صرف الدواء.. هل يحتاج لوصفة طبية؟
يحذر الأطباء من تناول الأدوية بشكل عشوائي ومن دون استشارة طبيب لما يترتب عليه من مخاطر عديدة، فبعض الأدوية لا يمكن إعطاؤها للمريض مع بعضها البعض أو قد تحتاج إلى تعديل جرعتها، لذلك فإن الطبيب هو الوحيد القادر على أن يوصف الدواء المناسب ويأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتياطات اللازمة.
يتصرف الشباب كثيرا على هذا النحو ويبررون موقفهم بأن ليس لديهم الوقت الكافي للذهاب إلى الطبيب، ويعتقدون أن لا ضرر من شراء بعض الأدوية دون استشارة طبية.
واعترفت غراس تاج الدين التي تعاني من مرض الصداع النصفي باقترافها خطأ بعدم استشارة الطبيب قائلة "بدأت أعاني من الصداع منذ صغري وظن الجميع أن سبب الألم من عيني، فبدأت بأخذ أدوية مختلفة كالبنادول والمسكنات الأخرى لكن دون جدوى. إلى أن ذهبت إلى طبيب مختص وإعطاني الدواء المناسب."
ويرى الصيدلي علي صابرين أن من حقه إعطاء أدوية في بعض الأحيان دون وصفة طبية مثل البنادول وخافض الحرارة والفيتامين سي.
وأضاف قائلا "طبعا هناك أدوية لا يمكن إعطائها دون وصفة طبيب كالمهدئات والمسكنات القوية وأدوية القلب. إن كل بلد لها سياستها الخاصة في بيع الأدوية ومنح الصيدلي حقا بصرف الأدوية للمرضى دون وصفة.
من جانبه ذكر الدكتور أشرف حسين عبد الفتاح من مركز ويلنس الطبي، أن اعتقاد الشباب في تناول دواء دون استشارة طبيب وعدم الالتزام بدواء محدد يؤدي إلى مشاكل صحية كتدمير مناعة الجسم ضد البكتريا المسببة للمرض وفي الوقت نفسه يؤدي إلى خلق نوع جيد من البكتريا المقاومة للمضاد الحيوي.
وأضاف قائلا "قبل وصف أي دواء هناك بعض الفحوصات والتحاليل اللازم معرفتها عن المريض لمعرفة طبيعة جسده، وبالتالي ليتمكن الطبيب من وصف الدواء المناسب له. أو إيجاد بديل في حالة تحسس المريض من الدواء."
وحذر أيضا من احتواء بعض الأدوية على مواد مدمنة قد تؤذي المريض في حال اعتياده عليها دون أن يشعر بذلك مؤكدا قوله " يشتري المرضى أدوية دون معرفة ما الذي يعانون منه وبالتالي لا يدركون المضاعفات التي قد تحدثها تلك الأدوية."
ومعالجة مشكلة تناول الأدوية عشوائياً ليست سهلة وتحتاج إلى وعي المريض بخطورتها، ثم الابتعاد عن تناولها. وهذه مهمة ليست من وظائف الدولة ومؤسساتها الصحية وحدهما، إنما يتطلب انجازها بشكل أساسي منع عمليات بيع الأدوية من الصيدليات من دون وصفات طبية، ونشر التوعية من خلال وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة للحفاظ على صحة المجتمع وسلامته .
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد