مريمين مدينة الفسيفساء والآثار القديمة
تعني كلمة مريمين باللغة الكنعانية "مريامون" أي مرتفع الغرب أو سيدة الغرب أو إله الغرب، وقدر الباحث الاثري "رينيه دوسو" أن وجودها يعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد بينما نستدل من آثارها بأنها تعود إلى أواسط الألف السابع قبل الميلاد كما اعتبرها دوسو من أحكم المواقع المطلة على وادي العاصي بين حمص وحماة وذكرت في أسفار المصريين كما ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان واعتبرها المؤرخ الخوري عيسى أسعد من خير المعاقل لرد الغزاة من الغرب.
وتقع قرية مريمين على قدم جبل الحلو وتبعد عن حمص حوالي 30 كيلومتراً حيث تمتاز بمياهها العذبة الغزيرة التي تتدفق من عدة ينابيع "نبع الفوار" و"عين زعرورة" و"عين السمر" و"عين الجرية"، كما تتميز بطبيعتها الساحرة وهوائها العليل وخضرتها الدائمة ويوجد في القرية العديد من الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وكهرباء ومياه وهاتف.
وذكر المهندس محسن زعنون رئيس مجلس البلدة و الباحث التاريخي فيها أن حوالي سبعة آلاف نسمة يقطنون قرية مريمين حالياً و يعمل قسم كبير منهم بالزراعة حيث تنتشر زراعة الزيتون والكرمة والتين واللوزيات وكانت تابعة لمحافظة حماة وتبعد عنها 48 كيلومتراً لتصبح فيما بعد تابعة لمحافظة حمص.
وتدل الآثار الفنية المكتشفة في مريمين أنها قطعت شوطاً متقدماً في عالم الموسيقا والعزف وأنه كانت تقام فيها حفلات راقية جداً استخدمت فيها آلات موسيقية متطورة من سائر أنحاء العالم القديم بما فيها الآلات اليونانية والهندية، وتم العثور على لوحة العازفات في الستينيات من القرن العشرين ونقلت الى دمشق ثم أعيدت الى متحف حماة ولاتزال معروضة فيه الى الآن، وصنفت أنها من أجمل اللوحات الفسيفسائية في العالم وتمثل مشهداً موسيقياً لنساء عازفات تظهر فيه بعض الآلات الموسيقية من تلك الأزمان.
وتعوم قرية مريمين القديمة حالياً على بحيرة من الفسيفساء فقد عثر فيها على لوحات مرسوم عليها صور بشرية وآلهة وحيوانات وأزهار وأشكال أخرى مختلفة.
وقام السكان بالبناء فوقها نتيجة إهمال الجهات المعنية وعدم تقديرها لأهمية تلك اللوحات التاريخية وما يمكن أن تقدمه من ازدهار في الحركة السياحية، وتم العثور أيضاً على أكثر من سبعين مقبرة في أراضي القرية ولق أثرية وأقنية لمياه الشرب والصرف الصحي التي تعود للعصرين اليوناني والروماني.
وتشكل قرية مريمين مخزوناً حضارياً مهماً بما تملكه من كنوز أثرية وسياحية متميزة وأهالي القرية أبدوا استعدادهم أكثر من مرة للتعاون مع الجهات المعنية في هذا المجال.
تمام الحسن
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد