مشروع الاستمطار ينجح في زيادة متوسط الهاطل المطري

تقوم مديرية مشروع الاستمطار في سورية بتطبيق تقنيات زرع الغيوم لزيادة الهاطل المطري صناعياً وذلك لتنمية الواردات المائية وخصوصاً بعد ارتفاع الطلب في السنوات الأخيرة على المياه العذبة نتيجة زيادة عدد السكان ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتوسع في المشاريع الصناعية ومساحات الأراضي المروية إضافة إلى ظروف الجفاف الذي أصابت المنطقة.

وبين مدير الاستمطار في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور علي عباس أن زرع الغيوم يتم على مبدأ إيجاد نويات تجمد صناعية تنثر في الغيوم اعتماداً على فكرة أن نويات التجمد الطبيعية في الغيوم غير كافية وذلك من أجل تجميد أكبر كمية من المياه فوق المبردة الموجودة في الغيوم والتي تترواح حرارتها بين ناقص 7 وناقص 18 درجة مئوية حيث يتم استخدم يوديد الفضة للغيوم الباردة بعد أن يتم تصنيعه ضمن طلقات على شكل بيروتكنيك وهي شبيهة بالمواد المفرقعة المستخدمة في الألعاب النارية كما تستخدم للغيوم الدافئة المواد المبردة مثل السائل الآزوتي والجليد الجاف ثاني أكسيد الكربون.

وأضاف عباس إن طريقة الزرع بالطائرات من الأعلى أفضل من الزرع بالمولدات الأرضية من قاعدة السحاب حيث يتم اختيار النموذج المناسب من البيروتكنيك لتركيب السحابة وسماكتها بشكل يؤمن أفضل توزيع لمادة الزرع في الجزء الذي يحتوي على أكبر كمية من المياه فوق المبردة من السحاب.

كما يتم الإعتماد على معلومات مراكز التنبؤ بالطقس التي تبين الحالة الجوية وتوفر الغيوم وحركتها والمساحة التي يجب أن ينفذ فيها المشروع وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات التحضيرية لطلعات الاستمطار كما تستخدم صور الأقمار الصناعية بالأشعة تحت الحمراء والصور المرئية وصور بخار الماء في الغيوم ويساعد رادار الطقس في الكشف عن الغيوم وتركيبها الحجمي حيث يمكن كشف قمة الغيوم بدائرة نصف قطرها 250 كيلومترا من مركز الرادار كما يمكن للرادار أن يقوم بمراقبة تطور الغيوم قبل وأثناء الزرع وأثنائه ويرشد الطائرات إلى أماكن تواجد الغيوم.

تنفذ الطلعات الجوية عند توافر الغيوم المناسبة تقوم الطائرة عند وصولها إلى الارتفاع المطلوب بسبر الجو وقياس محتوى السحاب من المياه فوق المبردة وارتفاع قاعدة السحابة وقمتها ودرجة حرارة القمة والتيارات الصاعدة ومعلومات الرطوبة وارتفاع الطيران لاتخاذ قرار الزرع واختيار نوع مواد الزرع حيث تم تنفيذ حوالي 11 طلعة حوية من بداية أيلول وحتى نهاية العام في معظم الأراضي السورية.

ومن جهته أوضح الدكتور بهيج شحادة رئيس قسم المراقبة الجوية.. إنه توجد في سورية أربع محطات رادار طقس موزعة في محافظات دمشق وطرطوس وحلب ودير الزور بحيث تغطي كامل مساحة سورية تقوم بأعمال مسح القبة السماوية لكشف الغيوم وتحديد مواصفاتها وحركتها ومحتواها من الرطوبة وسماكتها وهي المعلومات اللازمة من أجل تحديد توضع الغيوم المناسبة لأعمال الزرع وإحداثياتها وذلك من أجل التقييم لأعمال الاستمطار وذلك باستخدام هذه المعلومات مع معلومات المسح الراداري المرافقة لأعمال الزرع ومعلومات الشبكة الأرضية المطرية.

وأضاف شحادة إنه بالإعتماد على المعلومات الإحصائية بالنسبة لـ 43 مركزاً للرصد الجوي موزعة في أنحاء سورية تبين أرقامها تسلسلاً من الخمسينيات إلى بداية التسعينيات دون إنقطاع يمكن الركون إليها في دراسة الجدوى الفنية لأعمال الزرع من عام لآخر وذلك حسب توافر الغيوم المناسبة لأعمال الزرع وتكرار المنخفضات الجوية وعدد الطلعات المنفذة وتتراوح الزيادة بين 5 و15 بالمئة من الهاطل المطري الطبيعي.

وأجريت دراسة من قبل الخبراء الروس والعاملين في المشروع على ثلاثة محاصيل رئيسية والتي بينت علاقة الارتباط الكبيرة بين الغلة وكمية الأمطار أدت إلى زيادة بين 10 و15 بالمئة من كمية الأمطار مقارنة بالهطولات السنوية وتقدر بنحو 800 مليون متر مكعب بشكل متوسط للسنوات الأخيرة الماضية والتي تنعكس على جميع المحاصيل البعلية خلال أطوار النمو كما ترفد الأحواض المائية الجوفية والسطحية وتحسن المراعي والغطاء النباتي.

وتبين الدراسات لمعظم المشاريع المنفذة حول العالم وحسب تقارير منظمة الأرصاد الجوية العالمية أن الزيادة في الهاطل بين 5 و 25 بالمئة بالنسبة للغيوم الباردة وبنسبة تتراوح بين 15 و 45 بالمئة بالنسبة لأعمال الزرع المنفذة على الغيوم الدافئة.

وبدأ المشروع بتنفيذ أعمال الاستمطار في ربيع عام 1991 وتم تجهيز مشروع استمطار تغطي خدماته كامل الأراضي السورية من خلال عقد لمدة خمس سنوات مع المرصد الجوي المركزي الروسي استمر لغاية عام1997 وذلك بعد نجاح التجارب التي تم إجراؤها في العديد الدول حول العالم منذ بداية القرن الماضي حول إثارة المطر صناعيا في الأجواء الطبيعية.

وائل حويجة

المصدر: سانا