كيري للسعوديين: سمعنا الموقف نفسه في "إسرائيل"
انعقاد "جنيف 2" والتفاوض مع ايران سوف يكون على حسابنا، هكذا قال المسؤولون السعوديون لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي زار الرياض مطلع الأسبوع الحالي، في تعبير مباشر عن حالة الخوف التي تنتاب العائلة الحاكمة في المملكة من التوجهات الأمريكية الجديدة في المنطقة.
كيري قال للسعوديين "هذا الموقف سمعناه ايضا في إسرائيل" ونحن يمكن أن نقوم بتأجيل مؤتمر "جنيف 2" حتى تتمكن المعارضة السورية من الاتفاق على وفد موحد للذهاب ومفاوضة النظام، أما بالنسبة للتفاوض مع ايران فهذا الامر لا يمكن ايقافه وهو يتعلق بالخمسة زائد واحد الذين يفاوضون ايران حول برنامجها النووي.
السعوديون ذكَّروا الوزيرَ الأمريكي بدورهم الكبير والمقرر في انهيار الاتحاد السوفيتي ان كان عبر تمويل وتحشيد المسلمين في الحرب ضد الجيش الأحمر في أفغانستان، أو بالاتفاق الأمريكي السعودي بإغراق السوق العالمية بالنفط، والذي تم خلال زيارة الملك فهد بن عبد العزيز لواشنطن بداية عام 1985 والذي نفذته السعودية بحذافيره ما تسبب مباشرة بسقوط الاتحاد السوفيتي اقتصاديا وبالتالي انهياره، مستغربين أن تقوم الولايات المتحدة بعقد اتفاقات مع أعداء المملكة على حساب السعودية.
وكان جواب كيري أنَّ الولايات المتحدة ملتزمة التزاما كاملا بأمن السعودية ودول الخليج، والاتفاق مع ايران سوف يرفع عن هذه الدول خطر حصول طهران على السلاح النووي، وأمريكا تريد من طهران ان لا تقوم بأي نشاطات عسكرية في برنامجها النووي.
مصادر في المعارضة السورية، قالت ان السعوديين ابلغوا الائتلاف المعارض والجماعات الموالية لهم في المعارضة السورية عن قرار الإدارة الأمريكية بالذهاب للأخير بالاتفاق مع روسيا، ولذلك يجب العمل على افشال الاتفاق الروسي الأمريكي لأن امريكا، وحسب رأي السعودية، سوف تضطر في نهاية المطاف للتدخل العسكري في سوريا في حال استمرت الحرب السورية ولم يتم التوصل الى اتفاق سياسي. لذلك على المعارضة رفض اي شكل من اشكال التفاوض مع النظام وإحباط عقد مؤتمر "جنيف 2" الذي يعتبر ثمرة توافق أمريكي روسي، فرضت فيه روسيا شروطها وأولها بقاء النظام الحالي في سوريا، وهذا الرأي تتبناه ايضا جهات سورية معارضة ما زالت تمني نفسها بالتدخل العسكري الأمريكي لإسقاط النظام في دمشق.
وتضيف مصادر المعارضة السورية أنَّ السعودية تحاول الالتفاف على الاتفاق الروسي- الأمريكي وعقد مؤتمر "جنيف 2" بفرض امر واقع جديد على الأرض عبر محاولة توحيد الفصائل المسلحة في الشمال وريف دمشق تحت قيادة واحدة وغرفة عمليات موحدة لكل من المنطقتين.
وحسب مصدرين في المعارضة السورية ، هددت دمشق نهاية شهر ايلول/سبتمبر بقصف العاصمة الأردنية عمان في حال نفذ الأردن الرغبة السعودية بتحويل منطقة الحدود بين البلدين الى وضع شبيه بالوضع على الحدود التركية السورية عبر تمكين السعودية من تجهيز وتأهيل آلاف المسلحين على الحدود بين الأردن وسوريا.
ويؤكد المصدران أن المخابرات الاردنية تعاملت بجدية مع هذا التهديد السوري ، وقدمت المساعدة الامنية للجيش السوري في بلدات ريف درعا ، ادت لمقتل "ياسر العبود" قائد غرفة عمليات المنطقة الجنوبية في الجيش الحر في كمين محكم في مدينة طفس جنوب سوريا يوم 21 تشرين اول/اكتوبر الماضي، وقد سقط مع العبود أربعة من كبار قادة المجموعات المسلحة. وتشير المصادر المعارضة أنَّ هؤلاء القادة لا يجتمعون عادة إلا في حال التخطيط لشن عملية عسكرية كبرى، ويبدو أان الهدف من الاجتماع هذا كان التحضير لهجوم على مواقع الجيش السوري في تلة الحارة الاستراتيجية جنوب سوريا.
نضال حمادة: المنار
إضافة تعليق جديد