عمل ضخم في دبي للنحات السوري سهيل بدور

ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ العمل من سنة إلى سنة ونصف باستخدام الخشب والبرونز والحجر وخامات أخرى يتقن الفنان السوري التعامل معها وتطويعها حيث سيكون بارتفاع 13 مترا وعمق 3 أمتار وعرض 7 إلى 9 أمتار ليكون بمثابة تحفة فنية ترتقي لمصاف الأعمال الخالدة.

ونصب الجدارية فكرة الفنان بدور بالتوافق مع الشاعر درويش لتكون بمثابة قراءة متأنية وأبدية لقصيدته الجدارية والتي تحدث فيها عن الموت وتسمح بتشكيل فضاء نصي على نحو كبير لكل تجليات الإبداع الواقعي والخيالي والدرامي.

ويقول الفنان بدور عن العمل الجديد: “نصب الجدارية تحد كبير أردت التصدي له بكثير من الحب والاصرار وهو بالنسبة لي بمثابة مشروع العمر أصبو لانجازه بحب وفرح وجدل كبير وخاصة أن ارهاصات الفكرة بدأت عبر حوار طويل بيني وبين الشاعر الراحل الذي كان متحمسا للفكرة إلا أن الموت حال دون تنفيذها”.

وأشار بدور إلى أن “العمل سيكون بمثابة صياغة نحتية لجدارية درويش من وجهة نظره باعتبار أن الفن لا يموت وإذا كانت الجدارية بمثابة نشيد للذات والمصير الفاجع فإن النصب صياغة وترجمة للقصيدة التي عانقت الخلود عبر معالجة فنية خاصة تعكس العمق الذي ذهب إليه الشاعر درويش”.

بالطبع العمل النحتي ليس قراءة للجدارية ولا تفكيكا أو مناكفة لها يتابع بدور حديثه.. “بل هو ترجمة الوعي فيها وإقرار بأن فكرة الموت قائمة وستظل إلا أمام الإبداع بمنجزاته فالموت جبان أمامه ولا يستطيع فعل شيء والموت عاجز أمام قصيدة درويش وعملي النحتي وأي عمل إبداعي آخر والموت يهزم كل شيء إلا الفكر”.

ورأى بدور أنه بعمله يقترب من فلسفة النحت من حيث المعالجات للكتل لأن العمل ضخم يحوي نحو 80 طنا من الرخام و2 طن من البرونز ويحتاج إلى “إدارة حكيمة خلال التنفيذ” مع دراسة معمارية دقيقة أيضا.

ويوضح بدور أن العمل مكون من ثلاث قطع.. الاولى وهي مع القاعدة من الرخام الطبيعي بارتفاع 5 أمتار والقطعة الاعلى من الرخام والبرونز والخشب بارتفاع 4 امتار والقطعة الاخيرة هي من البرونز كاملة بارتفاع 3 امتار ونصف المتر وينوي استخدام بعض المفردات الكنعانية فيها وبعض من تراث الامارات مضيفا إليها أبياتا من قصيدة الجدارية وهي:

“وكأني قد مت قبل الآن أعرف هذه الرؤيا .. و أعرف أنني أمضي إلى ما لست أعرف .. ربما ما زلت حياً في مكان ما وأعرف ما أريد سأصير يوما ما أريد”.

يذكر أن الفنان السوري سهيل بدور يعد واحدا من أهم الفنانين التشكيليين والنحاتين السوريين الذين وصلت أعمالهم الى العالمية وشارك في عشرات المعارض والملتقيات الفنية حول العالم وامتاز بمدرسة خاصة به.

المصدر: سانا