل هذه المزاعم. وقال: "لم يسلمنا الأمريكيون معلوماتهم، كما لم يسلموها لمجلس الأمن الدولي. ويبررون ذلك بسرية المعلومات".
ذكر مساعد الرئيس الروسي أن بلاده تواصل توريدات الأسلحة الى سورية، مشددا على أن هذه الأسلحة ليست محظورة بالقانون الدولي. وأكد أن توريدات الأسلحة الى سورية تنفذ وفق العقود الموقعة سابقا، مشددا على أنه ممارسة طبيعية لأية دولة وهي لا تتعارض مع القواعد الدولية. وقال أوشاكوف إنه لا يستطيع التعليق على الأنباء التي تحدثت عن دفع سورية ثمن إحدى منظومات "إس-300" التي باعتها لها روسيا. ا
اعتبر أوشاكوف أن رفض البرلمان البريطاني المصادقة على تنفيذ "العملية الانسانية" بسورية يؤكد أن النواب البريطانيين يدركون العواقب التي قد يؤدي اليها مثل هذا السيناريو. وقال: "إنه يعكس موقف معظم البريطانيين بشكل خاص، والأوروبيين بشكل عام. وأعتقد أن الناس بدأوا يدركون مدى خطورة مثل هذه السيناريوهات، وخاصة في حال تنفيذها من دون تفويض".
برمته قال أوشاكوف إن الخطوات الأحادية الجانب التي تتخذ إلتفافا على مجلس الأمن الدولي تلحق الضرر بالنظام العالمي بأكمله وتؤدي الى مزيد من تصعيد الوضع في منطقة الشرق الأوسط. وقال مساعد الرئيس الروسي: "مثل هذه الخطوات إلتفافا على مجلس الأمن، في حال حدوثها، ستلحق ضررا جسيما بالنظام العالمي الحديث. ومن المستبعد أن يصبح الوضع في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوء واستقرارا". وامتنع أوشاكوف عن التنبؤ بشأن احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد سورية. لكنه قال إن موسكو لا تريد أن يتجه الوضع وفق سيناريو "عندما تقوم دولة واحدة أو مجموعة من الدول بتوجيه التهم ومحاكمة المتهم وتنفيذ حكمها عليه بنفسها".
قال أوشاكوف إن موسكو لا تفهم بوضوح أسباب قرار بعثة المفتشين الدوليين في سورية الاكتفاء بالتحقيق في حادث واحد فقط لاستخدام الكيميائي في سورية، بدلا من إجراء عمليات تفتيش في المناطق التي سبق أن حددت في الاتفاق بين السلطات السورية والأمانة العامة للأمم المتحدة. وذكر: "لا نفهم تماما لماذا يجب أن يعود الفريق بالكامل الى لاهاي، في حين مازال هناك عدد كبير من المسائل المتعلقة بالاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية بسورية. إنهم (المفتشون) يحققون حاليا في حادث واحد فقط ، وهو ما وقع يوم 21 أغسطس/آب". وامتنع مساعد الرئيس الروسي عن التنبؤ بشأن التوقيت المحتمل للغارة التي يخطط لها بعض الدول الغربية في سورية. وتابع: "أنا شخصيا لا أعلم عن خطط الولايات المتحدة، لكن الجميع يعرفون أنها (الضربة) تخيم (على سورية). تشير وسائل الإعلام في هذا الخصوص الى تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين الذين يشددون على احتمال وقوع ضربات وعملية عسكرية. وأشار الى أن الكثيرين يقولون إن مثل هذه العملية قد تبدأ بعد عودة المحققين الدوليين من سورية يوم السبت القادم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد