مشروع لإعادة تأهيل مركز التنمية الريفية في منطقة التون الجرد بطرطوس

أطلق أمس في محافظة طرطوس مشروع إعادة إحياء مركز التنمية الريفية في منطقة التون الجرد بريف بانياس وذلك في إطار التعاون المشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظة طرطوس والذي يهدف لتنمية دعم قدرات المجتمع المحلي لأهالي المنطقة.

وأشارت الدكتورة ريمه قادري وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن الوزارة تتابع واقع مركز التنمية الريفية في التون الجرد ودراسة احتياجاته “ليكون أكثر عطاء لأهل المنطقة التي اكتسبت ميزة إضافية خلال سنوات الحرب التي تتعرض لها سورية حيث قدمت الكثير من الشهداء والجرحى” لافتة إلى أن المركز قدم خلال الفترة الماضية نشاطات كثيرة منها تدريب العديد من النساء المعيلات للأسر في مجالات التريكو والخياطة ودورات للتوعية لإنشاء مشاريع جديدة برأسمال صغير.

وأضافت القادري إن الحكومة تعمل دائما على خلق البنى التحتية ذات الطابع الاجتماعي لتقديم الخدمات التنموية لأهالي الريف الذي يمثل سلة غذائية وإنتاجية لافتة إلى العلاقة التشاركية والتشبيك بين الوزارة والمنظمات الدولية ومنها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجتمع المحلي لإعادة إحياء المركز وتحويله إلى نقطة إشعاع وتنمية تعود بالنفع على الأهالي.

وأشارت الوزيرة إلى أن إعادة إحياء المركز توفر فرص عمل لأهالي المنطقة وللضيوف الموجودين الذين استقبلتهم المحافظة وستعزز القدرة على الاستفادة القصوى من كل المرافق الخدمية الموجودة ضمن المركز.

من جهته أشار محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى إلى أهمية هذه الخطوة التي ستسهم في تخديم المنطقة والقرى المجاورة لها منوها بالدور الذي تقوم به الجمعيات الأهلية والمجتمع المحلي بالمحافظة لتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية اللازمة للمواطنين الوافدين من مختلف المحافظات السورية لافتا إلى أن الحكومة تنفق مليارات الليرات على ملف الإغاثة ما يدل على الاهتمام والدعم والرعاية التي تقدمها الدولة لمواطنيها بالرغم من كل الظروف والتحديات التي تمر بها البلاد.

وبين صاموئيل رزق المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية أن المشروع هو أول مبادرة من هذا النوع ومن الممكن أن يكون نموذجا لمراحل أخرى ولاسيما أن لدى البرنامج 22 مشروعا في طرطوس لافتا إلى أن أهمية المشروع تتجلى في كونه يوفر أكثر من 400 فرصة عمل ومجموعة المستفيدين المباشرين تتجاوز 2000 فيما تتجاوز مجموعة المستفيدين غير المباشرين هذا العدد إضافة إلى أنه يتضمن إعادة تأهيل للمركز نفسه وتعافيا اقتصاديا ودعم التماسك الاجتماعي وصمود الشعب السوري في مواجهة هذه الأزمة.

واوضح محمد بلول رئيس مجلس إدارة جمعية “وطن” التنموية المشرفة على تنفيذ المشروع أن المشروع يهدف إلى إنشاء وإعادة تشغيل عدد من الورشات المهنية الإنتاجية بهدف خلق فرص عمل للمجتمع المحلي في المنطقة وإعادة تأهيل المباني والمرافق بالتجهيزات وتزويدها بالطاقة المتجددة وتنفيذ دورات مهنية متخصصة لتشغيل الورشات الإنتاجية مثل خياطة وتريكو وأعمال يدوية ومزرعة ابقار وورشة ألبان وأجبان وزراعة الفطر وإعادة إحياء 6 ورشات للسجاد اليدوي وخلق فرص عمل للسيدات المعيلات وأسرهن.

ولفت إلى أنه سيتم تشغيل هذه الورشات من خلال الإدارة المشتركة بين مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في طرطوس وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمديريات المعنية في المحافظة والجمعيات المجتمعية التي ستدير الورشات بهدف ضمان استدامة المشروع.

واطلعت الوزيرة خلال زيارتها إلى المركز على الدورات التدريبية في مجال الخياطة التي نفذتها الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية وشاركت بتكريم 110 سيدات مشاركات في الدورة معبرة عن شكرها وتقديرها للجهد الذي تقوم به السيدات في سبيل البحث عن فرص عمل خاصة بهن.

ودعت الوزيرة إدارة الجمعية لمتابعة السيدات الخريجات والعمل على إنشاء ورشات خياطة خاصة بهن على أن تقوم الجمعية باستئجار المقر وتقديم الدفعة الأولى من مستلزمات الإنتاج لحين تمكن السيدات من الانطلاق بعملهن.

ولفت دريد درويش مدير مكتب الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بطرطوس إلى أن الجمعية ستقدم منحة إنتاجية لسبعين سيدة من السيدات اللواتي اتبعن دورات مكثفة في مجال الخياطة لدى الجمعية حيث ستؤمن الجمعية 130 مكنة خياطة ستوزع منها 70 مكنة وسيبقى في المركز العدد الباقي من المكنات مشيرا إلى أن السيدات بعد انتهاء دورة الخياطة سيخضعن لدورة إدارة مشاريع تمكنهن من إنشاء مشاريع صغيرة خاصة بهن.

سانا