ظريف: «الكيميائي» وضع تحت تصرف الإرهابيين في سورية عبر دول المنطقة
أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الأسلحة الأميركية التي حصل عليها تنظيم داعش الإرهابي في سورية وصلت إليه عن طريق السعودية، لافتا إلى أن الأسلحة الكيميائية توضع تحت تصرف الإرهابيين في سورية عبر دول المنطقة.
وقال ظريف، وفق قناة «العالم» الإيرانية: إن الضجة بسبب الأنشطة الإيرانية في الأراضي السورية «تثار بسبب وجود دولتين بشكل قانوني هناك وذلك بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية، وهما إيران وروسيا، أما البقية فدخلوا سورية بصورة غير قانونية، ومن أجل أن يغطي هؤلاء على وجودهم غير القانوني في سورية، يقومون بإطلاق جعجعة حول الحضور القانوني للآخرين الذي يتمثل في وجود المستشارين في هذا البلد».
وأضاف ظريف: «حسناً، الأمر واضح، كان هؤلاء يتمنون التوفيق والنجاح للإرهابيين، هذا التاريخ يعود لثلاث أو أربع سنوات وليس إلى القرن الماضي لكي ننساه، نحن نتذكر جميعاً خلال السنوات الثلاث أو الأربع ما الذي كانت أميركا تريده من سورية وما الذي كان الغرب يريده منها».
وأوضح: «كانوا يمنون النفس بتقدم ونجاح الإرهابيين، وكانوا يدعمونهم. نحن لم ننس الأخبار ولم ننس الوثائق التي كانت توثق كيف أن الأسلحة الأميركية كانت تصل إلى داعش عن طريق السعودية، كما أننا لم ننس كيف كانت الأسلحة الكيميائية توضع تحت تصرف الإرهابيين عبر دول المنطقة».
واعتبر وزير الخارجية الإيراني أنه «على الرغم من كل هذا، إلا أنهم هزموا وفشلوا بسبب مقاومة الشعب السوري المدعوم من قبل إيران وروسيا».
وختم بالقول: «وبدلاً من أن يقبل هؤلاء بالهزيمة ويقروا بها، وفي الحقيقة بدل أن يسمحوا للشعب السوري بالتوجه صوب الاستقرار وإعادة الإعمار، نجدهم يستمرون في سياساتهم الخاطئة».
واقترح ظريف على هؤلاء «بدلاً من التغطية على هذه السياسات الخاطئة عن طريق إطلاق الشعارات، أن يقوموا بتغيير سياساتهم».
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن «الجمهوریة الإسلامیة في إیران كانت ولا تزال ترید السلام والتعهّد بالالتزام بالقواعد الدولیة. إلا أنها لا تستطیع الالتزام بذلك إزاء سیاسات أميركا المتمثّلة بفرض الحرب».
وتمنی ظريف أن یكون شهر رمضان، شهراً للوحدة والتضامن والتنسیق بین المسلمین مقابل المشاكل التي یواجهها العالم الإسلامي وعلی الأخصّ مشكلة الكیان الصهیوني، والأخطار التي تهدّد القدس الشریف وفلسطین.
وحول التصعيد مع واشنطن، قال ظريف: إن «السیّد ترامب وفي إحدی مقابلاته خلال الأسبوع المنصرم مع قناة «فوكس نیوز» المعروفة في الولايات المتحدة، أعلن أنّنا لا نرید الدخول في حرب عسكريه مع إيران، لكنّنا دخلنا حرباً اقتصادية معها»، وتابع: ماذا تعني عبارة حرب اقتصادية؟ معنی العبارة الآنفة الذكر هو أن حكومة الولایات المتّحدة قد استهدفت الشعب الإيراني».
وأضاف: «یجب أن یعلم جمیع شركائنا هذه الحقیقة، كما یجب أن یعلموا ما هي طریقة حلّ هذه الأزمة. حلّ الأزمة لن یكون عن طریق توتير الأجواء من قبل أميركا، أو الخروج من أجواء حربیة مفتعلة، قام الأميركیون بخلق هذه الأجواء كي یُنسی الموضوع الرئیس».
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلي زياراته للدول الإقليمية قائلاً: «خلال زیاراتي للدول الإقلیمیة نقلت رسالة، داعیاً فیها إلی الحوار مع الدول الإقلیمیة والتوقیع علی معاهدة عدم الاعتداء، وهذه الرسالة نُقلت إلی دول المنطقة إضافة إلی الرسالة الأصلیة إلی أصدقائنا وجیراننا، وإلی الدول التي للأسف تتصوّر أنها تستطیع الوصول إلی مبتغاها عن طریق الولایات المتّحدة».
وأوضح أن «الهدف من الحوار مع الدول الجارة في حقیقة الأمر هو طرح الوقائع، وما هي وجهات نظرنا مقابل إيجاد التوتّر من قبل أميركا، وما هي طریقة الحلّ للخروج من هذا الوضع، إضافة إلی طریقة الحلّ للمنطقة، لأن منطقتنا قد تورّطت بالسیاسات الداعیة لإشعال الحرب من قبل فئة قلیلة من الأفراد في أميركا والكیان الصهیوني وللأسف بعض الدول الإقلیمیة».
واستطرد ظريف حديثه قائلاً: «إنّ الحقیقة تكمن في أن ما يسمّی بالسیاسات المفروضة والهیمنة التي لم تثمر سببها مقاومة الناس، فالمقاومة في لبنان منعت سیاسات إسرائیل، كما أن المقاومة في سورية والمقاومة في الیمن، كلّ ما سبق ذكره هو مقاومة إلی جانب مقاومة الشعب الإيراني».
الوطن - وكالات
إضافة تعليق جديد