فريق المراقبين في درعا والعصابات تتابع عمليات النهب والاعتداء على حفظ النظام

أحيا السوريون، على المستوى الشعبي والرسمي، يوم أمس الذكرى السادسة والستين لجلاء المستعمر الفرنسي عن بلادهم، مؤكدين أن تمسكهم بسيادة الوطن واستقلاله أمر لن تضعفه ما تواجهه سورية اليوم من مخططات وجرائم إرهابية تستهدف وجودها وتهدد أمن شعبها.
 
وحلت ذكرى جلاء الفرنسي عن سورية في وقت واصلت فيه قوى الاستعمار الجديد عبر أذرعها الإرهابية داخل الأراضي السورية خروقاتها لوقف إطلاق النار الذي اتفق عليه ضمن مبادرة المبعوث الدولي إلى سورية كوفي أنان.
وأعلنت بكين أن وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم سيلتقي المسؤولين الصينيين اليوم الأربعاء، مؤكدة في الوقت نفسه رفضها لأي تدخل يمكن أن يؤدي إلى تغيير النظام في سورية.
ونقلت «ايتارتاس» الروسية عن المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ قوله: «نحن ضد أي تدخل يمكن أن يؤدي إلى تغيير النظام ولقد دعت الصين دائماً إلى إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، وأكد أن بكين «ستقدم لهم المساعدة المطلوبة».
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي: «فعلياً وقف إطلاق النار هش نسبياً»، داعياً الأطراف التي لها تأثير على أطراف النزاع إلى العمل من أجل مصالح الشعب السوري وأمن المنطقة.
وأضاف: إن معارضي السلام ينبئون بفشل خطة أنان للسلام في سورية، مضيفاً: «إنهم يعملون ذلك من خلال توريد أسلحة إلى المعارضة التي تنفذ يومياً هجمات على المواقع الحكومية والمدنية بصفة يومية، وهذا لا يساعد على ضمان المصالحة».
وبدأ فريق مكون من 5 مراقبين دوليين الإثنين مهمته في سورية باجتماع تنسيقي مع الحكومة السورية عقد في مقر الأمم المتحدة بدمشق لبحث مهمتهم في البلاد، وذلك بموجب القرار الدولي القاضي بإرسال 30 مراقباً عسكرياً غير مسلح لمراقبة وقف إطلاق النار.
وقام عدد من المراقبين الدوليين أمس بزيارة مدينة درعا في جولة للاطلاع على الأوضاع فيها، والتقوا خلالها محافظها، بينما استأنف عدد آخر منهم المباحثات في وزارة الخارجية لإنجاز بروتوكول عمل بعثة المراقبين الدوليين، المتوقع إنجازه خلال أيام تمهيدا لقدوم باقي المراقبين بعد قرار جديد من مجلس الأمن يمكن أن يرفع عددهم إلى 250 مراقباً.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن وقف إطلاق النار «تمت مراعاته بصفة عامة» لكن مازالت تقع أعمال عنف وأن البعثة المكونة من 250 مراقباً لن «تكون كافية في ضوء الموقف الحالي واتساع رقعة البلاد». وناشد الاتحاد الأوروبي تقديم مروحيات وطائرات للمراقبين الأمميين، الأمر الذي لم يتضح ما إذا كانت سورية ستسمح بمزيد من قوات الأمم المتحدة والطائرات.
من جهته، أكد الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه في مقابلة أجراها معه مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج ضمن برنامج جديد له بعنوان «عالم الغد» على قناة «روسيا اليوم»، أن تنظيم «القاعدة» يسعى لتحول سورية إلى «ساحات قتال» لعناصره، وجاء ذلك في وقت واصل المثلث التركي الفرنسي الأميركي تحريضه على سورية منطلقا من مزاعم وادعاءات طالما عزف عليها منذ بدء الأحداث في البلاد وهي أن السلطات السورية تواصل «مهاجمة المدنيين»، متجاهلاً ما تقوم به مجموعات مسلحة هو من صنعها ومولها وزودها بالسلاح من عنف وقتل وتخريب لتقويض أمن واستقرار سورية.
ميدانيا، شهدت معظم أحياء مدينة حمص أمس هدوءاً نسبياً حذراً وحركة شبه طبيعية على العكس من أحياء البياضة والقرابيص والقصور والخالدية التي شهدت اعتداءات لمسلحين على حواجز حفظ النظام.
إلى ذلك صادرت الجهات المعنية بالقرب من الحدود السورية اللبنانية في منطقة تلكلخ مجموعة من الأسلحة بينها ألغام مضادة للأشخاص كانت مخبأة في إحدى المزارع.
وفي حماة، انفجرت عبوة ناسفة عند العاشرة والنصف صباحاً شرقي الجسر الواقع على طريق حماة سلمية، كان قد زرعها إرهابيون لاستهداف آليات وعناصر قوى حفظ النظام التي تمر من على الجسر.
من ناحية أخرى، حررت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي في حماة العقيد محمد عوض عيد بعد أن كانت مجموعة مسلحة اختطفته قبل يومين بالقرب من جسر صوران بريف حماة.
وفي إدلب، استغلت مجموعات مسلحة الظروف الأمنية وزادت من أعمال السطو المسلح والسلب التي مازالت مستمرة بشكل خاص على الطريق الدولي حلب دمشق.
وتلقينا  بدمشق العديد من الاتصالات التي أكدتها جهات معنية في إدلب يشكو أصحابها من استمرار وجود مجموعات مسلحة وفي مواقع متفاوتة على هذا الطريق وخاصة في ناحية سراقب، وتبين هذه المصادر أن هذه المجموعات تكون ثابتة أحياناً ومتحركة على شكل غارات أحياناً أخرى.

المصدر: الوطن